والجَذْرُ : أَصْلُ الحِسَابِ والنَّسَب ، ويُكْسَرُ فيهنّ ، أَو في أَصْل الحِسَاب بالكسر فقط ، فالفَتْحُ عن الأَصمعيِّ ، والكسرُ عن أَبي عَمْرٍو في الكلِّ. وقال ابن جَبَلَةَ : سأَلتُ ابنَ الأَعْرَابِيِّ عنه ، فقال : هو جَذْرٌ ، قال : ولا أَقول : جِذْر.
وفي الأَساس : يقال : ما جَذْرُ هذا العَددِ وما جُدَاؤُه (١) أَي أَصلُه ومَبْلَغُه. إِذا ضَرَبَ ثلاثةً في ثلاثة ؛ فالجَذْرُ الثلاثةُ ، والجُداءُ (٢) التِّسْعَةُ.
وفي اللِّسان : والحِسَابُ الذي يُقال له عَشَرَةٌ في عَشَرة ، وكذا في كذا ، تقول : ما جَذْرُه؟ أَي ما يبلغُ تَمامُه؟ فتقول : عشرةٌ في عشرة مائةٌ ، وخمسةٌ في خمسة خمسةٌ وعشرون ؛ أَي فجَذْرُ مائة عشرةٌ ، وجَذْرُ خمسة وعشرين خمسةٌ ، وعشرةٌ في حساب الضَّرْب جَذْرُ مائة.
والجَذْرُ : الاسْتِئْصَالُ ، يقال : جَذَرتُ الشيءَ جَذْراً ، استأْصلتُه ، كالإِجْذَار ، عن أَبي زَيْد.
والجَذْرُ : مَغْرِزُ العُنُقِ ، عن الهَجَريّ ، وأَنشدَ :
تَمُجُّ ذَفاريهنَّ ماءً كأَنَّه |
|
عَصِيمٌ على جَذْرِ السَّوالِف مُغْفُرُ (٣) |
ج جُذُورٌ بالضمّ.
والجُؤْذُرُ ، بضمّ الجيم والذال مهموزاً ، وتُفْتَحُ الذّالُ أَيضاً ، والجيذَرُ ، بكسر الجيم وسكون التحتيَّة ، وفي بعض النُّسَخ بفتح الجيمِ ، والجُوذَرُ ، بالواو من غير هَمْز كفُوفَل ، والجَوْذَرُ ، مثلُ كَوْكَب ، والجَوْذِرُ ، بفتحِ الجيم وكسرِ الذّالِ ، فهي سِتُّ لغات ، ذَكَر الجوهَرِيُّ منها لُغَتَيْن (٤) ، وزاد الصَّاغانيُّ اثنتَيْن ، وهما كفُوفَل وكَوْكَبٍ ، وهي ولَدُ البَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ ، كذا في الصّحاح ، والجمعُ جآذِرُ.
وبَقَرَةٌ مُجْذِرٌ ، كمُحْسِنٍ : ذات جُوذَرٍ. قال ابن سِيدَه : ولذلك حَكَمنا بزيادة همزةِ جُؤْذر ، ولأَنها تُزاد ثانية كثيراً.
وحَكَى ابنُ جِنِّي أَنّ جَوْذَراً ـ مثْل كَوْثَرٍ ـ لغةٌ في جُؤْذَر (٥) ، وهذا مما يَشهدُ له أَيضاً بالزِّيادَة ؛ لأَن الواو ثانيةً لا تكون أَصلاً في بنات الأَربعة.
والجَيْذَرُ : لغةٌ في الجَوْذَرِ ، قال ابن سِيدَه : وعندي أَن الجَيْذَرَ والجَوْذَرَ عربيّان ، والجُؤْذُر والجُؤْذَرُ (٦) فارسيّانِ.
وانْجَذَرَ الحَبْلُ والصّاحِبُ (٧) ، ومن كلِّ شيْءٍ : انْقَطَعَ قال الشاعر :
يا طَيْبَ حَالٍ قضاهُ الله دُونكمُ |
|
واسْتحْصَدَ الحَبْلُ مِنكِ اليوم فانْجَذرَا |
واجْذَأَرَّ كاقْشعَرَّ : انْتصَبَ فلم يَبْرَحْ ، وهو مُجْذِئرٌّ ، قاله ابن بُزرْج.
وعن اللَّيْث : اجْذأَرَّ : انْتصَبَ (٨) لِلسّبَابِ والمُخاصَمَةِ ، قال الطِّرِمّاح :
تَبيتُ على أَطْرَافِهَا (٩) مُجْذئِرَّةً |
|
تُكابِدُ هَمًّا مثلَ هَمِّ المُرَاهِنِ |
واجْذأَرَّ النَّبَات : نبَتَ ولم يَطلْ ، فهو مُجْذئِرٌّ.
والجَيْذَرَة : سَمَكةٌ كالزَّنْجِيِّ الأَسْوَدِ الضَّخْمِ القصِيرِ.
والمُجَذَّرُ : كمُعظَّمٍ : لقبُ عبد الله بنِ زِيَادٍ (١٠) ككِتابٍ البَلَوِيّ قتلَ سُوَيْدَ بن الصّامِتِ في الجاهليّة ، فهاج قتلُه وَقعةَ بُعاث ، ثم استُشْهِدَ يومَ أُحُد ، قتله الحارثُ بنُ سُوَيْدِ بنِ الصامتِ بأَبِيه (١١) ، وارتدَّ ولَحِقَ بمكّة ، ثم أَتَى مُسْلِماً بعد الفَتْح ، فقتلَه النبيُّ صَلَى الله عليه وسلّم بالمُجَذَّر ، بأَمْرِ جبريل عليهالسلام ، فيما ورَدَ ، وَعَلْقمَةُ بنُ المُجَذَّرِ ، واسمُه الأَعْوَرُ بنُ جَعْدَة الكِنانِيُّ المُدْلجيّ ، استعمله النبيُّ صلىاللهعليهوسلم على سَرِيَّة ، صَحَابِيّانِ.
__________________
(١) بالأصل «جزاؤه» وما أثبت عن الأساس واللسان ونبه بهامش المطبوعة المصرية إلى عبارة اللسان.
(٢) بالأصل «والجزاء» وما أثبت عن الأساس.
(٣) عن اللسان وبالأصل «معفر» ونبه بهامش المطبوعة المصرية إلى روايته باللسان.
(٤) ورد في الصحاح : الجيذر والجؤذر.
(٥) اللسان : جُوذَرٍ.
(٦) عن اللسان وبالأصل «الجوذر».
(٧) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : ومن كل شيء. عبارة اللسان : والرفقة من كل شيء» وفي التهذيب : الجذر : الانقطاع من الحبل والصاحب والرفقة من كل شيء.
(٨) في التكملة : المجذئر : القاعد المنتصّ للسباب ، وما أثبت يوافق عبارة اللسان في مادة (جذأر).
(٩) عن اللسان وبالأصل «أطوافها».
(١٠) كذا بالأصل والقاموس ، وعلى هامشه عن نسخة أخرى : ذياد بالذال.
وفي أسد الغابة «زياد» وفيه في حرف الميم : المجذر بن زياد.
(١١) قتله غيلة من خلفه ، كما في أسد الغابة.