فلانٌ نَظُورَةُ قَومِه ونَظِيرَةُ قَومه ، وهو الذي يَنْظُر إِليه قَومُه فيمْتَثِلون ما امْتثلَه ، وكذلك : هو طَرِيقَتُهم ، بهذا المعنَى.
أَوْ قَدْ تُجْمَع النَّظِيرَة والنَّظُورَةُ على نَظَائرَ.
وناظِرُ : قَلْعةٌ بخُوزِسْتَانَ ، نقله الصاغَانيّ.
ومن المَجاز : رجلٌ سَدِيدُ النَّاظِرِ ، أَي بَرِيءٌ من التُّهَمَة يَنْظُر بملْءِ عَيْنَيْهِ. وفي الأَساس : بَرِيءُ السّاحَةِ ممّا قُذِفَ به (١).
وبنُو نَظَرَى ، كجَمَزَى ، وقد تُشَدّد الظّاءُ : أَهلُ النَّظَرِ إِلى النِّساءِ والتَّغَزُّلِ بهِنَّ ، ومنه قولُ الأَعْرَابِيّة لبَعْلِهَا : مُرَّ بي على بَنِي نَظَرَى ، ولا تَمُرَّ بي على بَنَاتِ نَقَرَى ، أَي مُرَّ بي على الرِّجَال الذين يَنظرون إِليَّ فأُعْجِبهم وأَرُوقُهم ، ولَا تُمَرَّ بي على النّساءِ الَّلائِي يَنْظُرْنَنِي ، فيَعِبْنَنِي حَسَداً ، ويُنَقِّرْن عن عُيُوبِ مَن مَرَّ بهنّ. حكاه ابنُ السِّكِّيت.
والنَّظَرُ ، محرَّكَة : الفِكْرُ في الشَّيْءِ تُقَدِّرُه وتَقِيسُه ، وهو مَجَازٌ. والنَّظَرُ : الانْتِظَارُ ، يُقَال : نَظَرْت فلاناً وانْتَظَرْتُه ، بمعنًى وَاحدٍ ، فإِذا قُلت ، انتظَرْتُ فلم يُجَاوِزْك فِعلُك ، فمعناه : وَقَفتُ وتَمَهَّلْت ، ومنه قَوْلُه تعالى : (انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) (٢) وفي حديث أَنَس : «نَظَرْنَا النبيَّ صلىاللهعليهوسلم ذاتَ لَيْلَة حتى كان شَطْرُ اللَّيْل». يُقَال : نَظَرْتُه وَانْتَظَرْتُه ، إِذا ارْتَقَبْت حُضورَه. وقولُه تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ. إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) (٣) أَي مُنتظِرة. وقال الأَزهريّ : وهذا خَطَأٌ ، لأَنَّ العَربَ لا تقول نَظَرْت إِلى الشَّيْءِ بمعنى انْتَظَرْتُه ، إِنّمَا تقول نَظَرْتُ فلاناً ، أَي انتظرتُه ، ومنه قَوْلُ الحُطَيْئَةِ :
وقد نَظَرْتُكُم أَبْناءَ صادِرَةٍ |
للْوِرْدِ طالَ بها حَوْزِي وتَنْسَاسِي |
وإِذا قلتَ : نَظَرْتُ إِليه ، لم يكن إِلّا بالعَيْن ، وإِذا قلتَ : نَظَرْتُ في الأَمْرِ ، احتملَ أَن يكون تَفَكُّراً وتَدَبُّرا بالقَلْب.
ومن المَجَاز : النَّظَرُ : هم الحَيُّ المُتَجَاوِرُون (٤) يَنْظُرُ بعضُهُم لبَعْض. يقال : حَيٌّ حِلَالٌ ونَظَرٌ. والنَّظَرُ : التَّكَهُّنُ ، ومنهالحَدِيثُ : «أَنّ عبدَ الله بن عبد المُطَّلِبِ مَرَّ بامرأَة كانَت تَنْظُر وتَعْتَافُ ، فدَعَتْه إِلى أَن يَسْتَبْضِعَ منها وله مائةٌ من الإِبل» تَنْظُر ، أَي تَتَكَهَّن وهو نَظرٌ بفِرَاسة وعِلْم (٥) ، واسمها كاظِمَةُ بنتُ مُرٍّ ، وكانَت مُتَهَوِّدَةً ، وقيل : هي أُختُ وَرَقَةَ بنِ نَوْفَلٍ.
