عَلُّون (١) ، وهو الصّواب الحَدِيثِيُّ ، عن أَبي عليِّ بنِ الصّوّاف.
وزَوَّادُ بنُ مَحْفُوظ القُرَيْعيُّ البصريُّ ، عن الحِرْمازِيِّ ، وعنه أَخو ذَوَّاد : مُحَدِّثان.
ومن المجاز هو زاد الرَّكْب ، وأَزْوادُ الرَّكْبِ لقبُ ثَلاثة من قُريش : مُسَافِرُ بنُ أَبي عَمْرو بنِ أُمَيَّة ، وزَمْعَةُ بنُ الأَسْودِ بن المطَّلب بن أَسَدِ بن عبد العُزَّى بن قُصَيٍّ ، وأَبو أُمَيَّةَ بنُ المُغِيرَةِ بنِ عبد الله بنِ عَمْرو بن مَخزوم والد أُمِّ المؤمنين أُمِّ سَلَمَةَ ، رضياللهعنها.
سُمُّوا بذلك لأَنّه ، وفي نسخة : لأَنهم ، لم يَكُنْ يَتَزَوَّدُ مَعَهُم أَحَدٌ في سَفَر ، يُطْعمونه وَيَكْفُونه الزَّادَ ويُغْنُونَه ، وذلك خُلُقٌ من أَخْلاقِ قُريشٍ ، ولكن لم يُسَمَّ بهذا الاسم غيرُ هؤلاءِ الثلاثةِ.
ووَرَد في الأَمثال : «أَقْرَى مِن زَادِ الرَّكْبِ» فقيل هو واحدٌ منهم ، وقيل : الكُلُّ.
وزادُ الرَّكْبِ : فَرَسٌ معروف ، من الخيل التي وَصفَهَا الله ، عزوجل بالصافِنات الجِيَاد.
سُمِّيَ به ، لأَنه كان يَلْحَق الصَّيْد ، فكان الوَفدُ إِذا نزَلُوا رَكِبه أَحدُهم فصادَ لهم ما يَكْفِيهم ، أَعطاهُ سُليمانُ ، صَلَوَاتُ الله عليه وسلامُه وعلى نَبيِّنا ، للأَزْد القَبيلة المشهورة لمَّا وَفَدُوا عَلَيْه ، فتنَاسلَ عندَهم وأَنجبَ ، قاله أَبو الثدي (٢) قيل : ومنه أَصْلُ كلِّ فرس عَربيٍّ.
وذُو زُودٍ ، بالضّمّ ، اسمُه سَعيدٌ ، وهو من أَقْيَال حِمْير ، كَتَب إِليه أَبو بَكْرٍ رَضيَ الله عَنْه ، في شأْن الرِّدَّة الثانيَة من أَهْل اليَمَن ، نقله الصاغانيُّ.
* ومما يستدرك عليه :
كلُّ عَملٍ انقُلِبَ به من خير أَو شَرٍّ ، عَمَلٍ أَو كَسْبٍ ، زادٌ ، على المَثَل.
وفي التنزيل العزيز (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزّادِ التَّقْوى) (٣) وتَزوَّدَ من الدُّنْيا للآخرة. وزوَّدْته كِتاباً [إِلى فلان] (٤) ، وتَزوَّدَ من الأَمير كِتاباً لعامِله ، وتَزَوَّدَ منّي طَعْنَةً بين أُذُنَيْه ، وسِمَةً فاضحَةً بينَ عَيْنَيْه.
[زيد] : الزّيدُ ، بالفتح ، والكسر ، والتحريك قال شيخنا : ولو قال : الزَّيْد ، ويُكسر ويُحرّك ، كان أَخصر ، وأَوْفَقَ بقواعده ، والزِّيادةُ ، بالكسر والمَزِيدُ ، والمَزَادُ ، والزَّيْدَانُ ، بفتح فسكون ، كلّ ذلك بمعنىً ، أَي بمعنَى النُّمُوِّ والزَّكَاءِ.
والأَخير شاذٌّ كالشَّنْان ، وذلك قالوا : الشَّنْآن والَّليَّان ، لا ثالثَ لهما ، وعلى ما للمصنّف يزَادُ : زَيْدَانُ.
ويقال هم زَيْدٌ على المِائة وزِيدٌ ، بالكسر والفتح ، وبهما ، رُوِيَ قولُ ذِي الإِصْبَعِ العَدْوانِيِّ :
وأَنتُمُ مَعْشَرٌ زَيْدٌ على مِائَةٍ |
|
فأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ طُرّاً فكِيدُونِي |
وزِدْتُه أَنا أَزِيده زِيادةً : جَعَلْت فيه الزِّيادة وأَمَّا الزُّوَادَة ، بالضّمّ ، فتَصْحيفٌ من الجَوْهَريّ ، وإِنما هي الزُّوَارَة والزِّيارة ، بالراءِ ، بلا ذِكْر النُّمُوِّ ، نبَّه عليه الصاغانيّ في تكملته ، وعبارة الجَوْهريّ إِنما هو نَقْلٌ عن يَعْقُوبَ ، عن الكِسَائيّ ، عن شُيوخه ، فلا أَدري كيف يُنْسَب الغلَطُ إِلى الناقل فتأَمَّلْ.
وزادَه الله خَيْراً وزَيَّدَه خَيْراً ، ـ إِشارةٌ إِلى أَن زَاد يتَعَدَّى إِلى مَفْعُولَيْن ثانيهمَا : خَيْراً ، ومنه قولُه تعالى : (فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً) (٥) وأَمثاله ، ولا عبرةَ بمن أَنكَره ـ فَزادَ ، وقد يَتعدَّى لواحد ، ومطاوعُه : زاد ، لازماً ، وازدَاد ، ومُطَاوع المتعدِّي لاثنين يَتعدَّى لواحدٍ نحو زادَ كذَا وازدادَ.
وفي «العِنايَة» أَن ازدادَ يَرِدُ في كلامهم لازماً ومتعدِّياً باتّفاق أَهل الُّلغة ، وقالوا إِن الازديادَ أَبلغُ من الزِّيادة ، كالانتساب والكَسْب ، كذا قاله شيخنا.
ومن المجاز : استزادَهُ : استقصَرَه وشَكَاه ، أَي عتب عليه في أَمرٍ لم يَرْضه وطَلبَ منه الزِّيادة ، ويقال : لا مُستزادَ
__________________
(١) وهي كذلك في التكملة.
(٢) التكملة : ١ أبا الندى.
(٣) سورة البقرة الآية ١٩٧.
(٤) زيادة عن الأساس.
(٥) سورة البقرة الآية ١٠.