إبنته أسماء نطاقها نصفين فأعطته نصفاً ليكون له سفرة فسميت لذلك ذات النطاقين وان قلتم فى المدينة فقد أحلتم فإن أبابكر كان فقيراً وكان هو وغيره من المهاجرين عيالاً على الأنصار والقرآن ناطق بذلك والنبى صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ ذاك قد أغناه الله بالغنائم والأنفال فأخبرونا عن تجهيزه النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم متى كان وفى أى سفر وأى غزوة؟ دلونا عليه حتى نعلم موضعه ونعرف محله هذا وقد علم كافة أهل الأثر أنه ترك مناجاة النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم فيمن تركها لمانزلت آية المناجاة عن أن يتصدق لأجلها ولو بشئ يسير فكيف يجهز رسول الله بماله من ترك مناجاته عجزاً من الصدقة ولو كان قادراً لكان ذلك ما لكم كيف تحكمون؟ وأيضاً أنه قد صح أن علياً عليهالسلام تصدق بخاتمه وتصدق بأربعة دراهم ليلاً ونهاراً وسراً وعلانية وجاد بقوته وقوت عياله ثلاث ليال فأنزل الله فى كل من ذلك قرآناً يتلى بمدحه ويكشف عن إخلاص عمله ويعرب عن صدقه نيته النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم آية تتلى ولا كلمة تقرى أفترون أن الله عزوجل أضاع عمله وهو لايضيع عمل عامل أم لم يقبه منه فترك ذكره وأهمله أم لم يكن شىء مما ادعيتم يحتاج إلى أن يبينه الله تعالى فيما أنزله؟
هذا كله مضافاً إلى ما صح من فقر أبى بكر حتى احتاج فى أيام خلافته إلى أن يجعل له المسلمون قسمة من سهامهم من بيت المال لكل يوم شىء يسير كما صح فى سير القوم وتواريخهم فمن هذا حله من أين له المال حتى يجهز به النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
وأما المواساة بنفسه فمتى كان ذلك أفى الشعب حين أجمعت قريش على
________________
١. الشيخ على البحرانى منار الهدى فى النص على إمامة الإثنى عشر (ع) ص ٣٢١.