فما شَجَرَاتُ عِيصِكَ في قُرَيْشٍ |
|
بِعَشَّاتِ الفُرُوعِ ولا ضَوَاحِي |
وعن أَبي عَمْرٍو : العِيصانُ ، بالكَسْر : من مَعَادِنِ بِلادِ العَرَبِ.
وقال اللَّيْثُ : عِيصُو بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ المَدْفُونُ بقَرْيَةٍ تُسَمَّى سيعير ، بين بَيْتِ المَقْدِس والخَليلِ ، وقد تَشَرَّفْتُ بزِيارَتهِ ، والمَبِيتِ عِنْدَه في ضيافَته ، وهو أَبُو الرُّومِ.
والمَعِيصُ : مِثْلُ المَنْبِت.
والمِعْياصُ ، كمِحْرَابٍ : كُلُّ مُتَشَدِّدٍ عَلَيْك فِيمَا تُرِيدُه منْهُ ، هُنَا ذَكَرهُ الصَّاغَانِيّ في العُبَابِ والتَّكْملَة ، وأَوْرَدَه صاحِبُ اللّسَان في «ع وص» ولَعَلَّه الصَّوَابُ ، فإِن أَصله معواصٌ من العَوْصِ ، وهو ضِد الإِمْكَان واليُسْر* وممّا يُسْتَدْرَك عليه : عِيصٌ ومَعِيصٌ : رَجُلانِ من قُرَيْش. وفي الأَخِير يَقُولُ الشَّاعر :
ولأَثْأَرَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ مُكَدَّمٍ |
|
حَتَّى أَنالَ عُصَيَّةَ بْنَ مَعِيصِ |
وأَبُو العِيصِ : كُنْيةٌ.
ويُقَال : جِيءْ به من عِيصِك ، أَي من حَيْثُ كان.
والعَيْصَاءُ : الشِّدَّة والحَاجَةُ ، كالعَوْصَاءِ ، وهي قَليلة ، وأُرَى الياءَ مُعَاقَبَةً.
فصل الغين
المعجمة مع الصاد
[غبص] : الغَبَصُ ، مُحَركَةً ، أَهمله الجَوْهَرِيُّ. وقال ابنُ دُرَيْد : هو لُغَةٌ في الغَمَصِ بالميم. ويُقَال : غَبِصَتْ عَيْنُه كفَرِحَ ، وغَمِصَت. إِذا غَارَتْ وكَثُرَ رَمَصُها مِنْ إِدَامَةِ البُكَاءِ ، أَوْ مِنْ وَجَعٍ.
والمُغَابَصَةُ : المُغَافَصَةُ. في نَوَادِر الأَعْراب : أَخذْتُهُ مغافَصَةً ومغابصةً ، ومرافصةً أَي أخذته مُعازَّةً. قال الأَزْهَرِيّ : لَمْ أَجدْ في «غَبص» غَيْرَ قَوْلِهم : أَخَذْتُهُ مُغَابَصَةً ، أَي مُعازَّةً.
[غصص] : الغُصَّةُ ، بالضَّمّ : الشَّجَا : ج ، غُصَصٌ ، كما في الصّحاح. قال الله تَعَالَى : (وَطَعاماً ذا) غُصَّةٍ (١) وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الغُصَّةُ : ما اعْتَرَضَ في الحَلْقِ وأَشْرَقَ (٢). وقال اللَّيْثُ : الغُصَّةُ : شَجاً يُغَصُّ بِهِ في الحَرْقَدَةِ. وقال شَيْخُنَا ، رَحِمَه الله تَعَالَى : صَرِيحُ كَلامِ المُصَنِّفِ أَنَّ الغُصَّةَ والشَّجَا ، مُتَرَادِفانِ ، وكَذلِك الشَّرَقُ. وقَال بَعْضُ فُقَهَاءِ اللُّغَةِ : غَصَّ بالطَّعَامِ ، وشَرِقَ بالشَّرابِ ، وشَجِيَ بالعَظْمِ ، وجَرِضَ بالرِّيق ، وقد يُسْتَعْمل كُلٌّ مَكَانَ الآخَرِ.
وذُو الغُصَّةِ : الحُصَيْن بنُ يَزِيدَ بنِ شَدَّادِ بنِ قَنَانِ بنِ سَلَمَةَ بنِ وَهْبِ (٣) بنِ رَبِيعَةَ بنِ الحَارِثِ الحارِثِيّ الصَّحَابِيّ رَضِيَ الله تَعَالَى عنه ، قيل : لَهُ وِفَادَةٌ ، لُقِّبَ بهِ لِأَنَّهُ كانَ بحَلْقِهِ غُصَّةٌ لا يُبَين بِهَا الكَلامَ. وقَالَ ابنُ فَهْدٍ في المُعْجَم : وَهِمَ مَنْ قال : له وِفادَة.
وقال ابنُ دُرَيْدٍ : ذُو الغُصَّةِ أَيْضاً : لَقَبُ رَجُلٍ من فُرْسَانِ العَرَبِ ، وهو عامِرُ بنُ مَالِك بن الأَصْلَعِ بنِ شَكَلِ بنِ كَعْبِ بن الحَارِثِ بن الحَرِيش : فَارِسٌ ، وهو الَّذي فاخَرَ زُفَرَ بْنَ الحارثِ عند عَبْدِ المَلك بنِ مَرْوانَ ، وكان بحَلْقِه غُصَّةٌ ، ويُقَال فيه أَيضاً : ذُو القُّصَّة بالقاف.
ويُقَال : غَصِصْتَ يا رَجُلُ ، بالكَسْر. وغَصَصْتَ ، بالفَتْح ، لُغَةٌ فيه شَاذَّة. ونَسَبَه أَبو عُبَيْدَةَ (٤) للرِّباب ، كذا في «كِتاب الإِصلاح» لابنِ السِّكّيت ، تَغَصُّ ، بالفَتْح ، غَصَصاً ، مُحَرَّكةً ، ويُقال تَغُصُّ ، بالضّمِّ ، غَصّاً ، كما في اللِّسَان. وقد صَحَّفَه الجَوْهريُّ فَرَواهُ بالعَيْن والضَّادِ ، كما سَيَأْتِي ، ولم يُنَبِّه عليه المُصَنِّف ، بل تَبِعَهُ هُنَاكَ على غَلَطِه ، فتَأَمَّلْ ، فَأَنْتَ غَاصٌّ بالطَّعَامِ ، وغَصَّانُ : شَجِيتَ ، وخَصَّ بَعْضُهُم به الماءَ. ويُقَالُ : غَصَّ بالماءِ غَصَصاً ، إِذا شَرِقَ به ، أَو وَقَفَ في حَلْقِه فلم يَكَدْ يُسِيغُه. ورَجُلٌ غَصَّانُ : غَاصٌّ. قال عَدِيُّ بنُ زَيْد العِبَادِيّ :
لَوْ بِغَيْرِ الماءِ حَلْقِي شَرِقٌ |
|
كُنْتُ كالغَصّان بالماءِ اعْتِصَارِي |
__________________
(١) سورة المزمل الآية ١٢.
(٢) في القاموس : فأشرق.
(٣) انظر في نسبه أسد الغابة.
(٤) في اللسان : أبو عبيد.