ومحمّدُ بنُ عليِّ بن أَحمدَ الحُجَريُّ الأَصبحيُّ ، دَرَّسَ بتَعِزَّ ، ومات سنة ٧١٩.
وفي الحديث : «إِذا نَشَأَتْ حَجْرِيَّةٌ ، ثمّ تَشاءَمَتْ ، فتِلك عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ» ؛ منسوبٌ إِلى الحَجْرَ : قَصَبَةِ اليَمَامَةِ ، أَو إِلى حَجْرَةِ القَوْمِ : ناحِيَتِهم ، قالَه ابن الأَثِيرِ.
وقال الرّاعِي ، ووَصَفَ صائِداً :
تَوَخَّى حَيثُ قال القَلْبُ منه |
|
بحَجْرِيٍّ تَرَى فيه اضْطِمارَا (١) |
عَنَى نَصْلاً مَنْسُوباً إِلى حَجْر :
وقال أَبو حنيفَة : وحَدائِدُ حَجْرٍ : مُقَدَّمَةٌ في الجَوْدَة ، وقال زُهَيْر :
لِمَنِ الدِّيارُ بقُنَّةِ الحَجْرِ (٢)
هو موضعٌ ، ولم يعرفه أَبو عَمْرٍو في الأَمكنة ، وقال آخرُ :
أَعْتَدْتُ للأَبْلَجِ ذِي التَّمايُلِ |
|
حَجْرِيَّةً خِيضَتْ بِسُمٍّ ماثِلِ |
عَنَى قَوْساً أَو نَبْلاً منسوباً إِلى حَجْر.
وانْتَشَرَتْ حَجْرَتُه : كَثُرَ مالُه.
وفي الحديث : «أَنه كان له حَصِيرٌ يَبْسُطه بالنَّهَارِ ، ويَحْجُرُه باللَّيْل» ، وفي رواية : «يَحْتَجِرُه» (٣) ؛ أَي يَجْعلُه لنفْسِه دون غيرِه.
وفي صِفَة الدَّجّال : «مَطْمُوس العَيْن ليستْ بناتِئَةٍ ولا حَجْرَاءَ». قال ابن الأَثِير : قال الهَرَوِيُّ : إِن كانت هذه اللَّفظَةُ محفوظةً فمعناه : ليست بصُلْبَة مُتَحَجِّرَةَ ، قال : وقد رُوِيَتْ : جَحْراءَ» ـ بتقديم الجيم ـ وهو مذكورٌ في موضعه.
وأَبو حُجَيْرٍ : جَدُّ خالدِ بنِ عبد الرَّحْمنِ بنِ السَّرِيِّ ، الرّاوِي عن أَبي الجَماهِر ، وعنه النِّسائِيُّ. وقالوا : فلانٌ حَجَرُ الأَرضِ ؛ أَي فَرْدٌ لا نَظيرَ له ، ونحُوه قولُهم : فلانٌ رَجلُ الدَّهْرِ.
وحَجرٌ : لَقَبُ جَدِّ إِمامِ الأَئِمَّةِ الحُفّاظِ : شِهَابِ الدِّين أَبي الفَضْلِ أَحمدَ بنِ عليِّ بنِ محمّدِ بنِ محمّدِ بنِ عليِّ بنِ محمودِ بنِ أَحمدَ العَسْقَلانيِّ الكِنَانيِّ المِصْرِيِّ ، عُرِفَ جَدُّه بابنِ حَجرٍ ، وبابن البَزّاز ، وقَرِيبُه الإِمامُ المحدِّثُ شَعبانُ بنُ محمّدِ بنِ محمّدِ أَبو الطَّيِّبِ ، وأُمُّ الكِرَامِ أنسُ زوجةُ ابنِ حَجَر ؛ محدِّثون ، وهم بَيتُ حديثٍ وفِقْهٍ. وأَما الحافظُ أَبو الفَضْلِ فهو مَحْضُ مِنَّةٍ من الله تعالَى ، على مصرَ خاصَّة ، وعلى مَن سِواهم عامْة ، وترجمتُه أُلِّفَتْ في مُجَلَّدٍ كبيرٍ ، وبَلَغَ في هذَا الشأْنِ ما لم يَبْلُغْهُ غيرُه في عَصْره ، بل ومَن قبلَه وكان بعضٌ يُوَازِيه بالدَّارقُطْنِيِّ ، وقد انتفعتُ بكُتبه ، وكان أَوّلُ فُتُوحِي في الفنِّ على مؤلفاته ، وحَبَّبَ الله إِليَّ كلامَه وأَمالِيَه ، فجمعتُ منها شيئاً كثيراً ، فجزاه الله عنّا كلَّ خَيرٍ ، وأَسْكَنَه بُحْبُوحَ الفَرادِيسِ من غير ضَيْرٍ. ووالدُه نُورُ الدِّين عليٌّ ، مِمَّن سمُعَ من ابن سَيِّدِ الناسِ ، وكان يَحفظ الحاوِيَ الصَّغِيرَ ، وجَدُّه قُطْبُ الدِّينِ أَبو القاسِمِ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ عليٍّ ، مِمَّن أَجازَ له أَبو الفَضْلِ بنُ عَساكِرَ ، وابنُ القَوّاسِ وتوفي سنة ٧٤١. وعَمُّه فَخْرُ الدِّين عُثمانُ بنُ عليٍّ ، تَفقَّه عليه ابنُ الكُوَيْك والسِّراجُ الدَّمَنْهُوريُّ ، وتُوفِّي سنة ٧١٤ ، تَرْجَمَه العَفِيفُ المَطَرِيُّ ، ووُلِدَ الحافِظُ أَبو الفَضْل في ٢٢ شعبان سنة ٧٧٣ وتوفي في ٢٨ ذي الحجّة سنة ٨٥٢ على الصحيح.
وأَما الشِّهاب أَحمدُ بنُ عليِّ بنِ حَجَرٍ الهَيْثَمِيُّ المصريُّ ، الفقيهُ ، نَزِيلُ مكّةَ ، فإِنه إِنما لُقِّب به جَدُّه لصَمَمٍ أَصابَه مِن كِبَرِ سنِّه ، كما رأَيتُه في مُعْجَمه الذي أَلَّفَه في شيوخه.
وبنو حَجَرٍ : قبيلةٌ باليَمَن.
والمَحْجَر : بالفتح : مَحَلَّةٌ بمصرَ.
وأَبو سَعْدٍ محمّدُ بنُ عليٍّ الحَجَرِيُّ ـ محرَّكَةً ـ يُعْرَفُ بسنك انداز (٤) ، مُحدِّث مقرىءٌ.
__________________
(١) البيت في ديوانه ص ١٥٠ من قصيدة طويلة يمدح سعيد بن عبد الرحمن بن عتّاب بن أسيد. وفيه فيمَّمَ بدل توخى. وانظر تخريجه في الديوان.
(٢) ديوانه وصدره فيه :
أقوين من حججٍ ومن دهر
(٣) عن النهاية ، وبالأصل «يحجره».
(٤) في اللباب : سبنك أناز.