رجال ، وثَوْرَةٌ من مال ؛ للكَثير. ويقال : ثَرْوَةٌ من رجال ، وثرْوَةٌ من مال ، بهذا المعنى. وقال ابنُ الأَعرابيِّ : ثورَةٌ من رجال ، وثَرْوَةٌ ؛ يعْني : عَدَدٌ كثيرٌ (١) ، وثَرْوَةٌ من مالٍ لا غير.
والثَّوّارَةُ : الخَوْرَانُ ، عن الصَّاغانيّ.
وفي الحديث : «فرأَيتُ الماءُ يَثُور[مِن] (٢) بين أَصَابعه» أَي يَنْبُع بقوَّة وشدَّة.
والثَّائرُ من المَجَاز : ثارَ ثائرُه وفارَ فائرُه ؛ يُقَال ذلك إِذا هاجَ الغَضَبُ.
وثَوْرُ الغَضَب : حِدَّتُه.
والثائرُ أَيضاً : الغَضْبانُ.
والثِّيرُ ، بالكسر : غِطَاءُ العَيْن ، نقلَه الصَّاغَانيُّ.
وفي الحديث : «أَنه كَتَبَ لأَهل جُرَشَ بالحِمَى الذي حَماه لهم للفَرَس ، والرّاحلَة ، والمُثِيرَة» وهو بالكَسْر ، وأَراد بالمُثيرَة : البَقَرَة تُثيرُ الأَرضَ.
ويقال : هذه ثِيَرَةٌ مُثيرَةٌ ، أَي تُثِيرُ الأَرضَ ، وقال الله تعالَى في صفة بَقَرَةِ بني إِسرائيلَ : (تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ) (٣).
وأَثارَ الأَرضَ : قَلَبَها على الحَبِّ بعد ما فُتِحَتْ مَرَّةً ، وحُكِيَ : أَثْوَرَهَا ؛ على التَّصْحِيح ، وقالَ الله عَزَّ وجَلّ : (وَأَثارُوا الْأَرْضَ) (٤) أَي حَرَثُوها وزَرَعُوها ، واستَخرجُوا [منها] (٥) بَرَكاتِهَا ، وأَنْزالَ زَرْعِهَا.
وثاوَرَه مُثاوَرَةً وثِوَاراً ، بالكسر ، عن اللِّحْيانيّ : وَاثَبَه وساوَرَه.
وثَوَّرَ الأَمْرَ تَثْوِيراً : بَحَثَه.
وثَوَّرَ القُرآنَ : بَحَثَ عن معانِيه وعن علْمه. وفي حديثٍ آخَرَ (٦) : «مَن أَرادَ العِلْمَ فلْيُثَوِّر القُرآنَ» ، قال شَمرٌ : تَثْوِيرُ القرْآن : قِراءَتُه ، ومُفَاتَشَةُ العُلَمَاءِ به في تفسيرِه ومعانيه.
وقيل : ليُنَقِّرْ عنه ويُفَكِّرْ في معانيه وتفسيرِه ، وقراءَته.
وثُوَيرُ بنُ أَبي فاختَةَ سعيدُ بنُ عِلاقَةَ أَخُو بُرْدٍ ، وأَبوهما مَوْلَى أُمِّ هانىءٍ بنت أَبي طالب ، عِدَادُه في أَهل الكوفة : تابعيٌّ. الصّوابُ أَنه من أَتباع التّابعين ؛ لأنه يَرْوِي مع أَخيه عن أَبيهما عن عليِّ بن أَبي طالب ، كذا في كتاب الثِّقَات لابن حِبّانَ.
والثُّوَيْرُ : ماءٌ بالجزيرة من مَنَازل تَغْلبَ بن وائلٍ ، وله يَومٌ معروفٌ ، قُتِلَ فيه المُطَرَّحُ وجماعةٌ من النَّجْديَّة ، وفِيه يقولُ حَمّاد بنُ سَلَمَةَ الشاعر :
إِنْ تَقْتُلُونا بالقَطِيف فإِنَّنا |
|
قَتَلْنَاكُمُ يَومَ الثُّوَيْر وصَحْصَحَا |
كذا في أَنْسَابِ البلاذُريّ.
والثُّوَيْرُ : أَبْرَقٌ (٧) لجعفر ابن كلابٍ ، قُرْبَ سُوَاجَ ، من جبال ضَرِيَّةَ.
* وممّا يُستدرَكَ عليه :
يقال : انْتَظرْ حتى تَسْكُنَ هذه الثَّورةُ ، وهي الهَيْجُ.
وقال الأَصمعيُّ : رأَيتُ فلاناً ثائرَ الرَّأْس ، إِذا رأَيتَه قد اشْعَانَّ شَعْرُه ، أَي انتشرَ وتَفرَّقَ. وفي الحديث : «جاءَه رجلٌ من أَهل نَجْدٍ ثائرَ الرَّأْس ، يسأَلُه عن الإِيمان» ؛ أَي مُنْتَشرَ شَعر الرأْس قائمَه ، فحذَفَ المُضاف. وفي آخَرَ : «يَقُومُ إِلى أَخيه ثائراً فَريصَتُه» ؛ أَي : مُنْتَفخَ الفَريصَة قائمهَا غَضَباً ، وهو مَجازٌ وأَراد بالفَريصَة هنا عَصَبَ الرَّقَبة وعُرُوقها ؛ لأنها هي التي تثُور عند الغَضَب.
ومِن المَجَاز : ثارتْ نَفْسُه : جَشَأَتْ ، قال أَبو منصور : جَشَأَتْ ، أَي ارتفعتْ ، وجاشتْ أَي فارَتْ.
ويقال : مَرَرتُ بأَرَانبَ فأَثَرْتُهَا.
ويُقَال : كيف الدَّبَى؟ فيقال : ثائرٌ وناقرٌ (٨) ، فالثّائرُ ساعةَ ما يَخرج من التُّرَاب ، والناقرُ حينَ يَنقُر من الأَرض ، أَي يَثِبُ.
__________________
(١) كذا بالأصل ، وهو خطأ ، والصواب ما في التهذيب عدداً كثيراً.
(٢) زيادة عن النهاية ، ونبه إلى هذا السقط بهامش المطبوعة المصرية.
(٣) سورة البقرة الآية ٧١.
(٤) سورة الروم الآية ٩.
(٥) زيادة عن التهذيب.
(٦) قوله «آخر» كذا بالأصل ، ويفهم من العبارة أنه سبق بحديثٍ ، انظر اللسان.
(٧) في معجم البلدان : أبيرق أبيض لبني أَبي بكر بن كلاب.
(٨) الأصل والتهذيب واللسان ، وفي الأساس : «نافر».