خاوِيَة عَنْ عُرُوشِهَا ؛ لِتَهَدُّمِها ، وعُرُوشُها : سُقُوفُهَا ، يَعْنِي سَقَطَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ وأَصْلُ ذلِكَ أَنْ يَسْقُطَ السَّقْفُ ، ثمَّ تَسْقُطَ الحِيطَانُ عَلَيْهَا.
والعَرْشُ : الخَيْمَةُ مِنْ خَشَبٍ وثُمَامٍ.
والعَرْشُ : البَيْتُ الَّذِي يُسْتَظَلُّ به ، كالعَرِيشِ ، ومِنْهُ الحَدِيثُ : «قِيلَ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسلَّم يَوْمَ بَدْرٍ : أَلَا نَبْنِي لَكَ عَرِيشاً تَسْتَظِلُّ بهِ ، فقَالَ : بَلْ عَرْشٌ كعَرْشِ مُوَسَى» ، ج أَي جَمْعُ الكُلِّ عُرُوشٌ وعُرُشٌ ، بضَمَّتَيْنِ ، وأَعْرَاشٌ وعِرَشَةٌ ، بِكَسْرٍ ففَتْحٍ ، وقالَ ابنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنّ عُرُوشاً جَمْعُ عَرْشٍ ، وعُرُشاً جَمْعُ عَرِيشٍ ، ولَيْسَ جَمْعَ عَرْشٍ ؛ لأَنَّ بابَ فَعْلٍ كرَهْنٍ ورُهُنٍ ، وسَحْلٍ وسُحُلٍ لا يَتَّسِعُ.
والعَرْشُ مِنَ القَوْمِ : رَئِيسُهُم المُدَبِّرُ لأَمْرِهِم ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِعَرْشِ البَيْتِ ، وبِهِ فُسَّر قَوْلُ الخَنْسَاء :
كانَ أَبُو حَسَّانَ عَرْشاً خَوَى (١) |
|
مِمَّا بَناهُ الدَّهْرُ دَانٍ ظَلِيلْ |
أَيْ كانَ يُظِلُّنَا بتَدْبِيرِه في أُمورِه.
والعَرْشُ : القَصْرُ ، وقَالَ كُراع : هُوَ البَيْتُ والمَنْزِلُ.
والعرشُ : كَوَاكِبُ قُدّامَ السِّمَاكِ الأَعْزَلِ ، وقال الجَوْهَرِيُّ : هِيَ أَرْبَعَةُ كَوَاكِبَ صِغَارٌ ، أَسْفَلَ مِنَ العَوّاءِ ، ويُقَالُ لَهَا : عَرْشُ السِّمَاكِ ، وعَجُزُ الأَسَدِ.
وفي التَّهْذِيبِ : عَرْشُ الثُّرَيّا : كَواكِبُ قَرِيبَةٌ منها.
والعَرْشُ : الجَنَازَةُ ، وهُوَ سَرِيرُ المَيِّتِ ، قِيلَ : ومنه الحَدِيثُ : «اهتَزَّ العَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بن مُعَاذٍ» واهْتِزَازُه : فَرَحُهُ بِحَمْلِ سَعْدِ عَلَيْه إِلَى مَدْفَنِه ، وقِيلَ : إِنَّه عَرْشُ الله تَعَالَى ؛ لِانَّه قد جَاءَ في رِوَايَةٍ أُخْرَى : «اهْتَزَّ عَرْشُ الرّحْمنِ لِمَوْتِ سَعْدٍ» ، وهُوَ كِنَايَةٌ عَن ارْتِيَاحِه برُوحِهِ حِينَ صُعِدَ به ؛ لكَرامَتِهِ عَلَى رَبِّهِ ، وقِيلَ : هُوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ (٢) ، وقد تَقَدَّم البَحْثُ في ذلِكَ مَبْسُوطاً في «ه ز ز» ، فراجِعْهُ.
وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : العَرْشُ : المُلْكُ بضَمِّ المِيم ، وهُوَ كِنَايَةٌ ، كما تَقَدَّمَ ، عن الرّاغِبِ. والعَرْشُ : الخَشَبُ تُطْوَى بهِ البِئْرُ بَعْدَ أَنْ تُطْوَى ، أَي يُطْوَى أَسْفَلُهَا ، بِالحِجارَةِ قَدْرَ قامَةِ ، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وقد عَرَشَها يَعْرِشُهَا ، ويَعْرُشُهَا ، فَأَمَّا الطَّيُّ فبالحِجارَةِ خاصَّةً ، وإِذا كانَتْ كُلُّهَا بالحِجَارَةِ فَهِي مِطْوِيَّةٌ ولَيْسَتْ مَعْرُوشةً (٣).
والعَرْشُ مِنَ القَدَمِ : ما نَتَأَ مِنْ ظَهْرِ القَدَمِ ، وفِيهِ الأَصَابعُ ؛ ويُضَمُّ ، والجَمْعُ أَعْرَاشٌ وعِرَشَةٌ.
والعَرْشُ : المِظَلَّةُ ، وأَكْثَرُ ما يَكُونُ مِنْ قَصَبٍ ، وقَدْ تُسَوَّى مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ ، ويُطْرَحُ فَوْقَهَا الثُّمامُ ، كمَا نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ عَنِ العَرَبِ.
والعَرْشُ : الخَشَبُ الَّذِي يَقُومُ عَلَيْه المُسْتَقِي ، وهُوَ بِنَاءٌ يُبْنَى مِنْ خَشَبٍ عَلَى رَأْسِ البِئْرِ يَكُونُ ظِلَالاً ، فإِذا نُزِعَت القَوَائمُ سَقَطَتِ العُرُوشُ ، قالَه ابنُ بَرِّيّ ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ :
وما لِمَثَاباتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ |
|
إِذا اسْتُلَّ مِنْ تَحْتِ العُرُوشِ الدّعَائِمُ |
قُلْتُ : وهُوَ قَوْلُ القُطامِيّ عُمَيْرِ بنِ شُيَيْمٍ ، قالَ الجَوْهَرِيُّ : والمَثَابَةُ أَعْلَى البِئْرِ حَيْثُ يَقُومُ السّاقِي ، وقَالَ آخَرُ :
أَكُلَّ يَوْمٍ عَرْشُهَا مَقِيلِي
والعَرْشُ للطائِرِ : عُشُّهُ الَّذِي يَأْوِى إِلَيْه.
والعُرْشَانِ ، بالضَّمِّ : لَحْمَتَانِ مُسْتَطِيلَتانِ في ناحِيَتَي العُنُقِ ، وبَيْنَهُمَا الفَقَارُ (٤) قالَ العَجّاجُ :
وامْتَدّ عُرْشَا عُنْقِه لِلُقْمَتِهُ
أَوْ هُمَا في أَصْلِهَا ، أَيِ العُنُقِ ، قالَهُ أَبو العَبّاس : وفي بَعْضِ النُّسَخِ : أَصْلِهِمَا ، وهُوَ غَلَطٌ ، أَوْ هُمَا الأَخْدَعَانِ ، وهْما مَوْضِعَا المِحْجَمَتَيْنِ ، قالَه ابنُ عَبّادٍ ، قالَ ذُو الرُّمّةِ فِيما أَنْشَدَهُ الأَصْمَعِيّ :
وعَبْدُ يَغُوثَ يَحْجِلُ الطَّيْرُ حَوْلَه |
|
قد احْتَزَّ عُرْشَيْهِ الحُسَامُ المُذَكَّرُ |
يَعْنِي عَبْدَ يَغُوثَ بنَ وَقّاصِ المُحَارِبيّ ، وكانَ رَئِيسَ مَذْحِجَ يَوْمَ الكُلَابِ ، ولَمْ يُقْتَلْ ذلِكَ اليَوْمَ ، وإِنّمَا أُسِرَ وقُتِل بَعْدَ ذلِكَ.
__________________
(١) عن اللسان وبالأصل «حوى».
(٢) زيد في النهاية : تقديره : اهتز أهل العرش بقدومه على الله ، لما رأوا من منزلته وكرامته عنده.
(٣) التهذيب : وليست بمعروشة.
(٤) في التهذيب واللسان : القفا.