كَثِيرُه ، أَي الشَّجَرِ. وفي الصّحاح : وَادٍ شَجِير ، ولا يقال : وَادٍ أَشْجَرُ.
ويقال : هذَا المَكَانُ أَشْجَرُ مِنْه ، أَي أَكْثَرُ شَجَراً ، وكذلك هذه الأَرْضُ أَشْجَرُ من هذه ، أَي أَكثرُ شَجَراً ، ولا يُعْرَف له فِعْلٌ ، هكذا قالوه.
وأَشْجَرَتِ الأَرْضُ : أَنْبَتَتْه ، كأَعْشَبَتْ وأَبْقَلتْ ، فهي مُشْجِرَةٌ ومُعْشِبَةٌ ومُبْقِلَةٌ.
وإِبْرَاهِيمُ بنُ يَحْيَى بنِ محمّد بن عَبّادِ بنِ هانِىء الشَّجَرِيّ ، مَدَنِيّ ، شَيْخُ الإِمام أَبي عبدِ الله البُخَارِيِّ ، روَى عن أَبيه يَحيى ، وأَبوه يحيى قال فيه عبدُ الغَنِيّ بنُ سَعِيد : يحيَى بنُ هانىءٍ نسبة إِلى جَدّ أَبيهِ ، وقد رَوَى عنه عبدُ الجَبّارِ ابنُ سعيدِ.
وقال الحافظُ في التبصير : قال ابنُ عَدِيّ : حدّثنا أَحمدُ بن حَمْدُونَ النَّيْسَابُورِيّ ، حدَّثَنا عبد الله بن شَبِيب ، حدّثنا إِبراهِيمُ بنُ محمّد بنِ يَحْيَى الشَّجَرِيّ ، عن أَبيه.
فانْقَلَبَ عليه ، وإِنما هو إِبراهِيمُ بنُ يَحْيَى بنِ محمّد ، وتَبِعَه حَمْزَةُ في تاريخ جُرْجانَ ، وهو وَهَمٌ نبَّهَ عليه الأَميرُ.
وقال الحافظ أَيضاً : إِبراهِيمُ الشَّجَرِيّ هذا منسوبٌ إِلى شَجَرَةَ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ رَبِيعَةَ الكِنْدِيّ ، قاله الرِّشَاطِيّ ، وفيه نَظَرٌ.
وقال أَبو عُبَيْد : بنو شَجَرَةَ بن مُعاويةَ يقال لهم : الشَّجَرَاتُ ، ولهم مَسْجِدٌ بالكوفَة.
والشَّرِيفُ النَّقِيبُ أَبو السَّعَادَاتِ هِبَةُ الله بْنُ النَّقِيبِ الطَّاهِر بالكَرْخ أَبي الحَسَن عليِّ بنِ محمّد بنِ حَمْزَة بنِ أَبي القاسمِ عليّ بن أَبِي عليٍّ عُبَيْدِ الله بن حَمْزَة الشَّبِيه بن محمّد بن عُبَيْدِ الله بن أَبي الحَسَن عليّ بن عبيدِ الله بنِ عبدِ الله بن الحَسَن بن عليّ بن محمّد بن الحَسَن بن جَعْفَر بن الحَسَن المُثَنَّى الشَّجَرِيّ العَلَوِيّ ، نَحْويُّ العِرَاقِ ومُحدِّثُه ، اجتمع به الزَّمَخْشَرِيّ ببغدادَ ، وأَثنَى عليه ، وتُوُفِّى بها سنة ٥٤٢ ودفن بداره بالكَرْخِ ، وله في المُستَفَاد في تاريخ بغداد ترجمة مُطَوَّلَة ليس هذا محلَّها.
قلْت : وجَدّه أَبو الحَسَن عليّ بن عُبَيْد الله هو الملقّب بباغر ترجمه السَّمْعَانِيّ في الأَنْسَاب ، والحافظ في التَّبْصِير ، وقد أَشَرْنا إِليه آنِفاً وكذلك ذكرَا حفيدَه أَبا طالبٍ عليِّ بنَ الحُسَيْن بن عُبَيْدِ الله بن عليّ ، نقيب الكوفة.
قلت : وممّا بقيَ عليه أَحمدُ بن كامِلِ بنِ خَلَفِ بن شَجَرَة بنِ مَنْظُورٍ (١) الشَّجَرِيّ البغدادِيّ ، مشهورٌ. وبنْته أُمُّ الفتْح أَمَةُ السّلام ، حدَّثتْ وعُمِّرت ، وماتَت سنة ٦٨٠.
ويحيى بنُ إِبراهِيمَ بنِ عُمَر الشَّجَرِيّ سمعَ عبدَ الحميدِ بنَ عبدِ الرَّشِيد سبْطَ الحافظ أَبي العَلاءِ العَطَّار.
وشَاجَرَ المالُ ، برفع المال (٢) على أَنّه فاعلٌ ، وقوله : رَعَاهُ ، أَي الشَّجَرَ.
زاد الزَّمَخْشَرِيّ (٣) : وبَعِيرٌ مُشَاجِرٌ.
وقال ابن السِّكِّيت : شاجَرَ المالُ ، إِذا رَعَى العُشْبَ والبَقْلَ ، فلم يُبْقِ منها شَيْئاً ، فصارَ إِلى الشَّجَر يَرْعَاه ، قال الراجِزُ يصف إِبِلاً :
تَعْرِفُ في أَوْجُهها البَشَائِرِ |
آسَانَ كلِّ آفِقٍ مُشَاجِرِ |
قال الصّاغانِيّ : الرَّجَزُ لِدُكَيْن.
وشاجَرَ فُلانٌ فلاناً مُشَاجَرَةً : نازَعَه وخاصَمَه.
والمُشَجَّرُ من التَّصاوير : ما كانَ على صَنْعَةِ الشَّجَرِ (٤) ، هكذا بالصاد والنون والعين المهملة ، في النُّسَخ ، وفي بعض الأُصول على صِيغَةِ الشَّجَرِ ، بالصاد والتحتيّة والغين المعجمة ، أَي على هَيْئَتِه.
ويقال : دِيباجٌ مُشَجَّرٌ ، إِذا كان نَقْشُه على هَيْئَةِ الشَّجَرِ.
واشْتَجَرُوا : تَخَالَفُوا ، كتَشاجَرُوا وبينهم مُشاجَرَةٌ.
وفي حديث النَّخَعِيّ ، وذكرَ فِتْنَةً : «يَشْتَجِرُونَ فيها اشْتِجَارَ أَطْبَاقِ الرَّأْسِ» أَرادَ يَخْتَلِفُون كما تَشْتَجِرُ الأَصَابعُ إِذا دَخَل بعضُها في بعض.
__________________
(١) اللباب : منصور. قال في اللباب الشجري : وهذه النسبة إلى الشجرة وهي قرية بالمدينة. قال ياقوت : وهي على ستة أميال من المدينة.
(٢) كذا بالأصل والصحاح واللسان ، وضبطت في القاموس بالفتح.
(٣) عبارة الأساس : وقد شاجرَ المالُ إذا فني البقل فصار إلى الشجر يرعاه ، وبعير مشاجر.
(٤) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : «صيغة الشجر» ومثلها في التهذيب ، وفي اللسان «صفة الشجر».