بدَلٌ مِن ثاءِ حَثْحَاثٍ ، وقيل : لا ، لأَن الذالَ من معنى الشيْءِ الأَحَذّ ، وبالثاء : السريعُ.
والحُذَّةُ ، بالضمّ : القِطْعَةُ من اللحْمِ كالحُزَّةِ والفِلْذَة ، قال أَعشى باهِلَةَ :
تَكْفِيهِ حُذَّةُ فِلْذٍ إِنْ أَلَمَّ بِهَا |
|
مِنَ الشِّوَاءِ وَيَكْفِي شُرْبَهُ الغُمَرُ |
وقَرَبٌ حَذْحَاذٌ : سَرِيعٌ ، وقَرَبٌ حُذَاحِذٌ وحَذْحَاذٌ : بَعِيد.
* ومما يستدرك عليه :
لِحْيَةٌ حَذَّاءُ : خَفِيفَةٌ. وفَرَسٌ أَحَذُّ : خفيفُ شَعرِ الذَّنَبِ ، زاد في الأَساس : أَو مقطوعُه ، وقَطَاةٌ حَذَّاءُ ، لِقِصَرِ ذَنَبها وقِلَّةِ ريشها ، وقيل : لِخِفَّتها ولسُرْعة طَيَرَانِهَا. وحِمَارٌ أَحَذُّ : قَصِيرٌ (١) ، والاسمُ الحَذَذُ ، ولا فِعْلَ له ، وسَيْفٌ أَحَذُّ : سَريعُ القَطْعِ ، وسَهْم أَحَذُّ : خُفِّفَ غِرَاءُ نَصْلِه ولَمْ يُفْتَقْ.
ومن المَجاز : عَزِيمةٌ حَذَّاءُ : ماضِيَةٌ لا يَلوِي صاحِبُها على شَيْءٍ ، وحَاجَةٌ حَذَّاءُ : خَفيفَةٌ سَرِيعَةُ النَّفاذِ ، وقَلْبٌ أَحَذُّ : ذَكِيٌّ خفيفٌ ، والأَحَذُّ : الشيْءُ الذي لا يَتَعَلَّقُ به شَيْءٌ.
وامرأَةٌ حُذْحُذٌ وحُذْحُذَةٌ : قَصِيرةٌ ، كحُذُحَّةٍ وحُدُحَّةٍ.
والحَذُّ : الإِسراع في الكَلامِ والفِعَال.
[حرفذ] : الحَرْفَذَة ، بالفاءِ : الكَرِيمةُ الضامرةُ المَهْزُولة من الإِبل ، وهي النَّجيبة ، كالحَرْفَدَة بالدال المهملة ، والحَرْقَدة بالقَاف ، وقد تقدّم ذِكرهما ج الحَرَافِذُ كالحَرَاقِد والحَرافِد والحَرَافض.
[حضذ] : الحُضُذُ ، بضمّتين ، أَهمله الجوهريُّ ، وقال الكسائيُّ : هو الحُضُضُ وهو دَوَاءٌ يُتَّخَذ من أَبوالِ الإِبل ، وقد تقدَّم أَيضاً في الدالِ المُهْمَلة ، ويقال : الحُضُظُ أَيضاً ، وسيأْتِي ، قال ابنُ دُريد : ذُكِر أَن الخليلَ كانَ يَقوله ، ولم يَعْرِفه أَصحابُنا ، وقال شَمِرٌ : ليس في كلام العَرب ضَادٌ مع ظاءٍ غير هذا الحرفِ ، وسيأْتي إِن شاءَ الله تعالى.
[حمذ] : الحُمَاذِيُّ ، بالضَّمّ ، أَهمله الجوهريُّ ، وقال ابنُ الأَعرابيّ : هو شِدَّةُ الحَرِّ ، كالهُمَاذِيّ ، وسيأْتي.