والنَّظَر : الحُكْمُ بَيْنَ القَوْمِ. والنَّظَرُ : الإِعَانَةُ ، ويُعَدَّى باللام ، وهذانِ قد ذكرَهما المُصنِّف آنِفاً ، والفِعْلُ في الكُلّ كنَصَرَ ، فإِنّه قال : ولهم : أَعانَهُم ، وبَيْنَهُم : حَكمَ ، فهو تكرارٌ كما لا يَخْفَى.
ومن المَجَاز : النَّظُورُ كصَبُور : مَنْ لا يُغْفِلُ النَّظَرَ إِلى مَنْ أَهَمَّهُ ، وفي اللّسَان : إِلى ما أَهَمَّه. وفي الأَسَاس : من لا يَغْفَل عن النَّظَر فيما أَهَمَّه.
والمَنَاظِرُ : أَشْرَافُ الأَرْض ، لأَنّه يُنْظَر منها ، و (٦) المَنَاظرُ : ع في البَرِّيَّةِ الشامِيَّة قُرْبَ عُرْضَ. وأَيضاً : ع قُرْبَ هِيتَ. قال عَدِيُّ بنُ الرِّقاع :
وثَوَى القِيَام على الصُّوَى وتَذاكَرَا |
ماءَ المَنَاظِرِ قُلْبها وأَضَاهَا (٧) |
وتَنَاظَرا : تَقَابَلَا ، ومنه تناظَرَتِ الدّارَان ، ودُورُهُم تَتَناظَرُ.
والناظُورُ والنّاظِرُ : النّاطُورُ ، بالطاءِ ، وهي نَبَطِيّة. وابْنُ النّاظُورِ مَرَّ ذِكرُه في ن ط ر ، وانْظُرْنِي ، أَي اصْغَ إِلَيّ ، ومنه قوله عزوجل : (وَقُولُوا انْظُرْنا وَاسْمَعُوا) (٨) ونَظَرَه وانْتَظَرَه وتَنَظَّرَهُ : تَأَنَّى عليه ، قال عُرْوَةُ بن الوَرْد :
إِذا بَعُدُوا لا يأْمَنُون اقْترابَه |
تَشَوُّفَ أَهْلِ الغَائِبِ المُتَنَظَّرِ |
والنَّظِرَة ، كفَرِحَة : التَّأْخيرُ في الأَمْر ، قال الله تعالى : (فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) (٩) وقرأَ بعضُهُم : «فنَاظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَة» كقوله عزوجل : (لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ) (١٠) أَي تَكْذِيبٌ. وقال اللَّيْثُ : يقال : اشتريتهُ منه بنَظِرَةٍ وإِنْظَارٍ.
__________________
(١) في الأساس المطبوع : «وفلان شديد الناظر إذا كان بريء الساحة مما قرف به» ووردت في التهذيب : شديد الناظر.
(٢) سورة الحديد الآية ١٣.
(٣) سورة القيامة الآيتان ٢٢ و ٢٣.
(٤) في القاموس : «والقوم المتجاورون» سقطت لقطة «القوم» من الأصل.
(٥) في النهاية : وهو نظرُ تعلّمٍ وفراسةٍ.
(٦) في القاموس : «وقلعة وع قرب عُرض» ونبه إلى ذلك بهامش المطبوعة المصرية.
(٧) عن معجم البلدان «المناظر» وبالأصل «وأضاءها».
(٨) سورة البقرة الآية ١٠٤.
(٩) سورة البقرة الآية ٢٨٠.
(١٠) سورة الواقعة الآية ٢.