ونَدٌّ : حِصْنٌ باليَمَنِ أَظنُّه من عَمَلِ صَنْعَاءَ ، قاله ياقوت.
والنِّدُّ بالكسر : المِثْلُ والنَّظِيرُ ، ج أَنْدَادٌ ، وظاهِرُه تَرَادُفُ النِّدِّ والمِثْلِ ، ونقَلَ شيخُنَا عن القاضِي زكرِيّا عَلَى البيضاوِيّ : نِدُّ الشيْءِ : مُشَارِكُه في الجَوْهَر ، ومِثْلُه : مُشارِكُه في أَيِّ شيْءٍ كان. فالنِّدُّ أَخصُّ مُطلقاً ، وقال غيره : نِدُّ الشيء : ما يَسُدُّ مَسَدَّه. وفي المصباح : النِّدُّ : المِثْلُ ، كالنَّدِيدِ ، ولا يكون النِّدُّ إِلا مُخَالِفاً ، وجمعُه أَنْدَادٌ ، كحِمْل وأَحْمَالٍ ، وج النَّدِيد نُدَدَاءُ. والنَّدِيدَةُ مثلُ النَّدِيد ، ج نَدائِدُ ، قال لَبِيدٌ :
لِكَيْلَا يَكُونَ السَّنْدَرِيُّ (١) نَدِيدَتِي |
|
وأَجْعَلَ أَقْوَاماً عُمُوماً عَمَاعِمَا |
وفي كتابه لأُكَيْدِرَ (٢) «وخَلَعَ الأَنْدَادَ والأَصْنَامَ (٣)» قال ابنُ الأَثِير : هو جَمْعُ نِدٍّ ، بالكسر ، وهو مِثْلُ الشيْءِ الذي يُضَادُّه في أُمورِه ويُنَادُّه ، أَي يُخَالِفُه ، ويُريد بها ما كانوا يَتَّخذونه (مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً) ، تَعَالى اللهُ عن ذلك. وقال الأَخفشُ : النِّدُّ : الضِّدُّ والشِّبْه ، وقوله : (أَنْداداً) (٤) أَي أَضْدَاداً وأَشْبَاهاً ، ويقال نِدُّ فلانٍ ونَدِيدُه ونَدِيدَتُه ، أَي مِثْلُه وشِبْهُهُ ، وقال أَبو الهَيْثم : يقال للرجل إِذا خَالَفَكَ فأَرَدْت وَجْهاً تَذْهَبُ به ونَازَعك في ضِدِّه : فُلَانٌ نِدِّي ونَدِيدِي ، للذي يُرِيدُ خِلَافَ الوَجْهِ الذي تُرِيدُ وهو (٥) مُسْتَقِلٌّ من ذلك بِمِثْلِ ما تَسْتَقِلُّ به. قال حَسَّان :
أَتَهْجُوهُ ولَسْتَ لَهُ بِنِدٍّ |
|
فَشَرُّكُمَا لِخَيْرِكُمَا الفِدَاءُ |
أَي لَسْتَ له بِمِثْل في شيْءٍ مِن مَعانيه ، وهي ، وفي بعض النسخ «هو» والأُولَى الصوابُ وهو مأْخوذ من قَوْلِ ابن شُمَيْلٍ قال : يُقَال : فُلانَةُ نِدُّ فُلانَةَ ، وخَتَنُها ، وتِرْبُها. قال : ولا يُقَال (٦) نِدُّ فُلانٍ ولا خَتَنُ فُلانٍ فَتُشَبِّههَا به.
ونَدَّدَ به تَنْدِيداً : صَرَّح بِعُيُوبِهِ ، يكون في النَّظْمِ والنَّثْر ونَدَّدَ به : أَسْمَعَه القَبِيحَ ، قال أَبو زَيدٍ : نَدَّدْت بالرَّجُلِ تَنْدِيداً ، وسَمَّعْتُ به تَسْمِيعاً ، إِذا أَسْمَعْتَه القَبِيحَ وشَتَمْتَه وشَهَّرْتَه وسَمَّعْتَ به.
