والصواب جَارِيَة. وأُخْرَى لعامرِ بن الطُّفَيْلِ بن مَالِكٍ ، وله تَقوُل تَميمةُ بنتُ أُهْبَانَ العَبْسِيَّة يومَ الرَّقْمِ :
وَلَوْ لَا نَجَاءُ الوَرْدِ لَا شَيءَ غَيْرُه |
|
وأَمْرُ الإِلهِ لَيْسَ للهِ غَالِبُ |
إِذاً لَسَكَنْتَ العَامَ نَقْباً ومِنْعجاً (١) |
|
بِلَادَ الأَعَادِي أَوْ بَكَتْكَ الحَبَائبُ |
وفاتَه اسمُ فَرسِ سَيِّدِنا حَمْزَةَ بن عبدِ المُطَّلبِ رضيَ اللهُ عنه ، استدركه شيخُنَا. قلت : وهو من بَنَاتِ ذي العُقَّالِ (٢) من ولد أَعوجَ ، وفيه يقول حَمْزة رضياللهعنه :
لَيْسَ عِنْدِي إِلَّا سِلَاحٌ وَوَرْدٌ |
|
قَارِحٌ مِنْ بَنَاتِ ذِي العُقَّالِ (٢) |
أَتَّقِي دُونَه المَنَايَا بِنَفْسِي |
|
وَهْوُ دُونِي يَغْشَى صُدُورَ العَوَالِي |
قلت : والوَرْدُ أَيضاً فَرَسُ فَضَالَةَ بنِ كَلَدَة المالكيِّ ، وله يقول فَضَالَةُ بنُ هِنْدِ بن شَرِيكٍ :
فَفَدَى أُمِّي وَمَا قَدْ وَلَدَتْ |
|
غَيْرَ مَفْقُودٍ فَضَالَ بْنَ كَلَدْ |
حَمَلَ الوَرْدَ على أَدْبَارِهِمْ |
|
كُلَّمَا أَدْرَكَ بالسَّيْفِ جَلَدْ |
والوَرْدُ أَيضاً فرَسُ أَحْمَرَ بنِ جَنْدَلِ بن نَهْشَلٍ ، وله يقول بعضُ بني قُشَيْرٍ يوم رَحْرَحَانَ. راجِعْه في أَنْسَابِ الخَيْلِ لابْنِ الكلبِيّ. والوَرْد أَيضاً فَرَسُ بَلْعَاءَ بنِ قَيْسٍ الكِنَانِيّ ، واسمه خَمِيصَةُ ، وفرس صَخْرٍ أَخي الخَنْسَاءِ. وفَرسُ زَيْدِ الخَيْلِ الطَّائِيِّ ، قال فيه :
ومَا زِلْتُ أَرْمِيهِمْ بِشِكَّةِ فَارِسٍ |
|
وبِالْوَرْدِ حَتَّى أَحْرَقُوهُ وبَلَّدَا |
هذه الثلاثة ذكرَهَا السِّراجُ البَلْقينِيّ في قَطْرِ السَّيْل ، وأَيضاً لِكَرْدَمٍ الصُّدَائِيّ وعُصْمٍ قاتلِ شُرَحْبِيلَ المَلِكِ الكِنْدِيّ ، وحُجَّيةَ بنِ المُضْرَّب وسُمَيْرِ بنِ الحارث الضَّبِّيّ ، وحَكِيمِ بن قَبِيصَةَ بن ضِرَارٍ الضَّبِّيّ ، وصَخْرِ بن عَمْرِو بن الحارث بن الشَّرِيد السُّلَمِيّ ومَعْبَدِ بن سَعْنَةَ الضّبِّيّ ، وخالدِ بن صُرَيْمٍ (٣) السُّلَمِيّ وبَدْرِ بن حَمْرَاءَ الضَّبِّيّ ، وعَمْرِو بن وَازِعٍ الحَنَفِيّ ، وقَيْسِ بن ثُمَامَةَ الأَرْحَبِيّ ، والأَسْعَرِ الجُعْفِيّ ، وأُهْبَان بنِ عَادِيَةَ الأَسْلَمِيّ ، وعَمْرِو بن ثَعْلَبَةَ العَبْسِيّ (٤) ومُهَلْهِل بن رَبِيعَةَ التَّغْلبِيّ. ذكرَهُنَّ الصاغانيُّ.
