السَّحاب : المُنمَّر الذي تَرَى فيه كالتَّنْمير ؛ مِن كَثْرة مائِه ، وقد أَنكره الرِّياشيّ.
والحَبِير : البُرْدُ المُوَشَّى (١) المُخطّطُ ، يقال : بُرْد حَبير ، على الوصف والإِضافة. وفي حديث أَبي ذَرٍّ : «الحمدُ لله الذي أَطْعَمَنا الخمِير ، وأَلْبَسَنا الحَبير». وفي آخَرَ : «أَن النبيَّ صلىاللهعليهوسلم لمّا خطَبَ خَديجةَ رضيَ الله عنها ، وأَجابته ، استأْذنتْ أَباها في أَن تَتزوّجه ، وهو ثَمِلٌ فأَذن لها في ذلك ، وقال : هو الفَحْلُ لا يُقْرَعُ أَنفُه ، فنحَرتْ بَعِيراً ، وخَلَّقتْ أَباها بالعَبِير ، وكَسَتْه بُرْداً أَحمرَ ، فلمّا صَحَا من سُكْرِه قال : ما هذا الحَبِيرُ ، وهذا العَبِير وهذا العَقيرُ؟ (٢)».
والحَبِيرُ : الثَّوْبُ الجَدِيدُ النّاعِمُ ، وقد تقدّم أَيضاً في قوله ؛ فهو تَكرار. ج حُبْرٌ ، بضمٍّ فسكونٍ.
والحبِيرُ : أَبو بَطْنٍ ، وهم بَنُو عَمْرِو بنِ مالكِ بنِ عبدِ الله بنِ تَيْمِ بنِ أُسَامَة بنِ مالكِ بنِ بكرِ بنِ حُبَيِّبٍ ؛ وإِنما قيل لهم ذلك لأَن حَبَرَه بُرْدَانِ ، كان يُجَدِّدُ في كلّ سَنة بُرْدَيْنِ ، قاله السمْعانِيّ (٣).
والحَبِيرُ : لَقبُ شاعرِ ، هو الحَبِيرُ بنُ بَجْعَرةَ الحَبَطِيُّ ؛ لتحْسِينه شِعْره وتَحْبِيرِه.
وقولُ الجوهريِّ : الحَبِيرُ : لُغَامُ البَعِيرِ ، وتَبِعَه غيرُ واحدٍ من الأَئِمَّةِ ، غَلَطٌ ، والصّوابُ الخَبِيرُ ، بالخاءِ المُعْجَمَةِ ، غَلّطَه ابنُ بَرِّيٍّ في الحواشي والقَزّاز في الجامع ، وتَبِعَهما المصنِّف. وقال ابن سِيدَه : والخاءُ أَعْلَى. وقال الأَزهريُّ عن الليْث : الحَبِيرُ مِن زَبَدِ اللُّغَام ، إِذا صار على رأْس البَعِير ، ثمّ قال الأَزهريُّ : صحّفَ الليْث هذا الحَرْفَ ، قال : وصوابُهُ بالخَاءِ ، لزَبَدِ أَفواهِ الإِبلِ ، وقال : هكذا قال أَبو عُبَيْدٍ والرِّيَاشِيُّ.
ومطَرِّفُ بنُ أَبي الحُبَيْرِ ، كزُبَيْرٍ نَقلَه الصّاغانيُّ ، ويَحْيى بنُ المُظَفَّرِ بنِ عليِّ بنِ نُعَيْم السَّلاميُّ ، المعروف با بنِ الحُبَيْرِ ، متأَخِّر ، مات سنةَ ٦٣٩ ، محدِّثانِ.
قلْتُ : وأَخوه وأَبو الحَسَن عليُّ بن المظفَّر بنِ الحُبَيْرِ السّلاميُّ التاجرُ ، عن أَبي البَطِّيِّ ، توفِّي سنة ٦٢٦ ، ذَكَرَه المُنْذِريُّ.
