حَقّه ، زاد ابنُ
الأَثير ، عن حَقّه الذِي كان يَراه له وتَقَدّم غيره ، وأَصلُه أَنّ الرّاكِبَ
إِذا اعْرَوْرَى البَعِيرَ رَكِب
عَجُزَه من أَجَل السَّنام فلا يَطْمَئنّ ويَحْتَمِل المَشقّة. وهذا نقله الصّاغَانيّ.
وعَجُزُ هَوازِنَ كعَضُدٍ : بَنُو
نَصْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ بكْر بن هَوَازنَ ، ومنهم بنو دُهْمَانَ وبنو نَسّانَ وبَنُو جُشَمَ بنِ بَكْر بن هَوَازِنَ ، كأَنَّهُم آخِرُهم.
والمُعَاجِز كمُحَارِبٍ : الطَّرِيقُ ، لأَنَّه يُعيِي صاحِبَه لطُولِ السُّرَى فيه.
وعَاجَزَ فُلانٌ مُعَاجَزَةً : ذَهبَ فلم يُوصَلْ إِليه. وفي الأَساس : عاجَزَ ، إِذا سَبَق فلم يُدْرَكْ.
وعاجَزَ فُلاناً : سابَقَه فعَجَزَه ، كنَصَره ، أَي
فسَبَقَه ، ومنه المَعْجُوز بمَعْنَى المَثْمُود ، حَقَّقه الزّمَخْشرِيّ ، وقد ذُكِر
قريباً. وعَاجَزَ إِلى ثِقَةٍ : مَالَ إِلَيْهِ : ويُقَال : فُلانٌ يُعَاجِز عن الحَقِّ إِلى البَاطِل ، أَي يَلْجَأُ إِليه ، وكذلك
يُكارِزُ مُكارَزةً ، كما يأْتي.
وتَعَجَّزْتُ البَعِيرَ : رَكِبْتُ عَجُزَه ، نحو تَسَنَّمتُه وتَذَرَّيْته.
وقَوْلُه تَعَالى في سُورَة سَبَأَ : (وَالَّذِينَ
يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا) مُعاجِزِينَ ،
أَي يُعَاجِزُونَ الأَنبياءَ وأَولِيَاءَهم ، أَي
يُقَاتِلُونَهم ويُمَانِعُونَهم لِيُصُيِّرُوهم إِلى العَجْز عن أَمْرِ الله تَعَالى وليس
يُعْجِز الله جلّ
ثَنَاؤُه خَلْقٌ في السَّمَاءِ ولا في الأَرض ولا مَلْجَأَ منه إِلا إِليه ، وهذا
قولُ ابنِ عَرَفَةَ ، أَو مُعاجِزِينَ : مُعَانِدِين ، وهو يَرجِع إِلى قول الزّجّاج الآتي ذِكرُه ، وقيل في
التَّفْسِير : مُسَابِقِين ، مِن
عاجَزَه ، إِذا سابَقَه ،
وهو قَرِيب من المُعَانَدَة ، أَو معناه
ظَانّين أَنّهم
يُعْجِزُونَنَا ، لأَنهم ظَنّوا
أَنّهُم لا يُبعَثُون ، وأَنه لا جَنَّة ولا نار ، وهو قَوْل الزّجّاج ، وهذا في
المعنَى كقوله تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ
يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا) . قلْت : وقرِىء
مُعَجِّزين ، بالتَّشْدِيد ،
والمعنى مُثَبِّطين ، وقد تقدّم ذلك ، وقيل : يَنْسُبون مَنْ تَبع النبيَّ صلىاللهعليهوسلم إِلى العَجْز ، نحو جَهَّلْتُه وسَفَّهْتُه وأَما قوله تعالى : (وَما
أَنْتُمْ) بِمُعْجِزِينَ (فِي الْأَرْضِ وَلا
فِي السَّماءِ) قال الفَراءُ : يقول القَائِل : كيف وَصَفَهم بأَنَّهُم لا يُعجِزُون في الأَرض ولا في السَّماءِ ولَيْسُوا في أَهْلِ
السَّمَاءِ ، فالمَعْنَى ما أَنتم
بمُعْجِزين في الأَرض ولا
مَنْ في السّماءِ
بمُعْجِز. وقال الأَخْفَش
: المَعْنَى لا
يُعْجِزُونَنا هَرَباً في
الأَرض ولا في السّماءِ. قال الأَزهريّ : وقَوْلُ الفَرّاءِ أَشْهرُ في المَعْنَى.
