يقول ثعلب : لا يَدْخُل في فَيْد حرفُ التعرِيفِ ، ولا يقال فائد.
ثم قال شيخُنا : ورأَيتُ في كتب الأَمثالِ أَنَّه يوجد فيها كَعْكٌ يُضْرَبُ به المَثَل ، ونظَمه شيخُ الأُدباءِ مالك بن المرحَّل في نظمِه للفصيحِ :
وتِلكَ فيْدُ قَرْيَةٌ والمَثَلُ |
|
في كَعْكِ فَيْدَ سائِرٌ لا يُجْهَلُ |
والفَيْد : أَن تَفِيد بيَدِكَ المَلَّةَ ، وهي الرَّمَادُ الحَارُّ عن الخُبْزَةِ ، نقله الصاغانيُّ.
وَفَيْدُ القُرَيَّاتِ : ع بَينَ الحَرَمَيْن الشَّرِيفَيْن ، وهو غير فَيْد المتقدِّم ذِكْرُه ، نَبَّه عليه الصاغانيُّ. وقد وَهِمَ المَقْدِسِيُّ في حواشيه ، فجعَلهما واحداً.
وحَزْمُ فَيْدةَ : ع آخَرُ ، قال المَقْدِسِيُّ : المذكور حِمَى فَيْد ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
سَقَى اللهُ حَيًّا بينَ صَارَةَ والحِمَى |
|
حِمَى الفَيْدِ صَوْبَ المُدْجِنَاتِ المَواطِرِ |
قال شيخُنا وهو وَهَمٌ.
والفَيَّادُ : ذَكَرُ البُومِ ، ويقال الصَّدَى.
والفَيَّاد : المُتَبَخْتِرُ ، كالمُتَفَيِّدِ ، يقال : فُلانٌ يَمْشِي على الأَرضِ فَيَّاداً مَيَّاداً ، أَي مُخْتالاً مَيَّالاً. والفَيَّاد : الّذي يَلُفُّ ما قَدَر عليه فيأْكُلُه ، كالفَيَّادَةِ ، فيهما ، وأَنشد ابن الأَعرابيِّ لأَبي النَّجْم :
ليسَ بِمُلْتَاثٍ ولا عَمَيْثَلِ |
|
وليسَ بالفَيَّادَةِ المُقَصْمِلِ |
أَي هذا الرّاعِي ليس بالمُتَجَبِّرِ الشَّدِيدِ العَصَا. والفَيَّادةُ : الذي يَفِيدُ في مِشْيَتِه ، والهاءُ دَخَلَت في نَعْتِ المُذَكَّر ، مبالغةً في الصِّفة.
والفائدةُ : ما أَفادَ اللهُ تعالى العَبْدَ من خَيْرٍ يَسْتَفِيدُه ويَسْتحدِثُه ، وقال الجوهريُّ : هي ما استفدْتَ من عِلْم أَو مالٍ ، تقول منه : فادَت له فائدةٌ ، وهي واويَّة يائيّة ج : فَوَائِدُ.
قال شيخُنا : وزاد بعضُ أَربابِ الاشتقاق أَنها من الفُؤادِ حتّى اغترَّ بذلك شيخُ شيوخِنا الشِّهابُ وتظرَّف ، فقال :
مِنَ الفُؤادِ اشتُقَّت الفائِدَهْ |
|
والنَّفْسُ يا صاحِ بذَا شاهِدَهْ |
لِذَا تَرَى أَفئدةَ النَاسِ قد |
|
مالَتْ لمَنْ في قُرْبِهِ فائِدهْ |
وَفَيَّدَ تَفْييداً : تَطَيَّر من صَوْت الفَيَّادِ ، أَي ذَكَرِ البُوم ، قال الأَعشى :
وَيْهَمَاءَ باللَّيْلِ عَطْشَى الفَلا |
|
ةِ يُؤْنِسُني صَوْتُ فَيَّادِهَا (١) |
وأَفَدْتُ المالَ : استفدْتُه ، وأَفدتُ المالَ أَعطَيْتُه غيرِي ، قاله الكسائيُّ ، وهو ضِدٌّ ، ويقال : المُفِيدُ في قول القَتَّالِ السابِقِ (٢) : هو المستفِيدُ.
وفي حديثِ ابنِ عَبَّاسٍ ، في الرجُلِ يَسْتَفِيد المَالَ بطرِيقِ الرِّبْحِ أَو غيرِه ، قال : يُزَكِّيه يومَ يَسْتفِيدُهُ أَي يومَ يَمْلِكُه. قال ابنُ الأَثير : وهذا لَعَلَّه مَذهبٌ له ، وإِلَّا فلا قائِلَ به من الفقهاءِ ، إِلَّا أَن يكون للرَّجلِ مالٌ قد حالَ عليه الحَوْلُ ، واستفاد قبْلَ وُجوبِ الزّكاةِ فيه مالاً ، فيُضِيفُه إِليه ، ويَجْعَلُ حولَهما واحداً ، ويُزكِّي الجميع. وهو مَذهبُ أَبي حنيفةَ وغيرِه.
وقال ابنُ شُمَيْلٍ : يقال هما يَتَفايدانِ بالمالِ بينَهما ، أَي يُفِيد كُلُّ واحدٍ منها صاحِبَهُ. ولا تَقُلْ (٣) هما يتفاوَدانِ العِلْمَ ، أَي يُفِيدُ كلُّ واحدٍ منهما ، فإِنَّه قولُ العَامُّةِ ، هذا نصُّ عبارةِ ابنِ شُمَيْلٍ. وقد تحامَل شيخُنا على المصنِّف ، هنا وهنالِكَ ، وغلَّطه وأَطلَق القَيْدَ ، وقال : قُل يَتَفَايَدان ، ويتفادَّان ، ويتفادَدَانِ ، فأَغرَبَ ، وزادَ في الطُّنْبُورِ نَغْمَةً وأَطْرَبَ.
وفائِدٌ : جَبَلٌ واسمٌ.
__________________
(١) بالأصل : «وبهماء» وما أثبت عن التهذيب ، ويهماء بالياء المثناة التحتية المفازة لا ماء فيها ، ولا يهتدي لطرفها.
وقوله «عطشى» كذا بالأصل والتهذيب واللسان والصواب «غطشى» بالغين المعجمة ، وفلاة غطشى مظلمة ، وفي اللسان «غطش» قال : اليهماء الأرض التي لا يهتدي فيها لطريق ، والغطشى مثله.
(٢) يعني قوله :
مهلك مالٍ ومفيد مالِ
(٣) لم ترد كلمة «ولا تقل» في التهذيب ، وبدلها : والناس يقولون.