والحُبْرَة ، بالضمّ : عُقْدَةٌ مِن الشَّجَر ، وهي كالسِّلْعَةِ تَخرجُ فيه تُقْطَعُ قطعاً ، ويُخْرَطُ منها الآنِيَةُ ، مُوَشّاةً كأَحْسَنِ الخَلَنْجِ ، أَنشدَ أَبو حنيفةَ.
والبَلْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ
والحَبْرَةُ ، بالفتح : السَّمَاعُ في الجَنَّة ، وبه فَسَّرَ الزَّجّاجُ الآيةَ (٤) ، وقال أَيضاً : الحَبْرَةُ في اللغة : كُلُّ نَغْمَةٍ حَسَنَةٍ مُحَسَّنَة.
والحَبْرَةُ : المبالغةُ فيما وُصِفَ بجَمِيلٍ.
ومعنَى يُحْبَرُونَ ، أَي يُكْرَمُون إِكراماً يُبَالَغُ فيه.
والحُبَارَى ، بالضمّ : طائرٌ طَوِيلُ العُنُقِ ، رَمَادِيُّ اللَّوْنِ ، على شَكْل الإِوَزَّةِ ، في مِنْقارِه طُولٌ ، ومن شَأْنِهَا أَن تُصَادَ ولا تَصِيدَ. يقالُ للذَّكَرِ والأُنثَى والواحِدِ والجَمْعِ ، وأَلفُه للتأْنِيث ، وغَلِطَ الجَوْهَرِيُّ ، ونَصُّه في كتابه : وأَلِفُه ليستْ للتأْنيث ولا للإِلْحاقِ ، وإِنما بُنِيَ الاسمُ لها فصارتْ كأَنها مِن نفس الكلمةِ ، ولا تَنْصَرفُ في معرفةٍ ولا نَكِرَةٍ ، أَي لا تُنَوَّنُ ، انتَهَى. وهذا غريبٌ ، إِذْ لو لم تكُنِ الأَلفُ له ـ أَي للتأْنيث ـ لانْصَرَفَتْ (٥) ، وقد قال إِنها لا تَنصرفُ. قال شيخُنَا : ودَعْوَاه أَنها صارتْ مِن الكلمة ، مِن غَرائبِ التَّعبيرِ ، والجوابُ عنه عَسِيرٌ ، فلا يحتاجُ إِلى تَعَسُّفٍ.
كَفَى المَرْءَ نُبْلاً أَن تُعَدَّ مَعَايِبُهْ
ج حُبَارَيَاتٌ ، وأَنشدَ بعضُ البَغْدَادِيِّين في صِفة صَقْر :
حَتْف الحُبَارَياتِ والكَراوِين
قال سِيبَوَيْه : ولم يُكَسَّر على حَبَارِيّ ولا عَلى حَبَائِرَ ، ليُفَرِّقُوا بينها وبين فَعْلَاءَ وفَعَالَةٍ وأَخَواتها.
__________________
(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى «المَوْشِيّ».
(٢) أراد بالحبير البرد ، وبالعبير الخلوق الذي خلّقته ، وبالعقير البعير المنحور ، وكان عُقر ساقه.
(٣) انظر المؤتلف والمختلف للآمدي ص ٨١.
(٤) يريد قوله تعالى من سورة الروم الآية ١٥ ، وقد مرت أثناء المادة (فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) ، والعبارة في التهذيب ونسبها إلى بعض المفسرين ، وأَما قول الزجاج في تفسير الآية ، فيه ، فهو التالي ، أي يكرمون إكراماً يبالغ فيه.
(٥) ومثله في حياة الحيوان للدميري قال بعد أن ساق عبارة الجوهري : وهذا سهو منه بل ألفها للتأنيث كسمانى ، ولو لم تكن له لانصرفت. ونبه إلى روايتي القاموس والدميري بهامش اللسان.