* وممّا
يُسْتَدْرَك عليه :
رجُلٌ عَجِزٌ وعَجُزٌ ، ككَتِف ونَدُس : عاجِزٌ. وامرأَة
عاجِزٌ : عاجِزَة عن الشيءِ ، عن ابن الأَعْرَابِيّ. والعَجَز ، محرّكَة ، جمْع
عَاجِز ، كخَدَمٍ
وخَادِمٍ. ومنه حَدِيثُ الجَنَّة : «لا يَدخُلُني إِلا سَقَطُ النّاسِ وعَجَزُهم» يُرِيدُ الأَغْبِيَاءَ
العَاجِزِين في أُمُور
الدّنيا.
وفَحْل عَجِيزٌ : عَاجِزٌ عن الضِّرَاب كعَجِيس ، قال ابنُ دُرَيْد : فَحْلَ عَجِيزٌ وعَجِيسٌ ، إِذا
عَجَز عن الضِّراب.
وأَعجَزَه الشَّيءُ : عَجَزَ عنه . وأَعْجَزَه وعَاجَزَه : جَعَلَه
عاجِزاً ، وهذِه عن
البَصَائِر. وعَاجَزَ القَوْمُ : تَركُوا شَيْئاً وأَخَذُوا في غَيْرِه.
والعَجُزُ في العَرُوض : حَذْفُك نون فاعِلَاتنْ لمُعَاقَبَتِهَا
أَلفَ فاعِلن ، هكذا عَبّرَ الخَليل عنه ، ففَسَّر الجَوْهَرَ الذِي هو العَجُزُ بالعَرضَ الذي هو الحَذْف ، وذلك تَقْرِيب منه وإِنما
الحَقِيقَة أَن يَقُول : العَجُز : النون المحذُوفَة من فَاعِلَاتُنْ ، لمُعَاقَبَة أَلِف
فَاعِلنْ ، أَو يقول : التَّعْجِيز : حَذْفُ نون فاعِلَاتنْ ، لمُعَاقَبَة أَلف فاعلنْ ، وهذا
كلّه إِنما هو في المَدِيد. وعَجُزُ بَيْتِ الشِّعر خِلاف صَدْرِه. وعَجَّز الشاعِرُ : جاءَ
بعَجُزِ البَيْت. وامرأَة مُعَجِّزة : عَظِيمَةُ
العَجُز ، وجمع العَجِيزَة العَجِيزَات ، ولا يَقُولُون
عَجَائِزُ مَخَافَة
الالْتِبَاس.
وقَال ثَعْلَب :
سَمعتُ ابنَ الأَعْرَابيّ يقول : لا يقال : عَجِزَ الرجُلُ ، بالكَسْر ، إِلا إِذا عَظُم عَجُزُه ، وقال رجُلٌ من رَبِيعَةَ ابن مَالِك : إِن الحَقَّ
بِقَبَلٍ ، فمَنْ تَعَدَّاه ظَلَمَ ، ومن قَصَّر عنه عَجَز ، ومن انْتَهَى إِليه اكْتَفَى. قال : لا أَقُول عَجِزَ إِلاّ مِنَ
العَجِيزَة ، ومن العَجْز عَجَزَ ، وقوله بقَبَل ، أَي وَاضِحٌ لك
__________________