وجِيرانُ أَيضاً : جزيرة بَحريَّة بين البَصْرَةِ وسِيرافَ ، قَدْرُهَا نصفُ مِيلٍ في مثلِه ، فارِسيَّة مُعَرَّبَة.
وجَيْرُونُ ، بالفتح ، ذِكْرُ الفَتْحِ مُسْتَدرك : دِمَشْقُ نفسُهَا أَو بابُها الذي بقُرْبِ الجامعِ الكبيرِ الأُمَوِيِّ ، عن الإِمام المُطَرِّزِيِّ ، أَو أَنّ بابَ جَيْرُونَ منسوبٌ إِلى المَلِكِ جَيْرُونَ ؛ لأَنه كان حِصْناً له ، وبابُ الحِصْنِ باقٍ إِلى الآن هائِلٌ.
والصَّحِيحُ أَن الذي بَناه اسمهُ جَيْرُونُ ، وهو مِن الشَّياطِين ، لسَيِّدنا سُليمانَ عليهالسلام ، فسُمِّيَ به. قال السَّمْعانِيُّ : وهذا الموضعُ مِنْ مُتَنَزَّهَات دمشقَ ، حتى قال أَبو بكرٍ الصَّنَوْبَرِيّ :
أَمُرُّ بدَيْرِ مُرّانٍ فأَحْيَا |
|
وأَجْعَلُ بيتَ لَهْوِي بَيْتَ لَهْيَا |
ولي في باب جَيْرُونٍ ظِباءٌ |
|
أُعاطِيها الهَوَى ظَبْياً فظَبْيَا |
ثم قال : ومِن هذه المَحَلَّةِ شيخُنَا أَبو محمّدٍ هِبَةُ اللهِ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ الله بنِ عليِّ بنِ طاووس ، المقرىء الجَيْرُونِيُّ ، إِمامُ جامعِ دمشقَ ، كان يسكنُ بابَ جَيْرُونَ ، ثِقَةٌ صَدُوقٌ ، مُكْثِرٌ ، له رحلةٌ إِلى العراق وأَصْبَهَانَ ، توفِّي سنة ٥٣٦.
والجَيّار : الشِّدَّةُ ، وبه فَسَّرَ ثعلبٌ قولَ المُنْتَخِّلِ الهُذَليِّ السابقَ.
ومُجَيرةُ ، بضمٍّ ففتحِ (١) : هضبةٌ قِبَلَ شَمَامِ ، في ديار باهِلَةَ.
والمُجِيريّة : قريةٌ بمصرَ.
فصل الحاءِ
المهملة مع الراءِ
[حبر] : الحِبْرُ ، بالكسر : النِّقْسُ وَزْناً ومعنًى. قال شيخُنا : وهذا من باب تفسيرِ المشهورِ بما ليس بمشهورٍ ؛ فإِن الحبْرَ معروفٌ أَنه المِدَادُ الذي يُكْتَبُ به ، وأما النِّقْسُ ، فلا يعرفُه إِلّا مَن مارَسَ اللغةَ وعَرَفَ المُطَّرِدَ منها ، وتَوَسَّع في المُتَرادِفِ ، فلو فَسَّرَه كالجَمَاهِير بالمِداد لكان أَوْلَى. واخْتُلِفَ في وَجْه تَسْمِيَتِه ، فقيل : لأَنه ممّا تُحَبَّرُ به الكتبُ ، أَي تُحَسَّنُ ، قالَه محمّدُ بنُ زَيْد. وقيل : لتَحْسِينه الخَطَّ وتَبْيينِه إِيّاه ، نَقَلَه الهَرَوِيُّ عن بعضٍ. وقيل : لتأْثيرِه في الموضعِ الذي يكونُ فيه ، قالَه الأَصمعيُّ. ومَوْضِعُه المَحْبَرَةَ ، بالفتح لا بالكسر ، وغَلِطَ الجوهريُّ (٢) ؛ لأَنَّه لا يُعرَفُ في المكانِ الكسر ـ وهي الآنِيَةُ التي يُجْعَلُ فيها الحِبْرُ ، مِن خَزَفٍ كان أَو مِن