وغَلِطَ الجَوْهَرِيُّ في تَخْفِيفِ دَالِهَا ، وذَكَرها في مَقَد ونصّه هناك : المَقَدِيّ مُخفّفة الدالِ : شرابٌ مَنسوبٌ إِلى قَرْيَةٍ بالشامِ يُتَّخَذُ مِن العَسَلِ ، قال الشاعِرُ :
عَلِّلِ القَومَ قَلِيلاً |
|
يَا ابْنَ بِنْتِ الفَارِسِيَّهْ |
إِنَّهُمْ قَدْ عَاقَرُوا الْيَوْ |
|
مَ شَرَاباً مَقَدِيَّهْ |
انتهى ، قال الصاغانيّ : وقد غلِط في قوله : قَرْيَةٌ بالشام.
القريَةُ بتشديد الدالِ.
والشَّرَابُ المَقَدِيُّ بالتخفيف غير المَقَدِّيِّ بالتشديد ، يُتّخَذُ من العَسَلِ ، وهو غير مُسْكِرٍ ، قال ابنُ قَيْسِ الرُّقَيَّات :
مَقَدِيَّا أَحلَّه الله لِلنَّا |
|
سِ شَرَاباً وما تَحِلُّ الشَّمُولُ |
وقال شَمِرٌ : وسمعْتُ رَجاءَ بن سَلمة يقول : المَقَدِّي طِلَاءٌ مُنَصَّفٌ يُشَبَّه (١) بما قُدَّ بِنِصْفَيْنِ. انتهى نصُّ الصاغانيِّ وفي النهاية والغَرِيبَينَ : المَقَدِّي طِلَاءٌ مُنَصَّفٌ طُبِخَ حتى ذَهَب نِصْفُه ، تشبيهاً بشيءٍ قُدَّ بِنِصْفَيْنِ ، وقد تُخَفَّفُ دالُه ، وهكذا رواه الأَزهريُّ عن أَبي عمرٍو أَيضاً.
والقُدَادُ ، كغُرَابِ : وَجَعٌ في البَطْنِ ، وقدْ قُدَّ[بالضم]* ، وفي الأَفعال لابن القطَّاع : وأَقدَّ علَيْه الطَّعَامُ من القُدَادِ وقَدَّ أَيضاً ، وهو داءٌ يصيب الإِنسانَ في جَوْفِه ، وفي حديث ابنِ الزُّبير : قال لمعاويةَ في جوابٍ «رُبَّ آكِلِ عَبِيطٍ سَيُقَدُّ عَلَيْه وشارِبِ صَفْوٍ سَيَعَضُّ به» هو من القُدَادِ. ويدعُو الرجُلُ على صاحِبه فيقول : حَبَناً قُدَاداً. وفي الحديث : «فَجَعَلَه اللهُ حَبَناً وقُدَاداً». والحَبَنُ : الاستسقاءُ (٢).
وقُدَادُ بنُ ثَعْلَبَةَ بنِ مُعَاويةَ بنِ زَيد بن الغَوْث بن أَنْمَار : بَطْنٌ مِن بَجِيلَةَ قالَه ابنُ حبيب.
وقَدَادٌ ، كسَحَابٍ : القُنْفُذُ واليَرْبَوعُ. وفي التكملة : القَدَادُ : من أَسماءِ القَنَافِذِ واليَرابيعِ.
