وقال الأَصمعيّ : أَرْضٌ مَرْدَاءُ وجَمْعُها مَرادَى (١) وهي رِمَالٌ مُنْبَطِحَة (٢) لا يُنْبَتُ فيها ، ومنها قيل للغلامِ أَمْرَدُ ، وقال الأَزهريُّ مثلَ قولِ ابن السِّكَّيت.
ومن المَجاز : المَرْدَاءُ : المَرْأَةُ لا اسْتَ لَهَا ، هكذا بالهمزة والسين المهملة والتاءِ المثنّاة الفوقيّة في نُسختنا ، ويُؤَيّده أَيضاً قولُ الزمخشريِّ في الأَساس : وامرأَةٌ مَرْدَاءُ : لم يُخلَق لها اسْتٌ (٣). وهو تصحيف ، والذي في اللسان والتكملة : وامرأَةٌ مَرْدَاءُ : لا إِسْبَ لهَا. بالبَاءِ الموحّدة. ثم قال : وهي شِعْرَتُها. وفي الحديث : «أَهْلُ الجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ».
ومن المجاز : المَرْدَاءُ : الشَّجَرَةُ لا وَرَقَ عَلَيْهَا وغُصْنٌ أَمْرَدُ ، كذلك ، وقال أَبو حنيفة : شجَرةٌ مَرْدَاءُ : ذَهَبَ وَرَقُها أَجْمَعُ ، وغُلامٌ أَمردُ بَيِّنُ المَرَدِ ، بالتحريك ، ولا يقال : جارِيَةٌ مَرْدَاءُ ، ويقال : شَجَرَة مَرْدَاءُ ، ولا يُقال غُضْنٌ أَمْرَدُ ، وقال الكسائيُّ : شَجَرةٌ مَرداءُ ، وغُصنٌ أَمْرَدُ : لا وَرَقَ عليهما.
قلت : وإِنكارُ غُصن أَمْرَد رُوِي عن ابنِ الأَعرابيّ.
ومَرْدَاءُ : ة بِنَابُلُسَ ، ويُقْصَرُ (٤) ، كما هو المشهور على الأَلْسِنة ، خرج منها الفُقَهَاءُ والمُحَدِّثون ، منهم العَلَّامة قاضي القُضَاةِ جَمَالُ الدينِ يوسفُ بن محمّد بن عبد الله المَرْدَاوِيُّ الحَنْبَلِيُّ مُؤَلِّف الأَحكام ، وأَبو عبد الله مُوسى بن محمّد بن أَبي بكْر بن سالمِ بن سَلْمَان المَرْدَاوِيّ الفقيهُ الحنبليُّ ، مِن شيوخِ التَّقِيِّ السُّبْكيِّ ، تُوفّيَ بِمَرْدَاءَ سنة ٧١٩ ، وكذلك أَبو بكر كان من المحدِّثين.
ومُرَيْدَاءُ ، مُصَغَّرَّا ممدوداً : ة بالبَحْرَينِ.
والتَّمْرِيدُ في البِنَاءِ : التَّمْليِسُ والتَّسْوِيَةُ والتَّطْيِينُ.
وبِنَاءٌ مُمَرَّدٌ ، كمُعَظَّمٍ : مُطَوَّلٌ ، وقال أَبُو عُبَيْدٍ : المُمَرَّد : بِنَاءٌ طَوِيلٌ. قال أَبو منصور : ومنه قوله تعالى (صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ) (٥) وقيل : المُمَرَّد : المُمَلَّس ، ومنه الأَمْرَد ، لِلِينِ خَدَّيْهِ ، كذا في زوائد الأَمَالِي للقالي : والمارِدُ : المُرْتَفِعُ من الأَبْنِيَةِ. والمارِد : العَاتِي ، وفي حديثِ العِرْيَاضِ «وكانَ صَاحِبُ خَيْبَرَ رَجُلاً مارِداً مُنْكَراً» ، أَي عاتِياً (٦) شَديداً. وأَصله من مَرَدَةِ الجِنِّ والشياطينِ.
