وقد شَصَّت تَشِصّ شُصُوصاً وشِصَاصاً : صَارَتْ كَذلِك ، أَي قَلِيلَةَ اللَّبَن ، وكذلِكَ أَشَصَّت ، بالأَلف ، وسَيَأْتِي قرِيباً.
وشَصَّ فُلانٌ يَشِصُّ شَصًّا : عَضَّ على (١) نَوَاجِذِه صَبْراً.
وفي العُبَاب : عَضَّ نَوَاجِذَه على شيْءٍ صَبْراً.
وشَصَّت المَعِيشَةُ تَشِصُّ شُصُوصاً : اشْتَدَّت.
ويُقَال : شَصَّهُ عَنْهُ ، إِذا مَنَعَهُ ، كأَشَصَّهُ ، عن ابن دُرَيْدٍ ، وأَنْشَدَ وقال : هذا البيتُ قَدِيمٌ أَنشَدَه ابنُ الكَلْبِيّ :
أَشَصَّ عنه أَخُو ضِدٍّ كتَائِبَهُ |
|
مِنْ بَعْدِ ما أَرْمَلُوا من أَجْلِهِ بِدَمِ |
وهذا قد تَقَدَّم بعَيْنِه في كلام المُصَنِّف ، فهو تَكْرَار.
وما أَدْرِي أَيْنَ شَصَّ : أَيْنَ ذَهَبَ ، قاله ابنُ عَبَّادِ.
والشَّصَاصَاءُ : السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ.
وأَصْلُ الشَّصَصِ والشِّصَاص هو اليُبْسُ ، والجُفُوفُ ، والغِلَظُ ، والشِّدَّة.
قال الأَصْمَعِيّ : يقال : أَصابَتْهمْ لأْوَاءُ وشَصَاصَاءُ ، إِذا أَصابَتْهم سَنَةٌ شَدِيدَةٌ (٢).
وقال المُفَضَّل : الشَّصَاصَاءُ : المَرْكَبُ السَّوْءُ (٣).
ويُقَال : لَقِيتُه على شَصَاصَاءِ أَمْرٍ ، أَي على حَدِّ أَمْرٍ وعَجَلَةٍ ، ولَقِيتُه على شَصاصاءَ ، غَيْرَ مُضَافٍ ، أَيْ على عَجَلَةٍ ، كأَنَّهُم جَعَلُوه اسْماً لَها ، قالَه الكِسَائِيُّ وأَنْشَدَ :
نَحْنُ نَتَجْنَا ناقَةَ الحَجَّاجِ |
|
على شَصَاصَاءَ من النِّتَاجِ |
ومِثْلُ ذلِكَ : على أَوْفازٍ ، وأَوْفَاضٍ.
أَوْ لَقِيتُه على شَصَاصَاءَ ، أَي علَى حَاجَةٍ لا يَسْتَطِيعُ تَرْكَهَا ، عن ابن بُزُرْج.
وَأَشَصَّ صاحِبَه عنه ، أَي أَبْعدَ هُ.
وقال أَبُو عُبَيْدٍ : أَشَصَّت الناقَةُ : قَلَّ لَبَنُهَا جِدًّا ، وقيل : انْقَطَعَ البَتَّةَ ، قال ابنُ عَبَّادٍ : وهي مُشِصٌّ ، وهو القِيَاسُ ، وأَنْكَرَهُ ابنُ سِيدَه. وقال أَبُو عُبَيْد : شَصُوصٌ من شَصَّت ، قال : وهذا شَاذٌّ. والجَمْعُ شَصَائِصُ ، وشِصَاصٌ ، وشُصُصٌ.
ويُقَال : شَاةٌ شُصُصٌ ، بضَمَّتَيْن لِلَّتي ذَهَبَ لَبَنُهَا ، لِلْوَاحِدَةِ والجَمْعِ ، كذا في الصّحاح. قال ابْنُ بَرِّيّ : والمَشْهُورُ : شَاةٌ شَصُوصٌ وشِيَاهٌ شُصُصٌ ، فإِذا قيلَ : شَاةٌ شُصُصٌ ، فهو وَصْفٌ بالجَمْع ، كحَبْلٍ أَرْمَامٍ وثَوبٍ أَخْلاقٍ وما أَشْبَهَه.
* وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
الشَّصَصُ : النَّكَد ، كالشِّصَاصِ.
ويُقَال : نَفَى الله عَنْكَ الشَّصَائصَ ، أَي الشَّدَائِدَ.
ويقال : انكَشَفَ عن النَّاس شَصَاصَاءُ مُنْكَرَةٌ.
[شقص] : الشِّقْصُ ، بالكَسْرِ : السَّهْمُ. قال ابنُ دُرَيْد : يُقَال : لي في هذا المال شِقصٌ ، أَي سَهْم ، ومنه الحَديثُ : «من أَعْتَقَ شِقْصاً من مَمْلوكٍ فعَلَيْهِ خَلاصُهُ في مَالِهِ ، فإِنْ لم يَكُن له مَالٌ قُوِّمَ المَمْلُوكُ قِيمَة عَدْلٍ ، ثمَّ اسْتُسْعِيَ غَيْر مَشْقُوق عَلَيْه». والشِّقْصُ أَيضاً : النَّصِيبُ من الشَّيْء. قال الشَّافِعِيُّ ـ رَضِيَ الله تَعَالَى عنه ـ في باب الشُّفْعَة : فإِن اشْتَرَى شقْصاً من (٤) ذلكَ ، أَراد بالشِّقْصِ نَصِيباً مَعْلُوماً غَيْرَ مَفْرُوز (٥).
وقال شَمِرٌ : قال خَالِدٌ : النَّصيبُ والشِّرْكُ والشِّقْصُ وَاحدٌ ، قال شَمِرٌ : كالشَّقِيص : وهو في العَيْنِ المُشْتَرَكَةِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، قال الأَزْهَرِيُّ : وإِذا فُرِزَ جاز أَنْ يُسَمَّى شِقْصاً.
ويُقَال : لك شِقْصُ هذا وشَقِيصُه ، كما تَقُولُ : نِصْفُه ونَصِيفُه. والجَمْعُ من كُلِّ ذلِك أَشْقَاصٌ وشِقَاصٌ.
وهو أَي الشَّقِيص أَيْضاً : الشَّرِيكُ. يُقَال : هو شَقِيصِي ، أَيْ شَريكي في شقْصٍ من الأَرْض.
والشَّقِيصُ : الفَرَسُ الجَوَادُ ، الفارِهُ. وقال اللَّيْثُ : الشَّقيصُ في نَعْتِ الخَيْلِ : فَرَاهَةٌ وجَوْدَةٌ ، قال (٦) : ولا أَعْرِفُه.
وقال ابنُ دُرَيْد : الشَّقِيصُ : القَلِيلُ من الكَثِير. وقال غَيْرُه : وكذلِك الشِّقْص. يقال : أَعْطَاهُ شِقْصاً مِنْ مَالِهِ ، وشَقِيصاً من مَاله ، وقِيلَ : هو الحَظُّ.
والمِشْقَصُ ، كمِنْبَرٍ : نَصْلٌ عَرِيضٌ من نِصَالِ السِّهام ، قالَهُ ابنُ دُرَيْد ، أَو هُوَ سَهْمٌ فيه ذلِكَ ، أَي نَصْلٌ عَريضٌ ، وهذا قولُ ابنِ فارِس. وقيل : المِشْقَصُ : النَّصْلُ الطَّوِيلُ ، وليس بالعَرِيضِ ، فأَمَّا الطَّوِيلُ العَرِيضُ من النِّصال فهو المِعْبَلَةُ ، وهذا عن الأَصْمَعِيّ ، كما رَواهُ عنه أَبو عُبَيْد. وقال
__________________
(١) لفظة «على» سقطت من القاموس.
(٢) في التهذيب : إذا أصابتهم منة وشدّة.
(٣) في التهذيب والتكملة واللسان : مركب السوء.
(٤) في التهذيب : من دارٍ.
(٥) زيد في التهذيب : مثل سهم من سهمين أو من عشرة أسهم.
(٦) القائل هو الأزهري ، وتمام قوله في التهذيب : قلت : لا أعرف الشقيص في نعت الخيل ، ولا أدري ما هو.