والورْد ، بالكَسْرِ : من أَسماءِ الحُمَّى ، أَو هو يَوْمُها إِذَا أَخذَتْ صاحِبَها الوَقْتَ ، والثَّانِي هو أَصَحُّ الأَقوالِ عن الأَصمعيِّ ، وعليه اقتَصَرَ الجوهريُّ والفَيّوميُّ ، وقد وَرَدَتْه الحُمَّى فهو مَوْرُودٌ ، وقد وُرِدَ ، على صِيغة ما لم يُسَمَّ فاعلُه ، وذَا يَوْمُ الوِرْدِ ، وهو مَجازٌ ، كما في الأَساس.
والوِرْدُ : الإِشْرَافُ عَلَى الماءِ وغيرِه ، دَخَلَه أَو لَمْ يَدْخُلْه ، وقد وَرَدَ الماءَ وعَلَيْهِ وِرْداً (٥) ووُرُوداً ، وأَنشد ابنُ سِيدَه قول زُهَيْرٍ :
فَلَمَّا وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقاً جِمَامُهُ |
|
وَضَعْنَ عِصِيَّ الحَاضِرِ المُتَخَيِّمِ |
معناه : لما بَلَغْنَ الماءَ أَقَمْنَ عليه ، وكُلُّ مَن أَتَى مَكَاناً مَنْهَلاً أَو غَيْرَه فقد وَرَدَه ، ومن المَجاز قولُه تَعالى (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلّا وارِدُها) (٦) فسّره ثعلبٌ فقال : يَرِدُونَهَا مع الكُفَّارِ فيَدْخُلُهَا الكُفَّارُ ولا يَدْخُلُهَا المُسْلِمونَ ، والدليلُ على ذلك قولُ اللهِ عزّ وجَلَّ (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ. لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها) (٧) وقال الزَّجّاجُ : وحُجَّتُهم في ذلك قَوِيَّة ، ونقل عن ابنِ مَسعودٍ والحَسنِ وقَتَادَةَ أَنهم قالوا : إِنّ وُرُودَها ليس دُخولَها. وهو قَوِيٌّ ، لأَن العربَ تقولُ : ورَدْنَا ماءَ كَذَا ، ولم يَدْخُلُوه ، وقال الله عزّ وجَلّ (وَلَمّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ) (٨) وفي اللُّغَةِ : وَرَدْتُ بَلَدَ كَذَا ، وماءَ كَذَا ، إِذا أَشْرَفَ عليه ، دَخَلَه أَو لم يَدْخُلْه ، قال : فالوُرُودُ بالإِجماع ليس بِدُخُولٍ ، كالتَّوَرُّدِ والاسْتِيرَادِ ، قال
__________________
(١) عن المطبوعة الكويتيه وبالاصل «وبيعجا».
(٢) عن المطبوعة الكويتية ، وقد وردت هنا وفي بيت الشعر «ذي الفعال».
(٣) عن التكملة ، وبالأصل «ضرار» ونبه إلى عبارة التكملة بهامش المطبوعة المصرية.
(٤) عن التكملة وبالأصل «العيسي».
(٥) ضبطت بالكسر ، عطفاً على ما قبلها ، وضبط اللسان بالفتح ، ضبط قلم.
(٦) سورة مريم الآية ٧١.
(٧) سورة الأنبياء الآية ١٠١ و ١٠٢.
(٨) سورة القصص الآية ٢٢.