والبَظْرَةُ : حَلْقَةُ الخاتِمِ (١) بلا كُرْسِيٍّ ، وتصغيرُها بُظَيْرَةٌ أَيضاً وفي الأَساس : ورُدَّ خاتَمَكَ إِلى بَظْرِه ، وهو مَحَلُّه مِن خِنْصَرِه.
والبُظْرَةُ بالضَّمِّ : الهَنَةُ ، وهي الدّائِرةُ التي تحتَ الأَنْفِ ، الناتِئَةُ في وَسَط الشَّفَةِ العُلْيَا ، وتصغيرُهَا بُظَيْرَةٌ ، ورجلٌ أَبْظَرُ ، وهو النّاتِئُ الشَّفَةِ العُلْيَا مع طُولِهَا ، ونُتُوٍّ في وَسَطِهَا مُحاذٍ للأَنْف ، كالبُظَارةِ بالضَّمِّ أَيضاً.
ورُوِيَ عن عليٍّ كَرَّم اللهُ وَجهَه أَنَّه أُتِيَ في فَرِيضَةٍ وعندَه شُرَيْحٌ فقال له عليٌّ : «ما تقولُ فيها أَيُّهَا العَبْدُ الأَبْظَرُ؟». وقد بَظِرَ الرَّجلُ بَظَراً ، قال أَبو عُبَيْدَةَ : وإِنّمَا نرَاه قال لُشَرْيحٍ : «العَبْدُ الأَبْظَرُ» ؛ لأَنَّه وَقَعَ عليه سَبْيٌ في الجاهِلِيَّة.
والبِظْرِيرُ ، بالكسر : المرأَةُ الصَّخّابةُ الطَّوِيلةُ اللِّسَانِ ، قاله أَبو خَيْرةَ ، وضَبَطَه بالظّاءِ المُعْجَمَةِ ، قال : شُبِّه لسانُها بالبَظْر ، وقال اللَّيْث : قولُ أَبِي الدُّقَيْشِ : أَحَبُّ إِلينا ، أَي بالطَّاءِ المُهْمَلَة (٢) ، أَي أَنّها بَطِرَتْ وأَشِرَتْ ، وقد تَقَدَّمَت الإِشارةُ إِليه.
ويقال ـ ذَهَبَ دَمُه بِظْراً ـ بالكسر ، أَي هَدَراً ، والطّاءُ فيه لغةٌ ، وقد تَقَدَّمَ.
ويا بَيْظَرُ : شَتْمٌ للأَمَةِ ، عن الفَرّاءِ.
وبُظَارةُ الشّاةِ ، بالضَّمِّ : هَنَةٌ في طَرفِ حَيَائِها قال ابن سِيدَه : وجميعُ المَواشِي مِن أَسْفَلِه ، وقال اللِّحْيَانيّ : هي النّاتِيُّ في أَسفلِ حَيَاءِ الشّاةِ.
والمُبَظِّرَةُ كمُحَدِّثَةٍ : الخافِضَةُ.
ويقال : بَظَّرَتْها تَبْظِيراً : خَفَضَتْهَا.
وفي اللِّسَان : والمُبَظِّرُ : الخَتَّانُ ؛ كأَنَّه على السَّلْب.
ومن أَمثالهم : «هو يُمِصُّه (٣) ويُبَظِّرُهُ» أَي قال له : امْصُصْ بَظْرَ فُلانَةَ. وفي الأَساس : [وأمصَّه الله بَظْرَ أمِّه] (٤).
وبَظْرَمَه : قال له ذلك.
ويقول الحَجّامُ للرَّجلِ : تَبَظْرَمْ ، فيرفعُ بطَرَفِ لسانِه شَفَتَه العُلْيَا ؛ [حتى يَحِفَّ] (٥) شارِبَه.
[بعر] : البَعْرُ ، ويُحَرَّكُ : رَجِيعُ الخُفِّ والظِّلْفِ من الإِبِل والشّاءِ ، وَبَقَرِ الوَحْشِ ، والظِّبَاءِ ، إِلّا البقَر الأَهْلِيَّة ؛ فإِنها تَخْثِي وهو خَثْيُهَا ، والأَرْنَبُ تَبْعَرُ أَيضاً ، وقد بَعَرَتِ الشّاةُ والبَعِيرُ يَبْعَرُ بَعْراً ، واحِدَتُه البَعْرَةُ بهاءٍ. ج أَبْعَارٌ. والفِعْلُ بَعَرَ كمَنَعَ.
