والحَشَرَاتُ :
ثِمَارُ البَرِّ ،
كالصَّمْغِ وغَيْرِه.
والحَشَرَةُ أَيْضَاً ، أَي بالتَّحْرِيك : القِشْرَةُ
الَّتِي تَلِي الحَبَّ ، ج
الحَشَرُ ، قَالَهُ
أَبو حَنِيفَةَ. وَرَوَى ابنُ شُمَيْلٍ عَنْ أَبي الخَطَّاب قال :
الحَبَّة عليها قِشْرَتانِ ، فَالَّتِي تَلِي الحَبَّةَ الحَشَرَةُ ، قال : وأَهلُ اليَمن يُسَمُّونَ اليومَ النُّخَالةَ الحَشَرَ ، والأَصل فيه ما ذَكرْت ، والَّتِي فَوْقَ
الحَشَرة القَصَرَةُ. وفي الحَدِيثِ : «لَمْ أَسْمَع
لِحَشَرةِ الأَرضِ
تَحْرِيماً». قِيل : الصَّيْدُ
كُلُّه حَشَرةٌ ، سواءٌ تَصَاغَرَ أَو تَعاظَمَ ، أَو الحَشَرَةُ :
ما تَعَاظَمَ مِنْهُ ، أَي منَ الصَّيْدِ ، أَوْ
ما أُكِلَ منْه ، هكذا في سائِرِ النُّسَخ ، وهو يَقْتَضِي أَن يكُونَ الضَّمِيرُ راجِعاً
للصَّيْد ولَيْس كذلك ، والّذِي صَرَّح به في التَّهْذِيب والمُحْكَم أَنّ الحَشَرةَ كُلُّ ما أُكِلَ من بقْلِ الأَرْض ، كالدُّعاعِ
والفَثِّ ، فليُتَأَمَّلْ.
والحَشَرُ ، مُحَرَّكَةً : النُّخَالَةُ ، بلُغَة أَهْلِ اليَمَن ، كما تَقدَّمَت الإِشَارةُ
إِليْه.
والحُشُر ، بضَمَّتَيْن ، في الْقِشْرة ، لُغَيَّةٌ.
والحَشْورَةُ مِنَ الخَيْلِ ، وكَذلك مِن النَّاسِ ، كما صَرَّحَ بِهِ الإِمَامُ
أَبو الطَّيِّب اللُّغَوِيُّ : المُنْتَفِخُ
الجَنْبَيْنِ وفَرَسٌ حَشْوَرٌ.
والحشْورَةُ :
العجُوزُ
المُتَظَرِّفَةُ البَخِيلَةُ ، والحَشْورَةُ أَيْضاً : المرْأَةُ
البطِينَةُ ، وكذلك من
الرِّجَالِ ، يقال : رَجُلٌ
حَشْوَرٌ وحَشْوَرَةٌ. قال الراجز :
حَشْوَرَةُ
الجَنْبَيْنِ مِعْطَاءُ القَفَا
والحَشْورَةُ :
الدَّوَابُّ
المُلَزَّزَةُ الخَلْقِ الشَّدِيدتُه ، الواحِدُ حَشْوَرٌ كجرْولٍ. ورَجلٌ
حَشْوَرٌ : ضَخْمٌ
عَظِيمُ البَطْنِ ، وذَكَره الإِمامُ أَبو الطَّيِّب في كتَابِه وعَدَّه من
الأَضْداد وكأَنّ المُصَنِّف لم يرَ بيْنَ الضَّخَامةِ وعِظَمِ البَطْنِ وتَلَزُّزِ
الخَلْق ضِدِّيَّةً ، فليُتَأَمَّلْ.
ووَطْبٌ حَشِرٌ ، ككَتِفٍ : بَيْن الصَّغيرِ
والكَبِيرِ ، عن ابْنِ
دُريْد . وقال غيرُه : هو الوِسخ ، وذكره الجَوْهَرِيّ بالجيمِ.
* ومما
يُسْتَدْرَك عليه :
الحَشْرُ : السَّوْقُ إِلَى جهَة. ويَوْمُ الحَشْر : يومُ القِيَامةِ.
وسُورَةُ الحَشْر مَعْرُوفَةٌ ، وهُمَا مَجازانِ. والحَشْرُ : : الخُرُوجُ مَع النَّفِير إِذَا عَمّ. ومِنْهُم مَنْ
فَسَّرَ به الحديثَ الَّذِي تَقَدَّم «انْقَطَعَتِ الهِجْرَةُ إِلّا مِن ثَلَاثٍ» إِلى
آخره. والحَشْرُ ، المَوْتُ. قال الأَزهرِيُّ : في تَفْسِير قَولِ الله
تعالى : (وَإِذَا الْوُحُوشُ
حُشِرَتْ) قال بعضهم : حَشْرُها : مَوْتُها في الدُّنْيا. وقرأْتُ في كتاب الأَضْدَادِ
لأَبي الطَّيِّب اللُّغَوِيّ ما نَصُّه : وزَعَمُوا أَنَّ الحَشْرَ أَيضاً الموْتُ.
أَخبرنا جعفَر
بنُ مُحمَّد ، قال : حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَن الأَزْدِيّ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو حَاتِم عن أَبِي زَيْدٍ الأَنْصارِيِّ ، أَخبرنا قيسُ بنُ الرَّبِيعِ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوق عن عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عبّاس في قول الله عزوجل : (وَإِذَا الْوُحُوشُ
حُشِرَتْ) قال : حَشْرُهَا : مَوْتُها ، انتهَى.
قلْت : وقول
أَكثر المُفَسِّرين
تُحْشَر الوُحُوشُ
كُلُّهَا وسائِرُ الدَّوابِّ حَتَّى الذُّباب لِلْقِصاص ، ورَوَوْا فِي ذلك
حَدِيثاً.
وقَالَ بعضُهُم
: المَعْنَيانِ مُتَقَارِبَانِ ، لأَنه كلَّه كَفْتٌ وجَمْعٌ.
وفي
التَّهْذِيبِ : والمَحْشَرَةُ ، في لُغَة اليَمَن : مَا بَقِيَ في الأَرضِ وما فِيهَا
من نَبَاتٍ بعدَ ما يُحْصدُ الزَّرْعُ ، فرُبَّمَا ظَهَرَ من تَحْتِه نَبَاتٌ
أَخْضَرُ ، فذلك المحْشَرَةُ. يقال : أَرْسَلُوا دَوَابَّهُم في المَحْشَرَةِ.
والحُشَّار : عُمَّال العُشُورِ والجِزْيَةِ ، وفي حَدِيثِ وَفدِ
ثَقِيفٍ «اشْتَرَطُوا أَن لا يُعْشَرُوا ولا
يُحْشَروا» ، أَي لا
يُنْدَبُونَ إِلَى المَغَازِي ولا تُضْرَبُ عليهم البُعُوثُ. وقِيلَ : لا يُحْشَرُون إِلى عَامِل الزَّكاةِ ليأْخُذَ صَدَقَةَ أَمْوَالِهِم
، بلْ يَأْخُذُها في أَمَاكِنِهم.
وأَرْضُ المَحْشَر : أَرضُ الشَّامِ. ومِنْه الحدِيثُ «[نارٌ] تَطْرُدُ
الناسَ إِلى مَحْشَرِهِم» أَي الشام.
__________________