يا لَكِ من قُبَّرَةٍ بمَعْمَرِ (١)
وأَنشد الزَّمَخْشَرِيّ للباهِلِيّ :
عَجِبتُ لذي سِنَّيْنِ في الماءِ نَبْتُه |
له أَثَرٌ في كُلِّ مِصْرٍ ومَعْمَرِ |
هو القَلَمُ.
وأَعْمَرَ الأَرْضَ : وَجَدَهَا عامِرَةً آهِلَةً ، وأَعْمَرَ عَلَيْه : أَغْنَاهُ.
والعِمَارَةُ ، بالكسر ، وإِنّما أَطْلَقَه لشُهْرَتِهِ : ما يُعْمَرُ به المَكَانُ.
والعُمَارَةُ ، بالضَّمّ : أَجْرُها ، أَي أَجْر العِمَارَة.
والعَمَارَةُ بالفتح : كُلُّ شَيْءٍ يَضَعُهُ الرَّئِيسُ عَلَى الرَأْسِ من عِمَامَةٍ أَوقَلَنْسُوَةٍ أَوتاج أَوغَيْرِه عَمَارَةً لِرِياسَتِه وحِفْظاً لها ، كالعَمْرَةِ والعَمَارِ.
وقد اعْتَمَرَ ، أَي تَعَمَّمَ بالعِمامَة. ويُقَال للمُعْتَمّ : مُعْتَمِرٌ.
والعُمْرَةُ ، بالضَّمّ : هي الزِّيارَةُ الّتِي فيها عَمَارَةُ الوُدِّ ، وجُعِلَ في الشَّرِيعَةِ للقَصْدِ المَخْصوص وكذلك الحَجُّ ، كالاعْتِمار. وقد اعْتَمَرَ ، هكذا الصَّوابُ. وفي نسختنا : «وقد اعْتَمَرَهُ» بالضَّمِير ، وهو غَلَطٌ. وجَمْعُ العُمْرَة : العُمَرُ.
وقال الزَّجَّاجُ : مَعْنَى العُمْرَةِ في العَمَلِ : الطَّوافُ بالبَيْتِ والسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا والمَرْوَة ، والحَجُّ لا يكون إِلّا مع الوُقُوف بعَرَفَةَ يَوْمَ عَرَفَة. والعُمْرةُ مأْخوذةٌ من الاعْتِمار ، وهو الزِّيارَة.
ومَعْنَى اعْتَمَر في قَصْدِ البَيْت أَنّه إِنّمَا خُصَّ بهذا لأَنَّه قَصْدٌ بعَمَل في مَوْضِع عامِر. ولذلك قِيلَ للمُحرِم بالعُمْرَة : مُعْتَمِرٌ. وقال كُراع الاعْتِمَارُ : العُمْرَة ، سَمّاها بالمَصْدَر.
والعُمّارُ : المُعْتَمِرُون. قال الزمخشريّ : ولم يَجِىءْ فيما أَعْلَمُ عَمَرَ بمعنَى اعْتَمَرَ ، ولكنْ عَمَرَ الله إِذا عَبَدَه.
وأَعْمَرَهُ : أَعانَه على أَدائها ، أَي العُمْرَة. ومنهالحَدِيث : «أَنّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوسلم أَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمنِ بن أَبي بَكْر رضياللهعنهما أَنْ يَعْمُرَها (٢) من التَّنْعِيم» قاله الصاغانيُّ. وقال ابن القَطّاع : أَعْمَرْتُ الرجلَ : جَعَلْتُه يَعْتَمِرُ. والعُمْرَةُ : أَن يَبْنِيَ الرجُلُ على امرَأَته (٣) في أَهْلِهَا ، فإِنْ نَقَلَهَا إِلَى أَهْلِه فذلِكَ العُرْسُ ؛ قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ.
والعَمْرَةُ ، بالفَتْح : الشَّذْرَةُ من الخَرَزِ يُفَصَّلُ بِها النَّظْمُ ، أَي نَظْم الذَّهَبِ : قاله ابنُ دُرَيْد ، وبِها سُمِّيَتِ المَرْأَةُ عَمْرَةَ ، قال :
وعَمْرَةُ من سَرَوَاتِ النِّسا |
ءِ يَنْفَخُ بالمِسْكِ أَرْدَانُهَا |
وقيل : العَمْرَةُ : خَرَزَةُ الحُبّ.
والمُعْتَمِرُ : الزَّائِرُ ، ومنه قَوْلُ أَعْشَى باهِلَةَ :
وجاشَتِ النَّفْسُ لَمّا جاءَ فَلُّهُمُ |
وراكِبٌ جاءَ من تَثْلِيثَ مُعتَمِرُ |
قال الأَصمعيّ : مُعْتَمِرٌ : زائرٌ. وقال أَبو عُبَيَدَة. هو مُتَعَمِّمٌ بالعِمامَة. والمُعْتَمِرُ أَيضاً ، القاصِدُ للشّيْءِ ، يُقال : اعْتَمَر الأَمْرَ : أَمَّهُ وقَصَدَ له. قال العَجَّاج :
لَقَدْ غَزَا ابنُ مَعْمَرٍ حِينَ اعتَمَرْ |
مَغْزىً بَعِيداً من بَعِيدٍ وضَبَرْ |
والمَعْنَى حِينَ قَصَدَ مَغْزًى بَعِيداً.
والعَمَارَة ، بالفَتْح : أَصْغَرُ من القَبِيلةِ ، ويُكْسَر ، فمن فَتَحَ فَلِالْتِفافِ بعضهم على بَعْضٍ كالعِمَامَة ، ومَنْ كَسَرَ فَلِأَنَّ بهم عِمَارَةَ الأَرْضِ ، أَو الحَيُّ العظيم الذي يَقوم بنفْسه يَنفرِد بظَعْنِها وإِقَامَتِها ونُجْعَتها. وهي من الإِنسان الصَّدْر ، سُمِّيَ الحيُّ العَظِيمُ عِمَارَةً بِعمَارَةً الصَّدْر ، وجَمْعُهَا عَمَائرُ.
وفي الصّحاح : والعِمَارَةُ : القَبِيلَةُ والعَشِيرَة. وقال ابنُ الأَثِير وغَيْره : هي فَوْقَ البَطْنِ من القَبَائل ، أَوَّلُهَا الشَّعْبُ ثمّ القَبِيلَة ثم العِمَارَةُ ثمّ البَطُن ثمّ الفَخِذ. ويَقْرُب منه قولُ المصنّف في البَصَائر. والعِمَارَةُ أَخَصُّ من القَبِيلَة ، وهي اسمٌ لجماعَة بهم عِمَارَةُ المَكان.
والعَمَارَةُ : رُقْعَة مُزَيَّنَةٌ تُخاطُ في المَظَلَّة عَلَامَةً للرِّياسَةِ.
والعَمَارَةُ : التَّحِيَّة ، ويُكْسَر. قيل : مَعْنَاه عَمّرَكَ الله ، وحَيَّاكَ الله. قال الأَزْهَرِيّ : وليس بقَوِيّ. وقال الأَزهريّ : العَمَارَةُ : رَيْحَانَةٌ كانَ الرَّجُلُ يُحَيِّى بها المَلِكَ مع قَوْله : عَمَّركَ الله ،
__________________
(١) بعده :
خلا لك الجو فبيضي واصفري
(٢) في التكملة : «يُعْمِرَها».
(٣) اللسان : بامرأته.