ومارِدٌ : قُوَيْرَةٌ مُشْرِفَةٌ مِن أَطْرَافِ خَيَاشِيمِ الجَبَلِ المَعْرُوفِ بالعَارِض باليَمَامَةِ ، وفي المَرَاصد : مارِدٌ : مَوْضِعٌ باليمامة.
ومَارِدٌ : حِصْنٌ بِدُومَةِ الجَنْدَلِ ، والأَبْلَقُ : حِصْنٌ بِتَيْمَاءَ كِلاهما بالشَّام ، كذا في المحكم ، وفي التهذيبِ : وهما حِصْنَانِ في بِلادِ العَربِ ، قال المُفَضَّلُ : قَصَدَتْهُما الزَّبَّاءُ فعَجَزَتْ عن قِتَالِهِما فقالَتْ : «تَمَرَّدَ مَارِدٌ وعَزَّ الأَبْلَقُ» وذَهَبَ مَثَلاً لِكُلِّ عَزِيزٍ مُمْتَنِعٍ ، وهو مَجَازٌ ، وأَورده المَيْدَانيُّ في مَجمَعِ الأَمثالِ وقال : مارِدٌ : حِصْنُ دُومَةِ الجَنْدَلِ ، والأَبْلَقُ : حِصْنٌ للسَّمَوْأَلِ بن عَادِيَا ، قيل : وُصِف بالأَبْلَق لأَنه بُنِيَ مِن حِجارةٍ مُخْتَلِفَة بأَرْضِ تَيْمَاءَ ، وهما حِصْنانِ عَظِيمانِ قَصَدَتْهُمَا الزَّبَّاءُ مَلِكَةُ العَرَبِ فلم تَقْدِر عليهما فقالَتْ ذلك ، فصارَ مَثَلاً لكُلِّ ما يَعِزُّ ويمْتَنِعُ على طالِبه ، وقد أَعادَه المُصَنّف مرَّةً أُخرَى في بلق.
والتَّمْرَادُ ، بالكسر : بَيْتٌ صَغِيرٌ يُجْعَل في بَيْتِ الحَمَامِ بالتخفيف لِمَبْيَضِهِ ، فإِذا نَسَقَه بَعْضاً فَوْقَ بَعْضٍ فهو التَّمَارِيدُ ، وقد مَرَّدَه صاحِبُه تَمْرِيداً وتَمرَاداً (٧) بفتح التاءِ ، والتَّمْرَاد ، بالكسر الاسم.
والمَرْدُ ، بفتح فسكونٍ : الغَضُّ مِن ثَمَرِ الأَراكِ ، أَو نَضِيجُه ، وقيل : هَنَوَاتٌ منه حُمْرٌ ضَخْمَةٌ ، أَنشد أبو حنيفةَ :
كِنَانِيَّةٌ أَوْتَادُ أَطْنَابِ بَيْتِها |
|
أَراكٌ إِذا صَافَتْ بِه المَرْدُ شَقَّحَا |
الواحِدة مَرْدَةٌ. وفي التهذيب : البَرِيرُ : ثَمَرُ الأَراكِ ، فالغَضُّ منه المَرْدُ ، والنَّضِيجُ الكَبَاثُ.
والمَرْدُ : السَّوْقُ الشديدُ ، والمَرْدُ : دَفْعُ المَلَّاحِ السفينةَ بالمُرْدِيِّ (٨) ، بالضمِّ اسم لِخَشَبَةٍ أُعِدَّت للدَّفْعِ ، والفِعْل
__________________
(١) الأصل والتهذيب ومعجم البلدان ، وفي اللسان : مرادٍ.
(٢) في التهذيب : متسطحة.
(٣) في الأساس : إسبُ.
(٤) في معجم البلدان : هذه لا يتلفظ بها إلا بالقصر.
(٥) سورة النمل الآية ٤٤.
(٦) بالأصل «عاتباً» وما أثبت يناسب سياق العبارة في اللسان.
(٧) ضبطت في التهذيب واللسان وبكسر التاء ، ضبط قلم.
(٨) كذا في الأصل والقاموس واللسان والتكملة ، وفي التهذيب : «بالمروي» بالواو تحريف.