وحَامِرٌ : واد لبَنِي زُهَيْر بْن جنابٍ ، من بَني كَلْبٍ ، وفيه جِبَابٌ (١). وحَامِرٌ : ع لِغَطفَانَ عند أُرُلٍ مِن الشَّرَبَّة.
ويقال : أَحْمَرَ الرَّجلُ ، إِذا وُلِد لَه وَلَدٌ أَحْمَرُ ، عن الزَّجّاج.
وأَحْمَرَ الدَّابَّةَ : عَلَفَهَا حَتَّى حَمِرت ، أَي تَغَيَّر فُوها من كَثْرة الشَّعِير ، عن الزّجّاج.
وحَمَّرَهُ تَحْمِيراً : قَالَ لَهُ يا حِمَارُ وحَمَّرَ ، إِذا قَطَعَ كهَيْئَة الهَبْر وحَمَّرَ الرّجلُ : تَكَلَّمَّ بالحِمْيَرية ، كتَحَمْيَرَ. ولهم أَلفاظٌ ولُغاتٌ تُخَالف لُغَات سائِرِ العَرَبَ. ويُحْكَى أَنه دَخَلَ أَعرابيٌّ ، وهو زَيدُ بْنُ عبْدِ الله بْنِ دارِمٍ ، كما في النّوع السّادِسَ عَشَرَ مِن المُزْهر ، على مَلِكٍ لِحِمْير في مدينة ظَفَارِ ، فَقَال لَهُ المَلِك وَكَانَ عَلَى مَكَانٍ عَالٍ : ثِبْ ، أَي اجْلِس ، بالحِمْيَريَّة ، فوَثَبَ الأَعْرَابيّ فتَكَسَّر ، كذا لابن السِّكِّيت ، وفي رواية ، فاندَقَّت رِجْلاه ، وهو رواية الأَصْمعِيّ ، فسأَل المَلِكُ عَنْه فأُخْبِر بلُغَةِ العَرب ، فَقَالَ وفي روَاية فضَحِك المَلك وقال : لَيْسَ وفي بَعْض الرّوايَات لَيْسَت عِنْدَنَا عَرَبِيَّتْ ، أَراد عَربيّة ، لكنّه وَقَفَ على هاءِ التَّأْنِيثِ بالتَّاءِ ، وكذلك لُغتهم ، كما نَبَّه عليه في إِصلاح المَنْطِق وأَوْضَحَه ، قاله شيخنا. «مَنْ دَخَلَ ظفَارَ حَمَّرَ» أَي تَعَلَّم الحِمْيَريَّة. قال ابنُ سِيدَه : هذه حِكاية ابْنُ جِنِّي ، يَرْفَع ذلك إِلَى الأَصْمَعِيّ ، وهذا أَمْرٌ أُخْرِج مُخْرَج الخَبَر ، أَي فَلْيُحَمِّر ، وهكذا أَورده المَيْدَانيّ في الأَمثال ، وشَرَحَه بقَريب من كَلام المُصَنِّف. وقرأْتُ في كِتَاب الأَنْسَاب للسَّمْعَانَيّ ما نَصُّه : وأَصْلُ هذَا المَثَل ما سَمِعتُ أَبا الفَضْلِ جَعْفَر بْنَ الحَسَن الكبيريّ ببُخارَاءَ مُذاكرةً يقول : دَخَلَ بعضُ الأَعراب على مَلِك من مُلوك ظَفَارِ ، وهي بَلْدة مِنْ بلَاد حِمْيَر باليَمَن ، فقال المِلك للدّاخل : ثِبْ ، فَقَفَز قَفْرَةً. فقال له مَرَّة أُخرَى : ثِبْ ، فقَفَز ، فعَجِب المَلك وقال : ما هذا؟ فقال : ثِبْ بلُغَة العرَب هذا ، وبلُغَة حِمْير ثِبْ يعني اقْعُدْ. فقال المَلِك : أَما عَلِمْت أَن من دَخَلَ ظَفَارَ حَمَّرَ.
والتَّحْمِيرُ. التَّقْشِير ، وهو أَيْضاً دَبْغٌ ردِىءٌ وتَحَمْيَرَ الرَّجُلُ : سَاءَ خُلُقُه.
