والمَيْدَانُ : شاعِرٌ فَقْعَسِيٌّ ، في بني أَسَدِ بن خُزَيْمَةَ (١).
والمُمْتَادُ ، مُفْتَعِل ، من مَادَهُم يَمِيدُهم ، إِذا أَعطاهم ، وهو المُسْتَعْطِي. يقال : امتَادَهَ فَمَادَه ، والمُمْتَادُ أَيضاً : المُسْتَعْطَى ، وهو المسئول المطلوب منه العَطَاءُ المُتَفضِّل على الناسِ ، قال رُؤبَة :
تُهْدِي رُؤُوس المُتْرَفِينَ الأَنْدَادْ |
|
إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ المُمْتَادْ |
هكذا أَنشده الأَخْفَش ، قاله الجوهريُّ ، قال الصاغانيُّ والرِّوايةُ :
نُهْدِي رُؤوسَ المُتْرَفِينَ الصُّدَّادْ (٢) |
|
مِنْ كُلِّ قَوْم قَبْلَ خَرْجِ النُّقَّادْ |
إِلَى أَميرِ المُؤْمِنين المُمْتَادْ
وقولُ الجوهَرِيِّ مائدٌ في شعر أَبي ذُؤَيْب :
يَمَانِيَةٍ أَحْيَا لَهَا مَظَّ مائِدٍ |
|
وآلَ قَرَاسٍ صَوْبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ (٣) |
اسمُ جَبَلٍ ، غَلَطٌ صَرِيحٌ ، كما نَبَّهَ عليه ابنُ بَرِّيٍّ ونقله الصاغانيُّ في التكملة. والصَّوَابُ مَظّ مَأْبِد ، بالباءِ المُوَحَّدةِ كمَنْزِلٍ (٤) ، في اللُّغَة وفي البَيْتِ المذكورِ ، ولا يخفَى أَنّ مثلَ هذا لا يُعَدُّ غَلَطاً ، وإِنما هو تَصْحِيف ، وهكذا قالَه الصاغانيُّ في التكملة أَيضاً ، وقد تقدَّم الكلام عليه في م ب د.
* ومما يستدرك عليه :
مِدْتُه وأَمَدْتُه : أَعْطَيْتُه.
وامْتَادَه : طَلَبَ أَن يَمِيدَه.
ومَادَ. إِذا تَجِرَ.
ومَادَ : أَفْضَلَ. ومَادَنِي فُلانٌ يَمِيدُني ، إِذا أَحْسَن إِليَّ.
وفي حديث عَلِيٍّ رضي اللهُ عنه يَذُمُّ الدُّنيا «فَهِيَ الحَيُودُ المَيُودُ».
فَعُولٌ من مَادَ إِذَا مَال. ومادَ مَيْداً : تَمَايَلَ ، ومادَت الأَغصانُ : تَمَايَلَتْ. وغُصنٌ مائدٌ ومَيَّادٌ : ماثلٌ ، وغُصونٌ مِيدٌ.
قال الأَزهريُّ : ومن المقلوب : المَوائد والمَآوِد : الدَّوَاهِي ، وقال ابنُ أَحْمَر :
... وَصَادَفَتْ |
|
نَعِيماً ومَيْدَاناً مِنَ العيشِ أَخْضَرَا |
قالوا : يَعْنِي ناعِماً ، هكذا أَنشَده الجوهريُّ ، قال الصاغانيُّ : وهو غَلَطٌ وتَحْرِيف ، والرواية «أَغْيَدَا» والقَافِيَة دَالِيَّة وقَبْلَه (٥) :
أَنْ خَضَمَتْ رِيقَ الشَّبَابِ وصَادَفَتْ
وَمَيْدٌ لُغة في بَيْدٍ بمعنى غَيْرٍ ، وقيل : معناهما «عَلَى أَنَّ» ، وفي الحديث : «أَنَا أَفْصَحُ العَرَبِ مَيْدَ أَنِّي مِن قُرَيْش ونَشَأْتُ في بني سَعْدِ بن بَكْر» وفَسَّرَه بعضهم ، من أَجلِ أَنِّي ، وفي الحديث : «نَحْنُ الآخِرُونَ السابقونَ مَيْدَ أَنَّا أُوتِينَا الكِتَابَ مِنْ بَعْدِهم».
ومن المَجاز : مادَت المرأَةُ ، وماسَتْ وتَمَيَّدَت ، وتَمَيَّسَتْ.
ومادَتْ به الأَرْضُ : دَارَتْ. ورجلٌ مائِدٌ : يُدَارُ به.
والمَطْعُون يَمِيدُ في الرُّمْحِ ، كما في الأَساس.
* واستَدْرَكَ شيخُنَا : مَيْدَان الخُلَفاءِ ، وهو في المضافِ والمَنسوبِ للثعالبَيّ ، وهو عند أَهل الأَخبار من عشرين إِلى أَربعٍ وعِشْرِينَ سَنَةَ ، كأَنّه كِنَايَة عن اسم مُدَّةِ الخِلافة.
__________________
(١) واسمه الميدان بن صخر بن الكميت بن ثعلبة ... بن جحوان بن فقعس الأسدي شاعر إسلامي. عن معجم المرزباني.
(٢) وهي رواية مجموع أشعار العرب ١ / ٤٠.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «المظ : رمان البر ، وقراس : جبل بارد مأخوذ من القرس وهو البرد ، وآله : ما حوله ، وهي أجبل باردة. وأرمية جمع رميٍّ وهي السحابة العظيمة القطر ، ويروى : صوب أسقية. جمع سقيّ ، وهي بمعنى أرمية ، كذا في اللسان».
(٤) وهي رواية ديوان الهذليين ١ / ٤٢.
(٥) في التكملة : وقبل البيت :
أقاتلتي خنساء أن حلّ أهلها |
|
بترج وأن جرّت لفاعاً ومجسداً |
وأن سفرت عن وجه أدماء باكرت |
|
بهرجاب مضحى من غزال ومرقدا |
وأن خضمت ريق الشباب وصادفت |
|
.. .. [أغيدا] |