واضعى الأحاديث ينتحلون روايات تشجع أهل مكه على شراء بصل عكة وانتسابه إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لأغراض فئوية رخيصة أو مقاصد فردية تافهة. (١)
عموماً ظهرت فى تلك الفترة شخصيات معروفة بوضع الاحاديث كأمثال أبي هريرة الذى لم يدرك عصر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم سوى ثلاث سنوات فقط وقد عرفت هذه الشخصية بجعل الأكاذيب حتى قيل إن عمربن الخطاب أقام عليه الحد ضرباً بالسياط متهماً إياه بابتزاز اموال المسلمين (٢). لقد وضع أبو هريرة هذا آلافاً من الأحاديث ثم نسبها إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ونقل كتابا (صحيح المسلم وصحيح البخارى) عنه الكثير من تلك الأحاديث يذكر أن أباهريرة نفسه قد اعترف بأنه وضع بعض الأحاديث كما نقل كتاب (صحيح بخارى) أثبت البخارى فى صحيحه حديثاً نقله أبو هريرة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد جاء فى نهاية هذا الحديث : « فقالو يا ابا هريرة سمعت هذا من رسول الله؟ قال لا هذامن كيس ابي هريرة ». (٣)
وقد بلغت الوقاحة بأبى هريرة حدّاً راح يعتبر نفسه ومعاوية فى رتبة جبرائيل فى أمانة الوحى (٤) علماً أن معاوية كان فى زمرة المشركين قبيل وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
________________
١. نقلاً عن الشيخ محمود أبو رية (أضواء على السنة المحمدية) ص ٢١١ قال أبوهريرة « سمعت من حبيبي رسول الله من أكل بصل عكة وجبت له الجنة ».
٢. ثم دعا أبا هريرة فقال له : هل علمت من حين أني استعملتك على البحرين وأنت لا نعلين ثم بلغني أنك ابتعت أفراساً بألف دينار وستمائة دينار؟ قال كانت لنا أفراس تناتجت وعطايا لاحقت قال قد حسبت لك رزقك ومؤؤنتك وهذا فضل فأده قال احتسبتها عند الله قال ذلك لو أخذتها من حلال وأديتها طائعاً أجئت من أقصى حجر البحرين يجبي الناس لك لا ولا للمسلمين ما رجعت بك أميمة إلا لرعية الحمر وأميمة أم أبي هريرة (العقد الفريد ابن عبد ربه دار صادر ج ١ ص ٦٨).
٣. صحيح البخارى محمد بن إسماعيل البخارى دار إحياء التراث العربى ص ٩٨٢ كتاب ٦٩ متاب النفقات باب ٢ وجوب النفقة على الأهل والعيال ح ٥٣٥٥.
٤. قال ابن كثير وقد أوردنا من طريق أبي هريرة وأنس وواثلة بن الاسقع مرفوعا الامناء ثلاثة جبريل وأنا ومعاوية (البداية والنهاية ابن كثير دار الفكر ج ٥ ص ٦٢٢)