لا يَشْتَهِيهِنّ ولا يَقْرَبُهُنّ وهذا قَوْلُ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ. وقال الأَزهَرِيّ : الحَصُورُ : مَنْ حُصِرَ عن النِّسَاءِ فلا يَسْتَطِيعُهُن ، وقيل : سُمِّيَ في قوله تَعَالَى : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً) (١) لأَنّه حُبِسَ عمّا يَكُونُ مِن الرّجَال. وقال المُصَنِّف في البَصَائِر في تَفْسير هذه الآية : الحَصُورُ : الّذِي لا يأْتِي النِّسَاءَ إِمَّا مِنَ العُنّة وإِمّا من العِفّة والاجْتِهَاد في إِزالَةِ الشَّهْوَة ، والثَّانِي أَظْهَرُ في الآية ؛ لأَنَّ بذلِك يَسْتَحِقّ الرَّجُلُ المَحْمَدَةَ (٢). وقِيلَ الحَصُورُ : المَجْبُوبُ الذَّكَرِ والأُنْثَيَيْن ؛ وبه فُسِّر حَدِيثُ : «القِبْطِيّ الَّذِي أَمَر النَّبيُّ صلىاللهعليهوسلم عَلِيًّا بقَتْله ، قال : فرفَعَتِ الرَّيحُ ثَوْبَه. فإذا هو حصُورٌ». قالوا : وهذا أَبلَغ في الحَصَرِ لعَدم آلَةِ النِّكاح. وأَمّا العاقِرُ فإِنّه الَّذِي يأْتِيهِنّ ولا يُولَدُ لَه.
والحَصُورُ أَيضاً : البَخِيلُ المُمْسِكُ. وقيل : هو الّذِي لا يُنْفِق على النَّدَامَى ، كالحَصِر ، ككَتِفٍ ، وَقَدْ جاءَ في حدِيثِ ابنِ عَبّاس : «ما رأَيتُ أَحداً أَخْلَقَ للمُلْكِ مِن مُعاوِيَةَ ، كَان النّاسُ يَرِدُونَ مِنْه أَرْجَاءَ وَادٍ رَحْبٍ ، لَيْسَ مِثْلَ الحَصِرِ العَقِصِ». يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ. الحَصِرُ : البَخِيل. والعَقِصُ : المُلْتَوِي الصَّعْبُ الأَخْلاقِ.
والحَصُورُ : الهَيُوبُ المُحْجِم عن الشَّيْءِ ، وهو البَرِمُ أَيضاً ، كما فسَّره السُّهَيْليّ ، وبه فُسِّر بعضُ بَيْت الأَخْطَلِ السَّابِقِ ذِكْرُهُ.
«وشاربٍ مُرْبجٍ ..» (٣) إِلى آخره.
وهم مِمَّن يفضِّلون الحَصورَ ، وهو الكَاتِمُ لِلسِّرِّ في نَفْسه الحابِسُ له لا يَبوح به ، كالحَصِرِ ، ككَتِف (٤).
والحَصْرَاءُ : الرَّتْقَاءُ.
والحَصَّارُ ، ككَتّانٍ : اسمُ جَمَاعَةِ. منهم أَبو جَعْفَرِ بنُ الحَصَّار المُقْرِي وغيره.
والحِصَارُ ، ككِتاب وسَحَابٍ (٥) : وِسَادٌ يُرْفَعُ مُؤَخَّرُهَا ويُحْشَى مُقَدَّمُهَا فيجعل كالرَّحلِ ، أَي كاخِرَتِه في رَفْع المُؤَخّر ، وقادِمَتِه في حَشْوِ المُقَدّم ، يُلْقَى عَلَى البَعِيرِ. وقيل هو مَرْكَبٌ يُرْكَبُ (٦) به الرَّاضَةُ وقيل : هو كِساءٌ يُطْرَح على ظَهْرِه يُكْتَفَلُ به ، كالمِحْصَرَةِ ، بالكسر.
