وأَزارَهُ : حَمَلَه على الزِّيارِة وأَزَرْتُه غَيري.
وزَوَّرَ تَزْوِيراً (١) : زَيَّنَ الكَذِبَ ، وكَلامٌ مُزَوَّرٌ : مُمَوَّهٌ بالكَذِب.
ومن المَجَازِ : زَوَّرَ الشَّيْءَ. حَسَّنَه وقَوَّمه. وأَزالَ زَوَرَه : اعوِجَاجَه. وكَلامٌ مُزَوَّرٌ ، أَي مُحَسَّن. وقِيل : هو المُثَقَّف قَبْلَ أَن يُتَكَلَّمَ به ، ومنهقَوْلُ عُمَر رضياللهعنه : «ما زَوَّرْتُ كَلاماً لأَقُولَه إِلا سَبَقَني به أَبُو بَكْر». أَي هَيَّأْت وأَصْلَحْت.
والتَّزْوِير : إِصلاحُ الشَّيْءِ. وسُمِعَ ابنُ الأَعرابيّ يقول : كُلُّ إِصلاحٍ من خَيْرٍ أَو شَرٍّ فهو تَزْوِيرٌ. وقال أَبو زَيْد : التَّزْوِير : التَّزْوِيق والتَّحْسِين. وقال الأَصمَعِيّ : التَّزْوِير : تَهْيِئَة الكَلامِ وتَقدِيرُه ، والإِنْسَان يُزَوِّر كَلاماً ، وهو أَن يُقَوِّمَه ويُتْقِنَه قبل أَنْ يتكَلَّم به.
وزَوَّرَ الزَّائِر تَزْوِيراً : أَكْرَمَه (٢) قال أَبو زيد : زَوِّروا فُلاناً ، أَي اذْبَحُوا له وأَكْرِمُوه. والتَّزْوِيرُ : أَن يُكرِمَ المَزُورُ زَائِرَه.
وزَوَّرَ الشَّهَادةَ : أَبْطَلَهَا ، وهو راجعٌ إِلى تفسير قَوْلِ القَتَّال :
ونَحْنُ أُناسٌ عُودُنَا عُودُ نَبْعَةٍ |
|
صَلِيبٌ وِفِينَا قَسْوَةٌ لا تُزَوَّرُ |
قال أَبو عَدْنَانَ : أَي لا نُغْمَز لقَسْوتنا ولا نُستَضْعَف (٣).
فقوله : زَوَّرْت شَهَادَةَ فَلانِ ، معناه أَنَّه استُضعِف فغُمِزَ ، وغُمِزتْ شَهَادَتُه فأُسقِطَت.
وفي الخَبَر عن الحَجَّاج قال : «رَحِم الله امْرأً زَوَّرَ نَفْسَه على نَفْسِه» قيل : قَوَّمَها وحَسَّنَها. وقيل : اتَّهَمَها على نَفْسه.
وقيل : وَسَمَهَا بالزُّورِ ، كفَسَّقَه وجَهَّلَه. وتقول : أَنا أُزَوِّرك على نَفْسِك ، أَي أَتَّهِمُك عَلَيْها. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
به زَوَرٌ لم يَسْتَطِعْه المُزَوِّرُ
والمُزَوَّرُ من الإِبِل ، كمُعَظَّم : الذي إِذا سَلَّه المُذَمِّر (٤) ـ كمُحَدّث وقد تقدّم ـ من بَطْن أُمِّه اعْوَجَّ صَدرُه فَيَغْمِزُه ليُقِيمَه فيَبْقَى فِيه من غَمْزِهِ أَثَرٌ يُعلَم منه أَنَّه مُزَوَّر ، قاله اللَّيْثُ : واسْتَزَارَهُ : سأَلَه أَن يَزُورَه ، فزَارَه وازَدَارَه.
