الشَّعِير حتّى يَسْتَحِيلَ الدَّمُ الجامِدُ مِسْكاً ذَكِيًّا بعدَ ما كان دَماً لا يُرَامُ نَتْناً. قال : ولَوْلَا أَنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوسلم قد تَطَيَّبَ بالمِسْك ما تَطَيَّبْتُ به.
ومن اللَّطَائف : قِيل لأَعْرَابيّ : أَتَهْمِزُ الفَأرَةَ؟ فقال : الهِرَّةُ تَهْمِزُها. وإِنَّمَا عَنَى بالهَمْزِ العَضَّ.
ولَبَنٌ فَئِرٌ ، ككَتِفٍ : وَقَعَتْ فيه الفَأْرَةُ ، وقد فَئِر ، كفَرِحَ ، وكذا طَعَامٌ فَئِرٌ وأَرْضٌ فَئِرَةٌ ، ومَفْأَرَةٌ : كَثِيرَتُها ، كما يُقَال : أَرْضٌ جَرِدَةٌ إِذا كَثُر جَرادُهَا.
وفَأَرَ الرَّجُلُ ، كمَنَع : حَفَرَ حَفْرَ الفَأْرِ ، وقيلَ : فَأَرَ : دفَنَ وخَبَأَ ، أَنشد ثعلب :
إِنّ صُبَيْحَ ابنَ الزِّنَا قد فَأَرَا |
في الرَّضْمِ لا يَتْرُكُ مِنْهُ حَجَرَا |
قال الصَّاغَاني البَيْتُ لخَنْدَقٍ الدُّبَيْرِيّ في عَبْدٍ لهم يقال له صُبَيْح ، سَرَقَ حِنْطَةً له ، فَدَفَنها في هِضَابٍ ورَضْمٍ عندهم.
والفِئْرَة ، بالكَسْر ، عن الأَزهريّ ، والفُؤَارَةَ ، كثُمَامَةَ ، والفَئِيرَةُ ، ككَرِيمَة ، عن ابن دريد (١) ، والفِئَرَةُ ، كعِنَبَة ، وتُتْرَك هَمْزَتُهَا تَخْفيفاً : حُلْبَةٌ وتَمْرٌ يُطْبَخ ، شَبيهٌ بالدَّواءِ ، يُعْطَى للنُّفَساءِ ، وفي التَّهْذيب : هي حُلْبَة تُطْبَخ حتّى إِذا قارَب (٢) فَوَرَانُهَا أُلْقِيَتْ في مِعْصَرٍ فصُفِّيَتْ ، ثم يُلْقَى عليها تَمْرٌ ، ثم تَتَحَسّاهَا المَرْأَةُ النُّفْسَاءُ.
وسَعِيدُ بن فَأْرٍ : شَيْخٌ لِيَزِيدَ بنِ هارُونَ.
وفَأْرٌ (٣) : د ، بأَرْمينِيَة ، نقله الصاغانيّ ، وهو في معجم ياقوت ، قال : ونُسِبَ إِليه بعضُ المُتَأَخِّرين.
* وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
الفَأْرُ : العَضَلُ من اللَّحْمِ. والفَأْرُ : مِقْدَارٌ معلومٌ من الطَّعَامِ ، وهو دَخِيلٌ.
وقال يَعْقُوبُ : فَأْرَةُ الإِبِلِ : أَنْ تَفُوحَ منها رائحَةٌ طَيِّبَةٌ ، وذلِكَ إِذا رَعَت العُشْبَ وزَهْرَه ، ثمّ شَرِبَت وصَدَرَتْ عن الماءِ نَدِيَتْ جُلُودُهَا ، ففاحَتْ منها رائحةٌ طَيِّبَةٌ. قال الرّاعِي يَصفُ إِبلاً :
لَهَا فَأْرَةٌ ذَفْرَاءُ كُلَّ عَشِيَّةٍ |
كَمَا فَتَقَ الكافُورَ بالمِسْكِ فَاتِقُهْ (٤) |
وفَأْرَةُ الجَبَلِ الغَسّانيّة : أُمُّ عِتْوَارَةَ بن عامرِ بن لَيْثِ بن بَكْرِ بن عَبْدِ مَنَاةَ بنِ كِنَانَةَ.
