وقد أَجْهَرْتُه أَنا إِجهاراً ، أَي شَهَّرتُه ، فهو مَجْهُورٌ به : مَشْهُورٌ.
وفي حديث خَيْبَرَ : «وَجَدَ الناسُ بها بَصَلاً وثُوماً فَجَهَرُوه» ؛ أَي اسْتَخْرَجُوه وأَكَلُوه.
والمَجْهُورُ : الماءُ الذي كان سُدْماً فاسْتُقِيَ (١) منه حتى طابَ.
وَحَفَرُوا بِئْراً فأَجْهَرُوا : لم يُصِيبُوا خَيْراً.
وكَبْشٌ أَجْهَرُ ، ونَعْجَةٌ جَهْرَاءُ ، وهي التي لا تُبْصِرُ في الشَّمْس. قال أَبو العِيَالِ الهُذَلِيُّ يَصفُ مَنِيحَةً مَنَحَه إِيّاهَا بَدْرُ بنُ عَمّارٍ الهُذَلِيُّ :
جَهْرَاءُ لا تَأْلُوا إِذا هي أَظْهَرَتْ |
|
بَصَراً ولا مِن عَيْلَةٍ تُغْنِينِي |
هذا نَصُّ ابنِ سيدَه ، وأَوْرَدَه الأَزهريُّ عن الأَصمعيِّ ، وما عَزَاه لأَحدٍ ، وقال : قال يَصِفُ فَرَساً ؛ يَعْنِي الجَهْرَاءَ.
وقال أَبو منصور : أُرَى هذا البيت لبعضِ الهُذَلِيِّين يصفُ نَعْجَةً (٢). قال ابن سِيدَه : وعَمّ به بعضُهم.
والجُهْرَةُ : الحَوَلَةُ ، أَنشدَ ثعلبٌ للطِّرِمّاح :
على جُهْرَةٍ في العَيْنِ وهو خَدُوجُ (٣)
والمُتجاهِرُ : الذي يُرِيكَ أَنه أَجْهَرُ ، وأَنشدَ ثعلبٌ :
كالنّاظِرِ المُتجاهِرِ
والمُجَاهَرَةُ بالعَدَاوةِ : المُبَادَأَةُ بها.
وأَجهرَ بقراءَته : جَهَرَ بها.
وجَهْوَرَ الحديثَ بعد ما هَيْنَمَه ، أَي أَظْهَرَه بعد ما أَسَرَّه.
وفلانٌ مُشْتَهِرُ مُجْتَهِرٌ.
وهو عَفِيفُ السَّرِيرَةِ والجُهِيرَةِ.
وقد سَمَّوْا أَجْهَرَ ، وجَهْرَانَ ، وجَهِيراً ، وجَهْوَراً. وفَخْرُ الدَّولةِ أَبو نَصْرٍ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ جَهِير ـ كأَمِير ـ وبَنُوه وزراءُ الدولةِ العباسيَّة.
وأَبو سعيدٍ طغتدى (٤) بن خطلج الجَهِيرِيُّ ، نُسِبَ إِليهم بالوَلاءِ ، حَدَّثَ ، رَوَى عنه السَّمْعَانيُّ ببغدادَ.
وأَبو حَفْصٍ جَهِيرُ بنُ يَزِيدَ العَبْدِيُّ ، بَصْرِيٌّ ، رَوَى عن ابن سِيرِينَ. وجَهْوَرُ بنُ سُفْيَانَ بنِ الحارثِ الأَزْدِيُّ أَبو الحارثِ الجُرْمُوزِيُّ ، بَصْرِيٌّ ، عن أَبيه ، تابِعِيّانِ.
وأُجْهُورُ ، بالضمّ : قَرْيَتَانِ بمصرَ ، يُنْسَبُ إِليهما الوَرْدُ الأَحْمَرُ ، ومن إِحداهما خاتِمَةُ المُحدِّثين : النُّورُ عليُّ بنُ محمّدِ بنِ الزَّيْنِ المالِكِيُّ ، وقد رَوَى لنا عنه شُيوخُ مشايِخِ مَشَايِخِنَا. وفي قوانِين الدِّيوان لابن الجيعَان. جُجْهور بالجِيمَيْن ، والمشهور الأَولُ.
وممّن نُسبَ إِلى بَيْع الجَوْهَر أَبو محمّدٍ الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ محمّدِ بنِ عليّ بنِ الحَسَنِ الشِّيرازِيُّ البَغْدَادِيُّ ، الحافِظُ المكْثرِ ، رَوَى عنه أَبو بكْرٍ الخَطِيب ، وأَبو بكْرٍ الأَنصاريُّ (٥) ، ومنهم : شيخُنَا المُفِيد المعَمَّر أَبو العَبّاسِ أَحمد بنُ الحَسَنِ [بن] محمّد بن عبد الكريم الجَوْهَرِيُّ الخالِدِيُّ ، حضَرتُ في دروسِه وأَجَازَنِي ، وُلِدَ سنة ١٠٩٦ ، وتُوفِّيَ سنة ١١٨٢.
[جير] : جَيْرِ : بكسر الراءِ كأَمْسِ ، على أَصْل التقاءِ الساكِنَيْنِ ، وهو الأَشهر فيه ، وقال سِيبَوَيْه : حَرَّكوه لالتقاءِ الساكِنَيْن وإِلّا فحُكمُه السُّكون ؛ لأَنَّه كالصّوْتِ ، وقد يُنَوَّن ، نَقَلَه الصَّاغانِيُّ وقال إِنه لغَة في جَيْرِ ، بكسرِ الرّاءِ ، ومَنَعَه ابن هِشَامٍ وغيرُه ، ويقال فيه أَيضاً : جَيْرَ كأَيْنَ ، مبنيًّا على الفتح ، نقَلَه الصَّاغانيُّ أَيضاً : يَمِين ، أَي حَقًّا. وقال ابن الأَنبارِيِّ : جَيْرِ يُوضَع مَوضعَ اليَمِين. وفي الصّحاح : وقولهم : جَيْرِ لا آتِيكَ : يَمِينٌ للعربِ ، ومعناها حَقًّا ، قال الشاعر :
وقُلْنَ على الفِرْدَوْسِ أَوَّلَ مَشْرَبٍ |
|
أَجَلْ جَيْرِ أَن كانت أُبيِحَتْ دَعَاثِرُه (٦) |
__________________
(١) اللسان : فاستسقى.
(٢) في التهذيب : أراد بالجهراء عنزاً أو نعجة.
(٣) بهامش المطبوعة الكويتية قال محققه : «ولم أجد في الديوان شعراً من قافية الجيم ، وقد ورد في قصيدة عينية هكذا :
كذي الظنّ لا ينفكّ عوضاً كأنه |
|
أَخو حُجرة بالعين وهو خَدوعُ |
(٤) وردت في اللباب : طغندي بالنون.
(٥) هو أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري كما في اللباب.
(٦) البيت لمفرس بن ربعي ، وهو في الخزانة ٤ / ٢٣٥ وورد في شرح شواهد المغني للسيوطي وذكر أن جير في البيت توكيد لأجل.