وتَزاوَرَ عنه تَزَاوُراً عَدَلَ وانْحَرَف. وقُرِئ : تَزَّاوَرُ عَنْ كَهْفِهِم (٥) ، وهو مُدغَمُ تَتَزَاوَرُ كازْوَرَّ وَازْوارَّ ، كاحْمَرَّ واحْمارَّ. وقُرِئَ «تَزْوَرُّ» ومعنى الكُلِّ : تَمِيل ، عن الأَخْفَشِ.
وقد ازْوَرَّ عنه. ازْوِرَاراً. وازْوَارَّ عنه ازْوِيرَاراً.
وتَزاوَرَ القَوْمُ : زارَ بَعضُهُم بَعضاً ، وهم يَتَزَاوَرُون ، وبينهم تَزَاوُرٌ.
وزَوْرَانُ ، بالفتح : جَدُّ أَبي بكرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عبدِ الرحمنِ البَغْدَادِيّ ، سَمِعَ يحيى بن هاشِم السّمسار. وقول المصنّف : التّابِعِيّ كذا في سائر الأُصول خَطَأٌ ، فإِنَّ محمّد بن عبد الرحمن هذا ليس بتابعيٍّ كما عَرفْت.
والصواب أَنه سَقط من الكاتب ، وَحَقُّه بعد عبد الرحمن : والوَلِيدُ بنُ زُوّارانَ. فإِنّه تابعيّ يَرْوِي عن أَنَس. وشَذَّ شيخُنَا فضَبَطه بالضَّم نَقلاً عن بعضهم عن الكاشِف ، والصَّواب أَنَّه بالفَتْح ، كما صَرَّحَ به الحافِظُ ابن حَجَر والأَمِيرُ وغيرُهما ، ثم إِنَّ قَوْلَ المُصَنّف إِن زَوْرَانَ جَدُّ مُحَمَّد وَهَمٌ ، بل الصَّواب أَنه لَقَبُ مُحَمَّد. ثم اختُلِف في الوَليد بنِ زَوْرَانَ ، فَضَبَطه الأَمِيرُ بتقديم الرَّاءِ على الوَاوِ ، وجَزَمَ المِزِّيّ في التَّهْذِيب أَنَّه بتقديم الواو كما هُنَا.
وبالضَّمِّ عبدُ الله بنُ عَلِيّ بن زُورَانَ الكازَرُونِيُّ ، عن أَبِي الصَّلْت المُجير ، ووَقَعَ في التَّكْمِلة ، عَلِيّ بنُ عبد الله بن زُورَانَ. وإِسحاقُ بنُ زُورَانَ السِّيرافِيُّ الشَّافعيّ ، مُحَدِّثُونَ.
* ومما يستدرك عليه :
مَنَارَةٌ زَوْراءُ : مائِلَةٌ عن السَّمْتِ والقَصْدِ. وفَلاةٌ زَوْراءُ : بَعِيدةٌ فيها ازْوِرَارٌ ، وهو مَجَاز. وَبَلَدٌ أَزْوَرُ ، وجَيْشٌ أَزْوَرُ.
قال الأَزهَرِيُّ : سَمِعْتُ العَربَ تقول للبَعِير المَائِل السَّنامِ : هذا البَعِيرُ زَوْرٌ (٦). وناقَةٌ زَوْرَةٌ : قَوِيَّةٌ غَلِيظَةٌ. وفَلاةٌ زَوْرَة : غَيرُ قاصِدَةٍ.
وقال أَبو زَيد : زَوَّرَ الطَّائِرُ تَزْوِيراً : ارتفَعَتْ حَوْصَلَتُه ، وقال غيرُه : امتَلأَتْ.
__________________
(١) في اللسان : وكلام مُزوَّرٌ ومُتزوَّرٌ.
(٢) في القاموس : «ألزمه».
(٣) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : أي لا تغمز لقسوتها ولا تستضعف.
(٤) في التهذيب واللسان «المزمِّر».
(٥) سورة الكهف الآية ١٧.
(٦) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : «أزور».