فمعنى باصِرٍ ذو بَصَرٍ ، وهو من أَبْصَرْتُ ، مثلُ مَوْتٍ مائِتٍ ، من أَمَتُّ ، وفي المُحْكَم : أَراه لَمْحاً باصِراً ، [أَي نظراً بتحديقٍ شديدٍ ، قال : فإما أن يكون على طرح الزائدِ ، وإما أَن يكون على النَّسبِ. والآخرُ مذهبُ يعقوب : ولَقي منه لمحاً باصراً] (١). أَي أَمراً واضحاً. وقال اللَّيْث : رأَى فلانٌ لَمْحاً باصِراً ، أَي أَمراً مَفْرُوغاً عنه (٢).
والبَصْرَةُ بفتحٍ فسكونٍ ، وهي اللُّغَة العاليةُ الفُصْحَى : بَلَدٌ ، م أَي معروفٌ ، وكانت تُسَمَّى في القديم تَدْمُرَ ، والمُؤْتَفِكَةَ ؛ لأَنها ائْتَفَكَتْ بأَهْلِهَا أَي انقَلَبَتْ في أَولِ الدَّهرِ ، قالَه ابن قَرقُول في المَطَالع : ويقال لها : البُصَيْرَةُ ، بالتَّصغير ، وقال السّمْعَانِيُّ : يقال للبَصْرَةِ : قُبَّةُ الإِسْلامِ ، وخِزَانةُ العَربِ ، بَناها عُتْبَةُ بنُ غَزْوانَ في خلافة عُمَرَ رضياللهعنه سنةَ سبعَ عشرَةَ من الهِجْرَة ، وسَكَنَهَا النّاسُ سنةَ ثمانِ عشرَةَ ، ولم يُعْبَدِ الصَّنَمُ قَطُّ على ظَهْرِ أَرْضِهَا ، كذا كان يقولُ أَبو الفضلِ عبدُ الوهّاب بنُ أَحمدَ بنِ مُعَاوِيَةَ ، الواعظُ بالبَصْرة ، كما تلقّاه منه السّمْعَانِيُّ ، ويُكْسَرُ ويُحَرَّكَ ويُكْسَرُ الصّادُ ، كأَنّها صفَةٌ ، فهي أَربعُ لُغَاتٍ : الأَخِيرتانِ عن الصَّاغانيّ ، وزاد غيرُه الضَّمَّ فتكونُ مُثَلَّثَةً ، والنِّسبةُ إِليها بِصْرِيُّ بالكسر ، وبَصْرِيُّ (٣) ، الأُولَى شاذَّةٌ ، قال غُذافر :
بَصْرِيَّةٌ تَزَوَّجَتْ بَصْرِيّا |
|
يُطْعِمُهَا المالِحَ والطَّرِيَّا |
وقال الأُبيُّ في شَرْح مُسْلِمٍ ، نَقْلاً عن النَّوَوِيّ : البَصْرَةٌ مُثَلَّثَة ، وليس في النَّسَب إِلا الفَتْحُ والكَسْرُ ، وقال غيرُه : البَصْرَةُ مُثَلَّثَة ، كما حَكَاه الأَزهريُّ ، والمشهورُ الفَتْحُ ، كما نَبَّه عليه النَّوَوِيّ.
وفي مَشَارِق القاضِي عِيَاضٍ : البَصْرَةُ : مدينةٌ معروفةٌ ، سُمِّيَتْ بالبَصْر مُثَلَّثاً ، وهو الكَذَّانُ ، كان بها عند اخْتِطاطِها ، واحدُهَا بِصْرَةٌ ، بالفتح والكسر ، وقيل : البَصْرَةُ : الطِّينُ العَلِكُ إِذا كان فيه جِصٌّ وكذا أَرضُ البَصْرَةِ. أَو هو مُعَرَّبُ بَسْ راهْ ، أَي كَثِيرُ الطُّرُقِ فمعنى بَسْ كَثِيرٌ ، ومعنَى راهْ طَرِيقٌ ، وتعبيرُ المصنِّفِ به غيرُ جَيِّدٍ ؛ فإِن الطُّرُقَ جَمْعٌ وراهْ مُفْرَدٌ ، إِلّا أَن يقال إِنه كان في الأَصل بَسْ راهها ، فحُذِفَتْ علامةُ الجمعِ ، كما هو ظاهِرٌ.
