وفي الصّحاح : الحِضَارُ من الإِبِل : الهِجَانُ : قال أَبُو ذُؤَيْب يَصِفُ الخَمْر :
فما تُشْتَرَى إِلَّا بِرِبْحٍ سِبَاؤُهَا |
|
بَنَاتُ المَخَاضِ شُومُها وحِضَارُهَا |
شُومُها : سُودُهَا. يقول : هذه الخَمْر (١) لا تُشْتَرَى إِلّا بالإِبِل السُّودِ منها والبِيضِ.
وفي التهذيب : الحِضَارُ مِنَ الإِبِل : البِيضُ اسم جامِع كالهِجَانِ ومِثْلُه قَوْلُ شَمِرٍ ، كما سيأْتِي ، فقولُ المُصَنِّف : أَو الحُمرُ مِنَ الإِبل مَحَلّ تَأَمُّلٍ ، ويُكْسَرُ ، الفَتْح نَقَلَه الصّاغانِيّ. لا واحِدَ لَهَا ، أَو الواحِدُ والجَمْعُ سَوَاءٌ. قال ابنُ مَنْظُور : وفيه عِنْد النَّحْوِيِّين شَرْحٌ ، وذلك أَنَّه قد يَتَّفِق الواحِدُ والجَمْع على وَزْنٍ واحدٍ ، إِلَّا أَنَّك تُقَدِّر البِنَاءَ الّذِي يكون للجَمْعِ غَيْرَ البِنَاءِ الّذِي يَكُونُ للواحدِ ، وعلى ذلك قالوا : ناقةٌ هِجَانٌ ونُوق هِجَانٌ ، فهِجَانٌ الَّذِي هو جَمْع يُقدَّر على فِعال الَّذِي هو جَمعٌ مثل ظِرَافٍ ، والَّذِي يكونُ من صِفَة المُفرد تُقَدِّره مُفرَداً مثل كِتاب ، فالكَسْرَة في أَوَّل مُفْرَدِه غيرُ الكَسرةِ الّتي في أَول جَمْعِه ، وكذلك ناقَةٌ حِضَارٌ ونُوقٌ حِضَارٌ ، وكذلك الفُلْك ، فإِنَّ ضَمَّتَه إِذا كان مُفرَداً غَيْرُ الضَّمَّة التِي تَكُونُ فيه إِذا كان جَمْعاً ، كقولِه تَعَالى : (فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (٢) فهو بإِزاءِ ضَمَّة القُفْل فإِنّه واحِدٌ.
وقولُه تَعالَى : (وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ) (٣) فضَمَّتُه بإِزاءِ ضَمَّة الهَمْزة في أُسْد ، فهذه تُقدِّرها بأَنَّهَا فُعْلٌ التي تكونُ جَمْعاً ، وفي الأَول تُقَدِّرها فُعْلاً الَّتي هي للمُفْردِ.
والحِضَارُ ، بالكَسْرِ : الخَلُوقُ بوَجْه الجَارِيَة ، وقال الأُمَوِي : نَاقَةٌ حِضَارٌ : جَمَعَتْ قُوَّة ورُحْلَةً ، يَعْنِي : جوْدَةَ سَيْرٍ. ونَصّ الأَزهَرِيّ : المَشْي ، بدل السَّيْر. وقال شَمِرٌ : لم أَسْمَع الحِضَارَ بهذا المَعْنَى ، إِنّمَا الحِضَار بِيضُ الإِبل ، وأَنْشد بَيْت أَبي ذُؤَيْب : «شُومُها وحِضَارُها». أَي سُودُهَا وبِيضُها.
وحَضَّارَة (٤) ، كجَبَّانَة ، د ، باليَمَنِ ، نَقَلَه الصَّاغانِيّ. والحُضَارُ (٥) ، كغُرَابٍ : دَاءٌ للإِبِل ، نقله الصَّاغانِيّ.
ومَحْضُورَاءُ ، بالمَدّ ، عن الفَرّاءِ ، ويُقْصَر ، عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ : مَاءٌ لبَنِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ.
والحَضْرَاءُ مِن النُّوقِ وغَيْرِهَا : المُبَادِرةُ في الأَكْلِ والشُّرْبِ ، نَقَلَه الصَّاغانِيّ.
وعن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ : الحُضُر (٦) ، كعُنُقٍ : الرَّجُلُ الوَاغِلُ الرّاشِن ، وهو الشَّوْلَقِيُّ ، قلت : وهو الطُّفَيْلِيّ.
وأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْر بْنِ سِمَاكٍ الأَوْسِيُّ ، كزُبَيْر : صَحَابِيٌّ كُنْيَتُه أَبو يَحْيَى ، له ذِكْر في تارِيخ دِمَشْق ، وبِنْتُه هِنْد لها صُحْبةٌ ، وابنُه يَحْيَى له رُؤْيةٌ ، ويُقَال لِأَبِيهِ حُضَيْرُ الكَتَائِبِ.
والّذي في التّهذيب وغيرِه : وحُضَيْرُ الكَتائِبِ : رَجُلٌ من سَادَاتِ العَرَبِ.
ومن المَجَازِ : احْتُضِرَ المَرِيضُ وحُضِرَ ، بالضَّمّ ، أَي مَبْنِيًّا للمَفْعُولِ ، إِذا حَضَرَهُ المَوْتُ ونَزَلَ به ، وهو مُحتَضَر ومَحْضُورٌ. وفي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (٧) ، أَي يَحْضُرُونَ حُظُوظَهُم مِنَ الماءِ وتَحْضُرُ النَّاقَةُ حَظَّهَا مِنْه ، والقِصَّةُ مَشْهُورَةٌ في التّفَاسِيرِ.
ومَحَاضِرُ (٨) ، بالفتح على صِيغَةِ الجَمْع ، هكذا هو مَضْبُوطٌ في نُسْخَتِنَا ابنُ المُوَرِّع بالتَّشْدِيد على صيغَةِ اسمِ الفاعِلِ : مُحَدِّثٌ مُسْتَقِيمُ الحَدِيثِ لا مُنْكَرَ له ، كَذَا قاله الذَّهَبِيّ.
وشَمْسُ الدِّين أَبو عبْدِ الله الحَضَائرِيُّ فَقِيهٌ بَغْدادِيٌّ ، قال الذّهَبِيُّ : قَدِم علينا مِن بَغْدَادَ.
* ومما يستدرك عليه :
في الحَدِيث (٩) : «أَنَّى تَحْضُرُنِي مِنَ الله حاضِرَةٌ» أَرادَ الملائِكَةَ الَّذِين يَحْضُرُونَه. وحاضرَةٌ : صِفَةُ طائِفَةٍ أَو جَماعَةٍ.
__________________
(١) بالأصل «الإبل» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله : هذه الإبل الخ لعل الأولى : هذه الخمر ، كما في اللسان» وهو ما أثبتناه.
(٢) سورة الشعراء الآية ١١٩.
(٣) سورة البقرة الآية ١٦٤.
(٤) في معجم البلدان بتشديد الضاد ، بلد باليمن من نواحي سنحان.
(٥) في التكملة ، بفتح الحاء ، ضبط قلم.
(٦) ضبطت في التهذيب بفتح الحاء وسكون الضاد. وفي التكملة فكالقاموس.
(٧) سورة القمر الآية ٢٨.
(٨) ضبطت في القاموس بضم الميم ، ضبط قلم.
(٩) في النهاية : وفي حديث أكلِ الضَّبِّ.