قال سِيبَوَيْه : بَصُرَ : صارَ مُبْصِراً ، وأَبْصَرَه ، إِذا أَخْبَرَ بالذي وَقَعَتْ عَيْنُه عليه.
وعن اللِّحْيَانيِّ : أَبصَرتُ الشيْءَ : رأَيتُه.
وباصَرَا : نَظَرَا أَيُّهما يُبْصِرُ قَبْلُ. ونصَّ عبارةِ النَّوادِرِ : وباصَرَه : نَظَرَ معه إِلى شيْءٍ : أَيُّهما يُبْصِرُه قبلَ صاحِبِه.
وباصَرَه أَيضاً : أَبْصَرَه قال سُكَيْنُ بنُ نَضْرَةَ (١) البَجَلِيّ :
فَبِتُّ على رَحْلِي وباتَ مَكانَه |
|
أُراقِبُ رِدْفِي تارةً وأُبَاصِرُه |
وفي الصّحاح : باصَرْتُه ، إِذا أَشْرَفْتَ تَنْظُرُ إِليه من بَعِيدٍ.
وتَباصَرُوا : أَبْصَرَ بعضُهم بعضاً.
والبَصِيرُ : المُبْصِرُ ، خِلافُ الضَّرِيرِ ، فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ. ج بُصَراءُ.
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ : وإِنَّه لَبَصِيرٌ بالعَيْنَيْنِ.
والبَصِيرُ : العالِمُ ، رجُلٌ بَصِيرٌ بالعِلْمِ : عالِمٌ به. وقد بَصُرَ بَصَارةً ، وإِنه لَبَصِيرٌ بالأَشياءِ ، أَي عالِمٌ بها. والبَصَرُ : العِلْم ، وبَصُرْتُ بالشَّيْءِ : عَلِمْتُه ، قال الله عَزَّ وجَلَّ : (بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ) (٢) قال الأَخْفَشُ : أَي عَلِمْتُ ما لم يَعْلَمُوا به ، مِن البَصِيرَة. وقال اللِّحْيَانيُّ : بَصُرْتُ ، أَي أَبْصَرْتُ ، قال : ولُغَةٌ أُخرَى : بَصِرْتُ به : أَبْصَرْتُه ، كذا في اللِّسَان وفي المِصباح والصّحاح ، ونقَلَه الفَخْرُ الرّازِيُّ ، ويقال : بَصِيرٌ بكذا وكذا ، أَي حاذِقٌ له عِلْمٌ دَقيقٌ به.
وقولُه عليهالسلام : «اذْهَبْ بنَا إِلى فُلانٍ البَصِيرِ» ، وكان أَعْمَى. قال أَبو عُبَيْدٍ : يُرِيدُ به المؤمِنَ ، قال ابن سِيدَه : وعندِي أَنّه عليهالسلام إِنّما ذَهَبَ إِلى التَّفَاؤُل إِلى لَفْظ البَصَر أَحسن من لَفْظ الأَعْمَى ، أَلا تَرَى إِلى قَول مُعاويةَ : «والبَصِيرُ خَيرٌ مِن الأَعمَى». وقال المصنِّف في البَصائر : والضِّريرُ يقال له : بَصيرٌ ، على سَبِيل العَكْسِ ، والصَّوابُ أَنّه قيل ذلك له ؛ لِما له مِن قُوَّةِ بَصِيرَةِ القَلْبِ.
والبَصِيرَةُ بالهاءِ : عَقِيدَةُ القَلْبِ ، قال اللَّيْث : البَصِيرَةُ : اسمٌ لما اعتُقِدَ في القلْب مِن الدِّين وتحقيقِ الأَمرِ. وفي البَصَائر : البَصِيرَةُ : هي قُوَّةُ القَلْبِ المُدْرِكَةُ ، وقولُه تعالَى : (أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ) (٣) ، أَي على معرفةٍ وتَحَقُّقٍ.
والبَصِيرَةُ : الفِطْنَةُ ، تقول العربُ : أَعْمَى الله بصائِرَه ، أَي فِطَنَهُ ، عن ابن الأَعرابيِّ. وفي حديث ابن عَبّاس أَنّ معاوِيَةَ لمّا قال له : «يا بَنِي (٤) هاشِمٍ أَنتم تُصَابُون في أَبصارِكم» ، قال له : «وأَنتم يا بَنِي أُمَيَّةَ تُصابُون في بَصائِرِكم».
وفَعَلَ ذلك على بَصِيرَةٍ ، أَي على عَمْدٍ. وعلى غيرِ بَصِيرٍة ، أَي على غيرِ يَقِينٍ. وفي حديث عُثْمَانَ : «وَلَتَخْتَلِفُنَّ على بَصِيرَةٍ» ، أَي على معرفة من أَمرِكم ويقينٍ. وإِنه لَذُو بَصَرٍ وبَصِيرَةٍ في العِبَادَة.
وبَصُرَ بَصَارةً : صار ذا بَصِيرَةٍ.
والبَصِيرَةُ : ما بَيْنَ شُقَّتَيِ البَيْتِ ، وهي البَصَائِرُ ، وزاد المصنِّف في البَصائر بعدَ «البيت» : والمَزَادَةِ ونحوِهَا التي يُبصَرُ منه.
والبَصِيرَةُ : الحُجَّةُ والاستِبْصارُ في الشيْءِ ، كالمَبْصَرِ والمَبْصَرَة ، بفتحِهما.
والبَصِيرَةُ : شيْءٌ من الدَّمِ يُسْتَدَلُّ به على الرَّمِيَّةِ ، وَيَسْتَبِينُها به ، قاله الأَصمعيُّ. وفي حديث الخَوَارِجِ : «ويَنْظُرُ إِلى النَّصْل (٥) فلا يَرَى بَصِيرَةً» ، أَي شيئاً من الدَّمِ يَسْتدِلُّ به على الرَّمِيَّة. واختُلِفَ فيما أَنشدَه أَبو حنيفةَ :
وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرِها |
|
شَهْبَاءُ تُرْوِي الرِّيشَ مِن بَصِيرِهَا |
فقيل : إنّه جَمْعُ البَصِيرَةِ من الدَّمِ ، كشَعِيرٍ وشَعِيرَةٍ ، وقيل : إِنه أَراد بَصِيرَتَهَا (٦) ، فحَذَف الهاءَ ضرورةً. ويجوز أَن يكونَ البَصِيرُ لغةً في البَصِيرَة ، كقولِكَ : حُقٌّ وحُقَّةٌ ، وبَياضٌ وبَيَاضَةٌ.
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : نضرة ، الذي في اللسان «نصرة» وليحرر».
(٢) سورة طه الآية ٩٦.
(٣) سورة يوسف الآية ١٠٨.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : لما قال له : يا بني ، الذي في اللسان : لهم ، وقوله : قال له : وأنتم ، في اللسان أيضاً : قالوا.
(٥) عن النهاية وبالأصل «إلى الدم» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله إلى الدم ، في اللسان : في النصل ولعله أولى».
(٦) في اللسان : من بصيرتها.