وقُدْقُدٌ كَفُلْفُلٍ (٣) : جَبَلٌ به مَعْدِنُ البِرَامِ ، بالكسر ، جمع بُرْمَةٍ ، وهي القِدْرُ من الحِجَارة. والقُدَيْد [كزُبَيْر] (٤) مُسَيْحٌ صغيرٌ تصغيرُ مِسْحٍ ، بالكسر ، يَلْبَسه أَطرافُ الناسِ. والقُدَيْد : اسمُ رَجُل. والقُدَيْد اسم وَادٍ بعَيْنِه ، وفي الصّحاح : وقُدَيْدٌ : ماءٌ بالحجازِ ، وهو مصغَّر ، وقد ورَدَ ذِكرُه في الحديث. وقال ابن الأَثير : هو ع بين مكَةَ والمدينةِ ، وقال ابنُ سِيدَه : وقُدَيْدٌ : مَوْضِعٌ ، وبعضهم لا يَصرِفه ، يجعله اسماً للبُقْعَة ، ومنه قولُ عيسى بن جَهْمَةَ الليثيِّ وذَكرَ قَيْسَ بن ذَرِيح فقال : كان رجُلاً مِنَّا ، وكان ظريفاً شاعراً وكان يكون بمكَّةَ وذَوِيها (٥) من قُدَيْدَ وَسَرفَ وحَوْلَ مَكَّةَ في بوادِيها كُلِّهَا.
وقُدَيْد : فَرسُ قَيْس بن عبد الله ، وفي اللسان عَبْس بن جِدَّان الغاضِرِيّ ، إِلى غاضِرةَ بَطنٍ من قَيْسٍ ، وقيل : الوائليّ.
وقُدْقُدَاءُ ، بالضمّ ممدودٌ ، عن الفارسيّ ، وقد يُفْتَح : ع من البلاد اليَمَانِية ، قال :
عَلَى مَنْهَلٍ مِنْ قُدْقُدَاءَ ومَوْرِدِ
والقَدِيدُ : اللَّحْمُ المُشَرَّرُ الذي قُطِعَ وشُرِّرَ ، المُقَدَّد ، أَي المَمْلُوح ، المُجَفَّفُ في الشمس ، أَو هو ما قُطِعَ منه طِوَالاً.
وفي حديث عُرْوَةَ «كان يَتَزَوَّدُ قَدِيدَ الظِّبَاءِ ، وهو مُحْرِمٌ.
فَعِيل بمعنى مفعول. والقَدِيد : الثَّوْبُ الخَلَقُ. والتَّقدِيد : فِعْلُ القديد.
ورُويَ عن الأَوْزَاعِيِّ في الحديث أَنه قال «لا يُقْسَم مِنَ الغَنِيمَةِ للعَبْدِ ولا للأَجِيرِ ولا للقَدِيدِيِّينَ» القَدِيديُّونَ ، بالفتح ولا يُضَمُّ : هم تُبَّاعُ العَسْكَرِ مِن الصُّنَّاعِ ، كالشَّعَّابِ والحَدَّاد والبَيْطَارِ ، معروفٌ في كلام أَهلِ الشام ، قال ابنُ الأَثير : هكذا يُرْوَى بالقاف وكسر الدال ، وقيل بضمّ القافِ وفَتْح الدَّالِ ، كأَنَّهم لخِسَّتِهم يَكتَسُون (٦) القَدِيدَ (٧) ، وهو مِسْحٌ صَغيرٌ ، وقيل : هو من التقَدُّدِ والتَّفَرُّقِ ، لأَنهم يَتفرَّقُون في البلادِ للحاجَةِ وتَمَزُّقِ ثِيَابِهِم ، وتَصْغِيرُهم تَحْقيرٌ لشأْنِهم ، ويُشْتَم الرجلُ فيقال : يا قَدِيدِيُّ ، ويا قُدَيْدِيّ ، قال الصاغاني : وهو مُبْتَذَلٌ في كلام الفُرْس أَيضاً.
__________________
(١) التهذيب ومعجم البلدان : مشبّه.
(*) ما بين معكوفتين سقط بالمصرية والكويتية.
(٢) الحبن : مصدر الأحبن ، وهو الذي به السِّقي.
(٣) في معجم البلدان : قِدقِد بالكسر والتكرير ، ومثله في التكملة.
(٤) زيادة عن القاموس.
(٥) في اللسان : ودونها.
(٦) عن اللسان ، وبالأصل «يكتسبون».
(٧) ضبطت في اللسان هنا بفتح القاف وقد مرّت قريباً كزبير ، مُسيح صغير. وفي التكملة : سموا بذلك بتقدد ثيابهم.