ويقال ليس له نَادٌّ ، أَي رِزْقٌ كأَنه يَعْنِي النَّاطِقَ مِن المالِ ، إِذ تَقدَّم نَدَّ البَعِيرُ فهو نَادٌّ ، وجَمْعُه نِدَادٌ.
وإِبلٌ نَدَدٌ ، مُحَرَّكَةً كرَفَضٍ ، اسمٌ للجَميعِ ، أَي مُتَفَرِّقَةٌ ، وقد أَنَدَّها ونَدَّدَهَا.
ويقال ذَهَبُوا أَنَاديدَ وتَنَاديدَ وفي بعض النُّسخ بالياءِ التحتيةِ بدل المُثَنَّاة (٧) ، إِذا تَفَرَّقُوا في كُلِّ وَجْهٍ وكذلك طَيْرٌ أَنَادِيدُ ويَنَادِيدُ ، قال :
كَأَنَّمَا أَهْلُ حُجْرٍ يَنْظُرُونَ مَتَى |
|
يَرَوْنَنِي خَارِجاً طَيْرٌ يَنَادِيدُ |
والتَّنَادُّ : التَّفَرُّقُ والتَّنَافُرُ ، ومنه سُمِّيَ يوم القيامة يَوْمَ التَّنادِ ، لما فيه من الانزِعَاجِ إِلى الحَشْرِ وفي التنزيل : (يَوْمَ التَّنادِ. يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ) (٨) قال الأَزهريُّ : القُرَّاءُ على تَخْفِيف الدالِ وَقَرَأَ به أَي بالتشديد ابنُ عَبَّاسٍ وجَمَاعَةٌ ، وفي التهذيب : وقَرَأَ الضَّحّاكُ وحده «يَوْمَ التّنَادِّ» بالتشديد ، قال أَبو الهَيثم : هو من نَدَّ البعيرُ نِدَاداً ، إِذا شَرَدَ ، قال.
والدليلُ على صِحَّةِ قِرَاءَةِ مَن قَرَأَ بالتشديدِ (٩) قوله : (يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ) ونقل شيخُنَا عن العناية أَثناءَ سُورَةِ غَافِر أَنه يقال : نَدَا إِذا اجْتَمَع ، ومنه النَّادِي ويوم التَّنَادِ ، فجَعَلَه على الضِّدِّ مما ذَكَرَه المُصَنِّف. إِذ يكون المَعْنَى على ذلك. يوم الاجْتِمَاعِ لا التَّفَرُّق ، وصَوَّبه جَماعَةٌ. انتهى. قلت : وهذا من غرائِبِ التفسيرِ ، وقال ابنُ سِيده : وأَما قِرَاءَة من قَرَأَ : (يَوْمَ التَّنادِ) فيجوز أَن يَكُونَ مِن مُحَوَّلِ هذا البابِ فحوَّل للياءِ لِتَعْتَدِلَ رُءُوس الآىِ (١٠).
__________________
(١) السندريّ اسم شاعر.
(٢) كذا ضبطت في اللسان ، وبهامشه «قوله لأكيدر قال الزرقاني على المواهب : ممنوع من الصرف ، وكتب بهامشه في المصباح وتصغير الأكدر أكيدر ، وبه سمي ، ومنه سمي أكيدر صاحب دومة الجندل.
(٣) ضبطت العبارة عن النهاية ، وفي اللسان : وخَلْعِ الاندادِ والأصنامِ.
(٤) وردت في سورة البقرة (٢٢) و (١٦٥) وسورة ابراهيم (٢٠) وسورة سبأ (٢٢) وسورة الزمر (٨) وسورة فصلت (٩).
(٥) عن التهذيب ، وبالأصل : «تريدر هو» تحريف ، وفي التهذيب يستقل بدل مستقل.
(٦) في التهذيب : ولا يقال : فلانة ندّ فلان.
(٧) وهي رواية اللسان والتكملة والتهذيب.
(٨) سورة غافر الآيتان ٣٢ و ٣٣.
(٩) يعني بتشديد الدال.
(١٠) بهامش المطبوعة المصرية : «قال في اللسان : ويجوز أن يكون من النداء فحذف الياء أيضاً لمثل ذلك ا ه وهو بقية عبارة ابن سيده المذكورة في الشارح».