وأَحْمَدُ بنُ عَبدِ الكَريم بن عُلَيَّةَ المِصْرِيُّ ، عُرفَ بابْن فَأْرَةَ ، دَخَلَ الأَنْدَلُسَ وحَدَّثَ ؛ ذَكَرَه ابنُ بَشْكُوَال.
[فتر] : فَتَرَ الشيْءُ ، والحَرُّ ، وفُلانٌ يَفْتُر ويَفْتِرُ ، من حَدِّ نَصَرَ وضَرَبَ فُتُوراً كقُعُودٍ ، وفُتَاراً كغُرَاب : سَكَنَ بَعْدَ حِدَّةٍ ولَانَ بَعْدَ شِدَّةٍ. وقولُه تعالَى في وَصْفِ المَلائكَةِ : (لا يَفْتُرُونَ) (٥) أَي لا يَسْكُنُون عن نَشَاطِهم في العِبَادَة. وفَتَّرَهُ الله تعالَى تَفْتيراً ، وفَتَرَ هو. وفَتَرَ الماءُ : سَكَنَ حَرُّه ، فهو فاترٌ بَيْنَ الحارِّ والبَاردِ ، وفاتُورٌ ، كذلك.
وفَتَرَ الشَّيْءَ : كَالَهُ وقَدَّرَهُ بفِتْرِه كما يُقَال : شَبَرَهُ ، إِذا كالَه وقَدَّرَهُ بشبْرِهِ.
وفَتَر جِسْمُه يَفْتِرُ : فُتُوراً : لانَتْ مَفَاصلُه وضَعُفَ.
والفَتَرُ ، محرّكَةً : الضَّعُفُ.
ويُقَالُ : أَجِدُ في نَفْسِي فَتْرَةً ، وهي كالضَّعْفَة. ويُقَال للشَّيْخ : قد عَلَتْهُ كَبْرَةٌ. وعَرَتْه فَتْرَةٌ.
والفَتَرُ العَضَلُ من اللَّحْم. والفَتَر : مِقْدَارٌ مَعْلُومٌ من الطَّعَام ، هكذا في سائر النُّسخ ، وهو مَأْخُوذٌ من عِبَارَة الصاغانيّ في التكملة وقد أَخْطَأَ المصنّف في النَّقْل ، فإِن العَضَلَ من اللَّحْم هو الفَأْرُ بالهَمْز ، كذا هو في نسخة التكملة مُجوَّداً بخَطّ المُصَنّف في مادَة «ف أ ر». ويَدُلّ له أَيضاً ما في اللّسَان : «ويقالُ للَحْمِ المَتْنِ : فَأْرُ المَتْنِ ، ويَرَابيعُ المَتْنِ» ، وكذا قولُه : «مقْدَارٌ معلُومٌ من الطَّعَام هو الفأْرُ ، بالهَمْز» ، هكذا في التكملة مُجَوَّداً بخطّ المصنّف.
وزادَ بَعْدَه : «وهو دَخِيلٌ». ثم ذكرَ بعدَه «فأْرٌ بلدٌ بنواحي أَرْمِينيَة». فإِيرَادُ المصنّف إِياهما في «ف ت رَ» وَهَمٌ لا يكاد
__________________
(١) الجمهرة ٣ / ٢٩٣.
(٢) عن اللسان وبالأصل «فارت».
(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى «وفأرة» وفي معجم البلدان : «فار» بدون همز.
(٤) ديوانه ص ١٩٠ وانظر فيه تخريجه ، ومنه أثبتنا : «ذفراء» وبالأصل «زفراء».
(٥) سورة الأنبياء الآية ٢٠.