[حنبذ] : حُنْبُذُ بنُ سَبُعٍ الجُهَنِيّ أَو جُنَيْدٌ ، مُصَغّر جُنْد بن سِبَاعٍ ، كما ذكره ابن فَهْد ، وقيل : حَبِيب بن سِباعٍ السِّبَاعيّ ، وقيل : حَبِيب بن وَهْبٍ ، وقيل : حَبِيبُ بن سَبُع ، وقيل : هو أَبو جُمْعَةَ الأَنصارِيّ ، مَشهورٌ بكُنْيَتِه ، أَقوالٌ مَشهورَةٌ ، ولكنّي لم أَجِد : حُنْبُذ ، هكذا بالحَاءِ والنون ، كما أَوْرَدَه المُصَنِّف ، لا فِي التَّجْرِيد ولا في مُعْجَم ابن فَهْد ، وهو الذي قَاتَلَ النبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم البُكْرَةَ كافِراً ، وقاتَلَ مَعَه العَشِيَّةَ مُسْلِماً وقد تَقدَّم ما يتعلَّق به في حَبَذ أَيضاً ، فَراجِعْه.
[حنذ] : حَنَذَ الشَّاةَ يَحْنِذُهَا ، مِن حَدّ ضَرَب ، حَنْذاً ، بفتح فسكون ، وتَحْنَاذاً بالفتح : شَوَاهَا وجَعَل فِيهَا (٢) ، وعِبَارَة الصحاح : فَوْقَها حِجَارَةً مُحْمَاةً بالنّارِ لتُنْضِجَهَا ، فهي أَي الشاة حَنِيذٌ ومَحْنُوذ ، وفي التهذيب : الحَنْذُ : اشْتِوَاءُ اللحْمِ بالحِجَارَة المُسَخَّنَةِ ، (جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) (٣) أَي مَحْنُوذٍ مَشْوِيٍّ ، أَو هو ، أَي الحنيذ : الحَارُّ الذي يَقْطُر مَاؤُه بَعْدَ الشَّيِّ ، عن شَمِرٍ ، لكنه قال : يَقْطُر ماؤُه وقد شُوِيَ ، قال الأَزهَرِيُّ : وهذا أَحْسَنُ ما قِيل فيه. وفي المُحكم : حَنَذَه : شَوَاهُ حَتَّى قَطَرَ ، وقيل : سَمَطَه. ولحْمٌ حَنْذٌ : مَشْوِيٌّ على هذه الصِّفَةِ ، وَصْفٌ بالمَصْدر ، وكذا مَحْنُوذ وحَنِيذٌ.
وقيل : الحَنِيذُ : الشِّوَاءُ الذي لم يُبَالَغْ في نُضْجِه ، ويقال : هو الشِّوَاءُ المَغْمُوم ، عن أَبي عُبَيْدٍ. ونقل الأَزهَرِيّ عن الفَرّاءِ : الحَنِيذُ : ما حَفَرْتَ له في الأَرضِ ثمّ غَمَمْتَه ، وهو مِن فِعْلِ أَهلِ البَادِيَة مَعْرُوفٌ ، وهو مَحنُوذٌ في (٤) الأَصلِ ، [وقد] (٥) حُنِذَ فَهو مَحْنُوذٌ ، كما قيل طَبِيخٌ ومَطْبُوخٌ ، وقال بعد سَوْقِ عِبَارَةٍ : والشِّوَاءُ المَحنوذُ : الذي قد أُلْقِيَتْ فوقَه الحِجَارَةُ المَرْضُوفَةُ بالنارِ حَتَّى يَنْشَوِيَ انْشِوَاءً شديداً فيتَهَرَّى تَحْتَهَا. وقال أَبو زيد الحَنِيذُ مِن الشِّواءِ : النَّضِيجُ ، وهو أَن تَدُسَّه في النارِ ، ويقال : أَحْنَذَ اللحْمَ ، أَي أَنْضَجَه. ومِن المَجاز : حَنَذَ الفَرَسَ يَحْنِذُه حَنْذاً وحِنَاذاً : رَكَضَه وأَجراه وأَعْدَاهُ. وفي الصحاح : أَحْضَرَه شَوْطاً أَو شَوْطَيْنِ ثُمَّ ظَاهَرَ ، أَي أَلْقَى عليه الجِلَالَ في الشَّمْس لِيَعْرَقَ. وفي الأَساس : وحَنَذْتُ الفَرَسَ حِنَاذاً [إذ] (٦) جَلَّلْتَه بعد أَن
__________________
(١) اللسان : قصير الذنب.
(٢) في القاموس : فوقها.
(٣) سورة هود الآية ٦٩.
(٤) عن التهذيب واللسان وبالأصل «قي».
(٥) زيادة عن اللسان ، وفي التهذيب «قد».
(٦) زيادة عن الأساس.