أَوْ هِي ، أَي المِحْصَرة قَتَبٌ صَغِيرٌ يُحْصَر به البَعِير ويُلْقَى عَليه أَدَاةُ الرَّاكِب ، كالحِصَار أَيضاً. ومنهحَديثُ أَبي بَكْر : «أَنَّ سعداً الأَسلميَّ قال : رَأَيتُه بالخَذَواتِ وقد حَلَّ سُفْرَةً مُعَلَّقةً في مُؤَخَّرَةِ الحِصَارِ». وبَعِيرٌ مَحْصُورٌ : عَلَيْهِ ذلِكَ ، وقد حَصَرَه يَحْصُرُه ويَحْصِره واحْتَصَرَه وأَحْصَرَه (٧).
والمَحْصَرَة ، بفَتْحِ المِيمِ : الإِشْرَارَةُ يُجَفَّفُ عَلَيْهَا الأَقِطُ.
وأَحْصَرَهُ المَرَضُ : مَنَعَه مِنَ السَّفَرِ أَو حَاجَة يُرِيدُهَا ، قَالَ الله عَزَّ وجَلَّ : (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ) (٨) وحُصِرَ ، في الحَبْس ، أَقْوى من أُحْصِر ، لأَنّ القرآنَ جاءَ بها ، وقد تقدَّم. أَوْ أَحصَره المَرَضُ والبَوْلُ : جَعَلَه يَحْصُر نَفْسَه. وأَصْلُ الحَصْر والإِحصارِ الحَبْسُ. يقال : حصَرَنِي الشيْءُ وأَحْصَرَني ، أَي حَبسَنِي.
والمُحْتَصِرُ : الأَسَدُ. ومُحَاصَرَةُ العَدُوِّ ، م ، أَي مَعْرُوفٌ.
يقال : حاصَرَهُم العَدُوُّ حِصَاراً ومُحَاصرَةً. وبَقِينَا في الحِصَارِ أَيّاماً. وحُوصِرُوا مُحَاصَرَةً شَدِيدَةً.
وحَصَرَه يَحْصُره حَصْراً : اسْتَوْعَبَه وحَصَّله وأَحاطَ به.
وحَصَرَ القَوْمُ بِفُلانِ حَصْراً : ضَيَّقُوا عليه وأَحاطُوا به (٩).
ومنه قَوْلُ الهُذَلِيِّ :
وقَالُوا : تَرَكْنَا القَوْمَ قد حَصَرُوا بِهِ |
|
ولا غَرْوَ أَنْ قَدْ كَانَ ثَمَّ لَحِيمُ |
وقد حَصِرَ على قومه كفَرِحَ : بَخِلَ. وقال شيخنا : وهو مُسْتَدْرك ، لأَنه ذكَرَه في مَعَانِي الحَصر وفي معاني الحَصُور ، وقد زَعم الاختصارَ البالغَ ، وهذا تَطْوِيل بالِغ ، ومثله ما بعده. وحَصِرَ عَن المَرْأَةِ : امْتَنع عن إِتْيَانِهَا ، أَي مع القُدرَة ، أَو عَجَزَ عنها ، كما تقدّمت الإِشارة إِليه في ذِكْرِ
__________________
(١) سورة آل عمران الآية ٣٩.
(٢) العبارة في مفردات الراغب (حصر).
(٣) كذا بالأصل بالجيم ، انظر ما لاحظناه بشأنه.
(٤) شاهده ، قول جرير ؛ كما في اللسان :
ولقد تسقطني الوشاة فصادفوا |
|
حَصِراً بسرّك يا أميم ضنينا |
(٥) في الصحاح : وسادةٌ.
(٦) ضبطت في القاموس : ويُركَبُ بالبناء للمجهول ، وما أثبت عن اللسان.
(٧) كل ذلك بمعنى : شدّة بالحصار ، كما في اللسان.
(٨) من الآية ١٩٦ من سورة البقرة.
(٩) كذا بالأصل واللسان ، وفي القاموس : «أطافوا به» ومثله في التكملة.