قِفُوا أَخْبِرُونِي عَنْ سُلَيْمَانَ إِنَّنِي |
|
لِمَعْرُوفِهِ مِنْ آلِ وَدَّانَ رَاغِبُ |
فَعَاجُوا فَأَنْثَوْا بِالَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُ |
|
وَلَوْ سَكَتُوا أَثْنَتْ عَلَيْكَ الحَقَائِبُ |
قال ياقوت : قَرَأْتُ بخطّ كُرَاع الهُنَائِيّ على ظَهْرِ كِتَابِ المُنَضَّد من تَصْنِيفه : قال بعضُهم : خَرجْتُ حاجّاً فلمَّا جِزْتُ (١) بِوَدَّانَ أَنْشَدْتُ :
أَيَا صَاحِبَ الخَيْمَاتِ مِنْ بَعْدِ أَرْثَدٍ (٢) |
|
إِلى النَّخْلِ مِنْ وَدَّانَ مَا فَعَلَتْ نُعْمُ |
فقال لي رَجُلٌ من أَهْلِها : انْظُر هل تَرَى نَخْلاً؟ فقلت : لا ، فقال : هذا خَطَأٌ ، وإِنما هو النَّحْلُ ونحْلُ الوَادِي : جانِبُه. سَكَنَها الصَّعْبُ بن جُثَّامَةَ بن قَيْس بن عبد الله بن وَهْب بن يَعْمُر بن عَوف بن كَعْب بن عامر بن لَيْث بن بَكْرٍ اللَّيْثِيّ الوَدَّانِيُّ ، كانَ يَنزِلُهَا فَنُسِبَ إِلَيْهَا ، هاجَرَ إِلى النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حَدِيثُه في أَهلِ الحِجَاز ، روى عنهُ عبدُ الله بن عبَّاس وشُرَيْحُ بن عُبَيْدٍ الحَضْرَمِيّ ، ومات في خِلافة أَبي بكرٍ ، رضياللهعنهما.
وقال البَكريّ (٣) : وَدَّانُ : د بإِفْرِيقِيَّةَ في جَنُوبِيّها ، بينها وبين زويلَةَ عَشْرَةُ أَيام من جِهَة إِفْرِيقِيَّة ، ولها قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ ، وللمدِينةِ دُرُوبٌ ، وهي مَدِينَتَانِ فيهما (٤) قبِيلَتَانِ من العَرَب سَهْمِيُّونَ وحَضْرَمِيُّونَ [فتسمى مدينة السهميين دلباك ومدينة الحضرميين بوصى وجامعهما واحد بين الموضعين] (٥) ، وبين القَبِيلَتَيْنِ تَنَازُعٌ يُؤَدِّي بهم ذلك إِلى الحَرْبِ مِراراً ، وعندَهُم فُقَهَاءُ وقرّاءُ (٦) وشُعَرَاءُ ، وأَكثَرُ مَعيشتهم من التَّمْر ، ولهم زَرْعٌ يَسيرٌ يَسْقُونَهُ بالنَّضْحِ ، افتتحها عُقْبَةُ بنُ عامِرٍ في سنة سِتٍّ وأَربعينَ أَيَّام مُعَاوِيَة ، منها أَبو الحَسَن عَلِيُّ بن إِسحاقَ بن الوَدّانيّ الأَدِيبُ الشاعِرُ صاحِبُ الدّيوان بصِقِلّيَةَ ذكره ابنُ القطاع وأَنشدَ له :
مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي النَّهَارَ بِلَيْلَةٍ |
|
لَا فَرْقَ بَيْنَ نُجُومِهَا وَصِحَابِي |
دَارَتْ عَلَى فَلَكِ السَّمَاءِ ونَحْنُ قَدْ |
|
دُرْنَا عَلَى فَلَكٍ مِنَ الآدَابِ |
وأَتَى الصَّبَاحُ ولا أَتَى وكَأَنَّهُ |
|
شَيْبٌ أَظَلَّ عَلَى سَوَادِ شَبَابِ |
ووَدَّان أَيضاً : جَبَلٌ طويلٌ قُرْبَ فَيْدَ بَينها وبين الجَبَلَيْنِ ، ووَدّان أَيضاً : رُسْتَاقٌ بِنَواحِي سَمَرْقَنْدَ لم يَذْكُره ياقوت ، وذكره الصاغانيُّ.
والوَدَّاءُ ، بتشديدِ الدالِ مَمْدوداً ، قال ياقوت : يجوز أَن يكونَ مِن [قولهم :] (٧) تَوَدَّأَتْ عَليْه الأَرْضُ فهي مُوَدَّأَةٌ ، إِذا غَيَّبَتْه ، كما قيل أَحْصَن فهو مُحْصَنٌ وأَسْهَب فهو مُسْهَبٌ ، وليس في الكلام مثلُه يعني أَنَّ اللازم لا يُبْنَى منه اسمُ مَفْعولٍ.
وبُرْقَةُ وَدَّاءَ ، وكذا بَطْنُ الوُدَدَاءِ ، كأَنَّه جَمْعُ وَدُودٍ ، ويُروَى بفتح الواو ، مَواضِعُ.
وَتَوَدَّدَه : اجْتَلَبَ وُدَّهُ ، عن ابنِ الأَعرابيّ ، وأَنشد :
أَقُولُ تَوَدَّدْنِي إِذا مَا لَقِيَتنِي |
|
بِرِفْقٍ ومَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَاصِعِ |
وتَوَدَّدَ إِليه : تَحَبَّبَ. والتَّوَادُّ التَّحَابُّ تَفَاعُلٌ مِن الوِدادِ ، وقَعَ فيه إِدغامُ المِثْلَيْنِ ، وهما يَتَوَادَّانِ أَي يَتَحَابَّانِ.
وتَوَدُّدُ ، ومَوَدَّةُ امرَأَةٌ ، عن ابنِ الأَعرابيّ ، وأَنشد :
مَوَدَّةُ تَهْوَى عُمْرَ شَيْخٍ يَسْرُّهُ |
|
لَهَا المَوْتُ قَبْلَ اللَّيْلِ لَوْ أَنَّهَا تَدْرِي |
يَخَافُ عَلَيْهَا جَفْوَةَ النَّاسِ بَعْدَهُ |
|
وَلَا خَتَنٌ يُرْجَى أَوَدُّ مِنَ القَبْرِ |
قيل إِنها سُمِّيَت بِالمَوَدَّةِ التي هي المَحَبَّة.
وعن ابن الأَعْرَابيّ المَوَدَّةُ : الكِتَابُ ، وبه فُسِّر قوله تَعَالى : تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ (٨) أَي بالكُتُبِ ، وهو من غرائب التفسير.
__________________
(١) عن معجم البلدان ، وبالأصل «صرت».
(٢) عن معجم البلدان ، وبالأصل : «أربد».
(٣) قول البكري لم يرد في معجم ما استعجم ، إنما نقله عنه ياقوت في معجم البلدان.
(٤) عن معجم البلدان.
(٥) ما بين معقوفين زيادة عن معجم البلدان ، وبدلها في الأصل : وبابهما واحد.
(٦) عن معجم البلدان ، وبالأصل «وأدباء».
(٧) زيادة عن معجم البلدان.
(٨) سورة الممتحنة الآية ١.