ويَسْكُتُ ـ مَعْنَاه مُدَّ عُنُقَكَ أَو رَأَسَك. قال اللَّيْث : فإِذا قال ، أَخْرِجْ رأْسَكَ ، فقد أَخْطَأَ. قال أَبو منصور الأَزْهَريُّ : لا أَدْري ما هو ، ونَصُّه في التَّهْذيب : لا أَعْرفُ مازِ رَأْسَك بهذا المعنَى إِلاّ أَنْ يكونَ بمعنَى مايِزْ ، فَأَخَّرَ اليَاءَ فقال : مازِي ، وحَذَفَ الياءَ للأَمْر ، ونَصُّ التَّهْذيب : وسَقَطَت الياءُ في الأَمْر. ابنُ الأَعرابيّ في نَوَادره : أَصْلُه أَنّ رَجلاً أَرادَ قَتْل رَجُلٍ اسْمُه مازِنٌ ، فقال : مازِ رَأْسَك والسَّيْفَ ؛ تَرْخِيمُ مازنٍ ، فصارَ مُسْتَعْمَلاً ، وتَكَلَّمَتْ به الفُصْحَاءُ. واقْتَصَرَ صاحبُ اللِّسَان على ما ذَكَرَه الأَزهريُّ.
* وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
المَيْزُ : التَّمْيِيزُ بينَ الأَشْيَاءِ.
والمَيْزُ : الرِّفْعَةُ.
والمِيزَةُ ، بالكَسْر : التَّنَقُّلُ.
وتَمَيَّزَ القَومُ وامْتَازُوا : صارُوا في ناحيَة ، وقيل : انْفَرَدُوا.
واسْتَمَازَ عن الشَّيءِ : تَبَاعَدَ منه ، واستمازَ عن الشيءِ : انْفَصَل منه.
وامتازَ القَوْمُ : تَمَيَّزَ بَعضُهُم من بَعض.
والتَّمَايُزُ : التَّحَزُّبُ والتَّنَافُسُ.
ومازَ الأَذَى من الطَّريق : نَحّاه وأَزَاله.
وانْمَازَ عن مُصَلاّه : تَحَوَّلَ عنه.
(فصل النون)
مع الزاى
[نبز] النِّبْزُ ، بالكَسْر : قِشْرُ النَّخْلَةِ الأَعْلَى ، نقَلَه الصَّاغَانيُّ ، وهو السَّعَفُ.
والنَّبْزُ ، بالفتح : مِثْلُ اللَّمْز.
والنَّبْزُ ، مَصْدَرُ نَبَزَه يَنْبِزُه ، إِذا لَقَّبَه ، كنَبَّزَه ، شُدِّدَ للكَثْرَة.
والنَّبَزُ ، بالتَّحْريك : اللَّقَبُ والجَمْعُ الأَنْبَازُ.
والنَّبِزُ ككَتِف : اللَّئيمُ ، نقلَه الصَّاغَانيُّ ، وزادَ المصنِّف : في حَسَبِه وخُلُقهِ ، ولم يُقَيِّدْه الصَّاغَانيُّ بشيْءٍ.
ورجلٌ نُبَزَةٌ ، كهُمَزَة : يُلَقِّبُ النّاسَ كثيراً.
والتَّنَابُزُ : التَّعَايُرُ ؛ وهو أَن يُلَقِّبَ بَعضُهُم بَعضاً بما يُعَيِّرُه به ، وبه فُسِّرَ قَولُه تعالَى : (وَلا) تَنابَزُوا (بِالْأَلْقابِ) (١) أَي لا تُعَايرُوا بها بعضَكم بعضاً بما تَكْرَهُون ، بل يجبُ أَن يُخَاطَبَ المُؤْمِنُ بأَحَبِّ الأَسماءِ إِليه. وقيل : التَّنابُزُ : هو التَّدَاعي بالأَلْقاب ، وهو يَكْثُرُ فيما كان ذَمًّا ، ومنه الحديثُ : «أَنَّ رَجُلاً كان يُنْبَزُ قُرْقُوراً» ، أَي يُلَقَّبُ بقُرْقُور.
وقال الخليلُ : الأَسماءُ على وَجْهَيْن : أَسماءُ نَبَزٍ ، مثلُ زَيْدٍ وعَمْرو ، وأَسماءُ عامٍّ ، مثلُ فَرَسٍ ورَجُلٍ ونحوه.
[نجز] : نَجزَ الشَّيْءُ ، بالجيم ، كفَرِحَ ونَصَرَ : انْقَضَى وفَنِيَ وذَهَبَ ، فهو ناجزٌ.
ونَجَزَ الوَعْدُ يَنْجُزُ نَجْزَاً ، من حَدِّ نَصَرَ : حَضَرَ ، وقد يُقَال : نَجِزَ كفَرِحَ ، قال شيخُنَا : اللُّغَتَان فَصيحَتَان مَسْمُوعَتَان ، وحَقَّقَ ابنُ غالبٍ في شَرْح الكِتاب أَنّ نَجَزَ ـ كنَصَرَ ـ هو الواردُ في مَعْنَى حَضَرَ ، ونَجِزَ ـ كفَرِح ـ هو الوارِدُ في معنى فَنِيَ وانْقَضَى ، واخْتَارَه جماعَةٌ ، وكَثُرَ دَوَرَانُه ، حتَّى قال القَائل : نَجِزَ الكِتَابُ ، إِذا أَردتَ تَمَامَه ، بالكَسْر ، فَتْحُ الجيمِ ليس بجائز ، فإِذا أَردْتَ به الحُضُورَ فَتحْتَ منه ، للحديث : أَتىَ بأَمْرٍ ناجِز. ومالَ إِليه الشِّهاب في شرْح الدُّرَّة وغيرُه ، والصَّواب أَن هذا هو الأَفْصَحُ في الاستعمال ، واللُّغَتَان مَسْمُوعتان. انتهى. قلتُ : وأَنشَدَ الجوْهَريُّ قَولَ النّابغَةِ الذُّبْيَانيِّ :
وكُنْتَ رَبيعاً لليَتَامَى وعِصْمَةً |
|
فمُلْكُ أَبِي قابُوسَ أَضْحَى وقد نَجِزْ |
هكذا ضَبَطَه بكسر الجيم ، ورَوَى أَبو عُبَيْد هذا البيتَ «نَجَزْ» بفَتْح الجيم ، وقال : مَعناه فَنِيَ وذَهَبَ ، والأَكثرُ على قول أَبي عُبَيْد ، ومعنَى البيتِ : أَي انْقَضَى وَقْتُ الضُّحَى ؛ لأَنّه ماتَ في ذلك الوَقْت. وأَبو قابُوس : كُنْيَةُ النُّعْمَان بن المُنْذرِ.
ونَجِزَ الكلامُ : انْقَطَعَ وتَمَّ.
وقال ابنُ السِّكِّيت : نَجَزَ حاجَتَه يَنْجُزُهَا نَجْزاً ، منْ حدِّ نَصَرَ : قَضَاهَا ، كأَنْجَزَها إِنْجَازاً.
ويقال : أَنْتَ عَلَى نَجْزِ حاجَتِكَ ، بفَتْح النُّون ويُضَمُّ ، أَي عَلَى شَرَفٍ من قَضَائهَا.
__________________
(١) سورة الحجرات الآية ١١.