قَوارِيرِ. والصحيحُ أَنّهما لغتان أَجودُهما الفتح ، ومَن كسر المِيم قال إِنها آلَةٌ ، ومثلُه مَزْرَعَةٌ ومِزْرَعَةٌ ، وحَكاها ابنُ مالكٍ وأَبو حَيّانَ. وحُكِيَ مَحْبُرَةٌ ، بالضَّمِّ ، كمَقْبُرَةٍ ومَأْدُبَةٍ. وجمْعُ الكلِّ مَحابِرُ ، كمَزَارِعَ ومَقَابِرَ (٣). وقال الصَّاغانيُّ : قال الجوهريُّ الْمِحْبَرَةُ ، بكسر الميم ، وإِنما أَخَذَها من كتاب الفارابيِّ ، والصَّوابُ بفتح الميمِ وضمِّ الباءِ (٤) ثم ذَكَرَ لها ثلاثِينَ (٥) نَظَائِرَ ممّا وَردتْ بالوَجْهَيْن : المَيْسرَةُ ، والمَفْخرَةُ ، والمَزْرعَةُ ، والمَحْرمَةُ ، والمَأْدبَةُ ، والمَعْركَةُ ، والمَشْرقَةُ ، والمَقْدرَةُ ، والمَأْكلَةُ ، والمَأْلكَةُ ، والمَشْهدَةُ ، والمَبْطخَةُ ، والمَثْقأَةُ ، والمَقْنأَةُ والمَقْمأَةُ ، والمَزْبلَةُ ، والمَأْثرةُ ، والمَخْرأَةُ ، والمَمْلكَةُ ، والمَأْربَةُ ، والمَسْربَةُ ، والمَشْربةُ ، والمَقْبرَةُ ، والمَخْبرَةُ ، والمَقْربَةُ ، والمَصْنعَةُ ، والمَخْبزَةُ ، والمَمْدرَةُ ، والمَدْبغَةُ (٦).
وقد تُشَدَّدُ الرّاءُ في شعرٍ ضرورةً.
وبائِعُه الحِبْرِيُّ لا الحَبّار ، قاله الصّاغانيُّ ، وقد حكاه بعضُهُم. قال آخَرُون : القِياسُ فيه كافٍ. وقد صَرَّحَ كثيرٌ من الصَّرْفِيِّين بأَن فَعّالا كما يكونُ للمبالغة يكونُ للنَّسَب ، والدَّلالة على الحِرَفِ والصَّنائِعِ ، كالنَّجّار والبَزّاز ، قاله شيخُنَا.
__________________
(١) قيدها في معجم البلدان : بضم أوله وكسر ثانيه ... ويجمع بما حوله فيقال مجيرات ، ويضاف إليها الضباع فيقال : ضباع مجيرات.
(٢) بهامش القاموس : «قوله وغلط الجوهري ، لا غلط بل الصحيح أنها لغة نبه عليها المصباح والشارح. اه مصححه.
(٣) في المصباح : والمَحْبَرة معروفة وفيها لغات أجودها فتح الميم والباء ، والثانية بضم الباء مثل المأدُبة والمأدَبة والمقبُرة والمقبَرة ، والثالثة كسر الميم لأنها آلة مع فتح الباء.
(٤) في التكملة : والمحبرة بفتح الميم والباء ، والمحبرة بفتح الميم وضم الباء ؛ موضع الحبر ، ومثلها في الكلام ... وقال الجوهري فيها بكسر الميم ... والصواب «ما ذكرُت».
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله ثلاثين الذي ذكره هنا تسعة وعشرون».
(٦) عن التكملة ، وبالأصل «المدنبة» وما ورد هنا. تسعة وعشرون لفظاً ، واللفظ الثلاثون ـ عن التكملة : والمَقْنَأَةُ».