ومِن المَجاز : الحَدْرُ : فَتْلُ هُدْبِ الثَّوْبِ يقال : حَدَرْتُ الثَّوْبَ ، إِذا فَتَلْتَ أَطْرَافَ هُدْبِه ، لأَنّكَ تُقَصِّرُه بالفَتْل ، وتَحتطُّ مِن مِقدار طُولِه ، كما في الأَساس ، وفيه أَيضاً : ومنه : حَدْرَجَ السَّوْطَ ، إذا فَتَلَه. وسَوْطٌ مُحَدْرَجٌ ، ضُمَّتِ الجيمُ إِليه ، وقد سَبَقَ في موضعه. كالإِحدارِ فيهما أَي في التورِيمِ والفَتْلِ ، يقال : أَحْدَرَ الجِلْدَ مِن الضَّربِ إِحداراً : جعَلَه حادِراً ، وقد تقدَّم. وأَحْدَرَ الثَّوبَ إِحداراً فَتَلَ أَطرافَ هُدْبِه وكَفَّه ، كما يفْعَلُ بأَطرافِ الأَكْسِيَةِ.
والحَدْرَةُ : الفَتْلَةُ مِن فِتَلِ الأَكْسِيَةِ.
ومِن المَجَاز : الحَدْرُ : إِمْشَاءُ الدَّواءِ البَطْنَ. وقد حَدَرَ الدَّوَاءُ بَطْنَه يَحْدُرُه حَدْراً : أَمْشَاه (١).
والحَدْرُ : الإِحاطةُ بالشيْءِ ، يَحْدُرُ ، بالضمّ ، ويَحْدِرُ ، بالكسر ، في الكُلِّ مّما تَقَدَمَ. ورَوَى الأَزهريُّ عن المُؤَرَّجِ : يقال : حَدَرُوا حَولَه ويَحْدُرُون به ، إِذا طافُوا به ، قال الأَخطل :
ونَفْسُ المرءِ تَرْصُدُهَا المَنَايَا |
|
وتَحْدُرُ حَوْلَه حتّى تُصارَا (٢) |
ومِن المَجَاز : الحَدْرُ : السِّمَنُ في غِلَظٍ وقِصَرٍ ، يقال : غلامٌ حادِرٌ ، أَي قَصيرٌ لَحِيمٌ ، كما يقال له : حُطائطٌ ، كما في الأَساس.
ومِن المَجَاز : الحَدْرُ : اجتماعُ خَلْقٍ مع الغِلَظِ ، يقال : فَتًى حادِرٌ ، أَي غَلِيظٌ مُجْتَمِعٌ. وجَمْعهما حَدَرَةٌ كالحَدَارَةِ ، ككَرَامَة ، وفي بعض النُّسَخ بالفتحِ والكسرِ معاً. ونقل الأَزهري عن اللَّيث : الحادِرُ : المُمْتَلِىءُ شَحْماً ولَحْماً مع تَرَارَةٍ ، فِعْلُه كنَصَرَ وكَرُمَ ، ذَكَرَهما ابنُ سِيدَه ، واقتصرَ اللَّيْثُ على الثاني ، ونقَلَه الجوهريُّ عن الأَصمعيّ.
والحَدَرُ ، بالتَّحْريك : مكانٌ يُنْحَدَرُ منه مثلُ الصَّبَبِ ، وفي الحديث : «كأَنَّمَا يَنْحَطُّ في حَدَرٍ. كالحدور كصبور والأَحْدورِ ، بالضمِّ ، والحُدَرَاءِ* ككَرَمَاءَ ، والحادُورِ.
والحَدُورُ في سَفْحِ جَبَلٍ ، وكلُّ مَوضِعٍ مُنْحَدِرٍ. ويقال : وَقَعْنَا في حَدُورٍ مُنْكَرَةٍ ، وهي الهَبُوطُ. قال الأَزهريُّ : ويقال له : الحُدَرَاءُ ، بوَزْنِ الصُّعدَاءِ (٣).
ومِن المَجَاز : الحَدْرُ : سَيَلانُ العَيْنِ بالدَّمْع. حَدَرَتْ تَحْدُرُ ، بالضم ، وتَحْدِرُ ، بالكسر ، والاسمُ منهما الحُدُورَةُ ، بالضمّ ، والحَدُورَةُ ، بالفتح والحادُورةُ ، ذكر الثلاثةَ اللِّحْيَانِيُّ ، كما نَقَلَ عنه ابنُ سِيدَه.
والحَدرُ : الحَوَلُ في العَيْن. قال اللَّيْث : وهو أَحْدَرُ ، وهي حَدْرَاءُ ، أَي أَحْوَلُ وحَوْلَاءُ.
وعَيْنٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ وحُدُرَّى ـ ككُفُرَّى بضَمَّتَيْن فتشديد مع فتحٍ ، آخِرُه أَلفٌ مقصورة : ـ عَظِيمةٌ ، أَو حَدْرَةٌ غَلِيظَةٌ.
ونَقَل الأَزهريُّ عن الأَصمعيِّ : أَمّا قولُهُم : عَيْنٌ حَدْرَةٌ فمعناه مُكْتَنِزَةٌ صُلْبَةٌ ، وبَدْرَةٌ بالنَّظَر. أَو حَدْرَةٌ حادَّةُ النَّظَرِ.
وقيل : حَدْرَةٌ : واسِعَةٌ ، وبَدْرَةٌ : يُبَادِرُ نَظَرُها نَظَرَ الخَيْلِ ، عن ابن الأَعرابيَّ. قال امْرؤ القَيْسِ :
وعَيْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرةٌ |
|
وشُقَّتْ مآقِيهما مِن أُخُرْ |
وفي التَّهْذِيبِ : الحَدْرَةُ : العينُ الواسعةُ الجاحِظَةُ.
والحادِرُ : الأَسَدُ ، لشِدَّةِ بَطْشِه ، كالحَيْدَرِ والحيْدَرَةِ ويقال : حَيْدَرَةُ ـ بلا لامٍ ـ كما وَقَعَ التعبيرُ به في بعض الأُصولِ (٤). وقال ابن الأَعرابيِّ : الحَيْدَرَةُ في الأُسْدِ مثلُ المَلِكِ في النّاس. قال ثعلبٌ : يَعْنِي لِغِلَظِ عُنُقِه ، وقُوَّةِ ساعِدْيَه ، والهاءُ والياءُ زائدتان ، وقال : لم تَختلف الرُّواةُ في أَنّ هذه الأَبياتَ لعليِّ بنِ أَبي طالب رضيَ الله عنه :
أَنا الذي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَه (٥) |
|
كَلَيْثِ غاباتٍ غَلِيظِ القَصَرَه |
أَكِيلُكُم بالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ (٦)
__________________
(١) الأصل والأساس ، وفي اللسان : أمشاه.
(٢) ديوانه ، من قصيدة بائية وفيه : حتى تصابا.
(٧) (*) في القاموس : والحَدراءِ.
(٣) ضبطت العبارة عن التهذيب ومثله في التكملة ، وفي اللسان عن الأزهري : ويقال له الحدراء مثل الصفراء.
(٤) وهي رواية اللسان.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : أنا الذي ، قال في الصحاح : لما ولدته أمه فاطمة بنت أسد ، وأبو طالب غائب سمّته أسداً باسم أبيها ، فلما قدم أبو طالب كره هذا الاسم فسماه علياً».
(٦) السندره : مكيال كبير. وقبيل السندرة : الجرأة.