وقد احْمَرَّ الشيْءُ احْمِرَاراً : صَارَ أَحْمَرَ ، كاحْمَارَّ ، وكُلّ افْعَلَّ من هذا الضَّرْب فمحذوفٌ من افْعَالَّ ، وافْعَلَّ فِيهِ أَكْثرُ لِخِفَّته. ويقال : احْمَرَّ الشيءُ احْمِراراً إِذا لَزِمَ لونَه فلم يَتَغَيَّر من حَالٍ إِلى حالِ. واحْمارَّ يَحمارُّ احْمِيراراً إِذا كان يَحْمارُّ مَرَّة ويَصْفارُّ أُخرى.
قال الجَوْهَريّ : إِنّمَا جازَ إِدْغَامُ احْمَارَّ ، لأَنَّه ليس بمُلْحَق ، ولو كان له في الرُّبَاعِي مِثَالٌ لَمَا جازَ إِدْغامه ، كما لا يَجُوزُ إِدغامُ اقْعَنْسَسَ لما كان مُلْحَقاً باحْرَنْجَمَ.
ومن المَجاز : احْمَرَّ البَأْسُ : اشْتَدَّ. وجاءَ في حَدِيث عَلِيٍّ رَضيَ اللهُ عنه «كُنَّا إِذا احْمَرَّ البأْسُ اتَّقيناهُ برَسُول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلم يَكُنْ أَحَدٌ أَقربَ إِليه منه». حكَى ذلِك أَبُو عُبَيْد في كتَابه المَوْسُوم بالمَثَل. قال ابنُ الأَثِير : إِذا اشْتَدَّت الحَرْبُ اسْتَقْبَلْنَا العَدُوَّ به وجَعَلْنَاه لنا وِقايةً. وقيل : أَرادَ إِذا اضْطرمَت نَارُ الحَرْب وتَسَعَّرتْ. كما يُقَال في الشَّرِّ بين القَوْم : اضْطَرَمَتْ نَارُهُم ، تَشْبيهاً بحُمْرة النّار. وكثيراً ما يُطْلِقُون الحُمْرَةَ على الشِّدَّة.
والمُحْمَرُ ، على صيغة اسم الفَاعل والمَفْعُول ، هكذا ضُبط بالوَجْهَيْن : النَّاقَةُ يَلْتَوِي في بَطْنِهَا وَلَدُهَا فلا يَخْرُج حَتَّى تَمُوتَ.
والمُحَمِّرةُ ، على صيغَة اسْم الفاعِل مُشَدَّدَةً : فِرْقَةٌ من الخُرَّمِيَّة ، وهم يُخَالِفُون المُبَيِّضَةَ والمُسَوِّدَةَ ، وَاحِدهُم مُحَمِّر.
وفي التهذيب : ويقال للذين يُحَمِّرُون رَاياتِهم خلَافَ زِيّ المُسَوِّدَة من بَني هاشم : المُحَمِّرةُ ، كما يقال للحَرُورِيَّةِ المُبَيِّضةِ لأَن راياتِهم في الحُرُوب كانَتْ بَيْضَاءَ.
وحِمْيَرٌ كدِرْهَم ـ قال شيخنا : الوَزْنُ به غَيْرُ صَوَاب عند المُحَقِّقِين من أَئِمَّة الصرف ـ : ع غَربيَّ صَنْعَاءِ اليَمَن ، نَقَلَه الصَّاغانِيُّ.
وحِمْيَرُ بْنُ سَبَإِ بْن يَشْجُبَ بْن يَعْرُبَ بْن قَحْطَان : أَبو قَبيلَة. وذَكر ابْنُ الكَلْبيّ أَنّه كان يَلْبَس حُلَلاً حُمْراً ، وليس ذلك بقَويٍّ. قال الجوهَريّ : ومنهم كانت الملوك في الدَّهْر الأَوَّل. واسم حِمْيَر العَرَنْجَجُ ، كما تقدَّم ، ونُقِل عن
__________________
(١) معجم البلدان : فيه حيات كثيرة.