والمَبْعَرُ والمِبْعَرُ كمَقْعَدٍ ومِنْبَرٍ : مكانُه ، أَي البَعر ، من كلِّ ذِي أَرْبَعٍ ، والجَمْعُ مَبَاعِرُ.
والبَعِيرُ كأَمِيرٍ ، وقد تُكْسَرُ الباءُ ، وهي لغةُ بني تَمِيم ، والفتحُ أَفصحُ اللُّغَتَيْن : الجَمَلُ البازِلُ ، أَو الجَذَعُ ، وقد يكونُ للأُنْثَى ، حُكِيَ عن بعض العَرَب : شَرِبْتُ مِن لَبَنِ بَعِيرِي ، وصَرَعَتْنِي بَعِيرِي ، أَي نَاقَتِي ، وأَنشدَ في الأَساس :
لا تَشْتَرِي لَبَنَ البَعِيرِ وعندَنَا |
|
لَبَنُ الزُّجاجَةِ وَاكِفُ التَّهْتَانِ |
ويقولون : كِلَا هذَيْن البَعِيرَيْن ناقَةٌ ، وفي الصّحاح : والبَعِيرُ من الإِبل بمَنْزِلَةِ الإِنْسَانِ مِنَ النّاس ، يقال : الجَمَلُ بَعِيرٌ ، والناقَةُ (٦) بَعِيرٌ ، قال : وإِنّمَا يُقَال له بَعِيرٌ ، إِذا أَجْذَعَ.
يقال : رأَيتُ بَعِيراً مِن بَعِيدٍ ، ولا يُبَالى ذَكَراً كان أَو أُنْثَى.
وفي المِصْباح : البَعِيرُ مثلُ الإِنسانِ يَقَعُ على الذَّكَر والأُنْثَى ، يُقَال : حَلَبْتُ بَعِيرِي. والجَمَلُ بِمَنْزِلَةِ الرَّجلِ يَخْتَصُّ بالذَّكَرِ ، والنّاقَةُ بمَنْزِلَةِ المرأَةِ تَخْتَصُّ بالأُنْثَى ، والبَكْرُ والبَكْرَةُ مثلُ الفَتَى والفَتَاة ، هكذا حكاه جماعةٌ ، كابنِ السِّكِّيتِ وابنِ جِنِّي.
والبَعِيرُ : الحِمَارُ وبه فُسِّرَ قولُه تعالَى : (وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ) (٧) وفي زَبُورِ داوُود أَنَّ البَعِير كُلّ ما يَحْمِل ويقال لكُلِّ ما يَحْمِل بالعِبْرَانِيَّةِ : بَعِيرٌ ، وهاتانِ اللُّغَتَانِ عن ابنِ خَالَوَيْهِ. قال ابن بَرِّيٍّ : وفي البَعِير سؤالٌ جَرَى في مَجْلِس.
__________________
(١) في التكملة : «الخاتِمَ» ضبطت بفتح التاء وكسرها ضبط قلم.
(٢) كذا بالأصل ، ونقل النص عن التكملة ، وثمة اختلاف بين التهذيب واللسان والتكملة فيما ورد عن أبي خيرة وأبي الدقيش ، ففي التهذيب واللسان : الليث عن أبي الدقيش ، امرأة بِظرير وهي الصخابة الطويلة اللسان ، وروى بعضهم : بطرير ، لأنها قد بطرت وأشرت ، قال : وقال أبو خيرة : امرأة بظرير شُبّه لسانها بالبظر. وقال الليث : قول أبي الدقيش أحب إلينا.
(٣) يمص وماضيه أمص ، بمعنى شتم.
(٤) زيادة عن الأساس.
(٥) عن الأساس ، وبالأصل «ليحذف».
(٦) الصحاح : يقال : للجمل .. وللناقة».
(٧) سورة يوسف الآية ٧٢.