والبَصْرَةُ : د ، بالمَغْرِب الأَقْصَى قُرْبَ السُّوس ؛ سُمِّيَتْ بمَنْ نَزَلَهَا واخَتَطَّها من أَهل البَصْرَةِ ، عند فُتُوحِ تلك البلادِ ، وقد خَرِبَتْ بعدَ الأَرْبَعِمِائَةِ من الهجرِة ، ولا تكادُ تُعْرَفُ.
والبَصْرَةَ والبَصْرُ : حِجَارَةُ الأَرض الغَلَيظة ، نَقَلَه القَزّازُ في الجامع. وفي الصّحاح : البَصْرَةُ : حِجَارَةٌ رِخْوَةٌ فيها بَيَاضٌ مّا ، وبها سُمِّيَتِ البَصْرَةُ ، وقال ذو الرُّمَّة :
تَداعَيْنَ باسْمِ الشِّيبِ في مُتَثَلِّمٍ |
|
جَوانِبُه مِنْ بَصْرَةٍ وسِلامِ |
المُتَثَلِّمُ : حَوْصٌ تَهَدَّمَ أَكثرُه ، لِقِدَمِ العَهْدِ : والشِّيبُ : حكايةُ صَوْتِ مَشافِرها عند رَشْفِ الماءِ.
وقال ابن شُمَيْلٍ : البَصْرَةُ : أَرضٌ كأَنَّهَا جَبلٌ من جِصٍّ ، وهي التي بُنِيتْ بالمِرْبَدِ ؛ وإِنّمَا سُمِّيَتِ البَصْرَةُ بَصْرةً بها.
وفي المِصْباح : البَصْرَةُ وِزَانُ كَثْرَةٍ (٤) : الحِجَارةُ الرِّخْوَةُ ، وقد تُحذَف الهاءُ مع فتحِ الباءِ وكسرِهَا ، وبها سُمِّيَتِ البلدَةُ المعروفَةُ.
وعن أَبي عَمْرٍو : البَصْرَةُ والكَذّانُ كلاهما الحِجَارَةُ التي ليستْ بصُلْبة.
والبُصْرَةُ (٥) بالضَّمِّ : الأَرضُ الحَمْرَاءُ الطَّيِّبَةُ.
وأَرضٌ بَصِرَةٌ ، إِذا كانت فيها حِجَارَةٌ تَقْطَعُ حَوافِرَ الدّوابِّ.
وقال ابن سِيدَه : والبُصْرُ : الأَرضُ الطَّيِّبَةُ الحمراءُ ، والبَصْرَةُ مُثَلَّثاً (٦) : أَرضٌ حِجَارَتُها جِصُّ ، قال : وبها سُمِّيَتِ البَصْرَةُ.
والبُصْرَةُ : الأَثَرُ القَلِيلُ مِن اللَّبَنِ يُبْصِرُه النّاظِرُ إِليه ، ومنه
__________________
(١) ما بين معقوفين سقطت من المطبوعة الكويتية.
(٢) في اللسان : منه.
(٣) في معجم البلدان : قال بعض أهل اللغة : إنما قيل في النسب إليها بِصْرِيّ بكسر الباء لاسقاط الهاء ، فوجوب كسر الباء في البصري مما غُيّر في النسب ، كما قيل في النسب إلى اليمن يَمانِ وإلى الريّ رازي وإلى تهامة تهامِ وما أشبه ذلك من المغير.
(٤) في المصباح : وزان تمرة.
(٥) في اللسان نصاً بضم الصاد ، وفي التهذيب بضم الباء وسكون الصاد كالأصل والقاموس.
(٦) في اللسان : والبَصْرَة والبَصَرَة والبَصِرَة.