رَصَداً (١) أَي إِذ أَنزلَ المَلَك بالوَحْي أَرْسَل الله معه رَصَداً ، يحفظون المَلَكَ من أَن يَأْتيَ أَحدٌ من الجنّ فيَستمعَ الوَحْيَ فيُخْبرَ به الكَهَنَةَ ويُخْبِروا به النَّاسَ ، فيُساوُوا الأَنبياءَ.
وقَومٌ رَصَدٌ ، كحَرَسٍ ، وخَدَم ، وفُلانٌ يَخاف رَصَداً من قُدَّامه وطَلَباً من وَرائه : عَدُوًّا يَرْصُده.
والرَّصَدُ : القليل من الكَلإِ ، كما قاله الجوهريّ. وزاد ابن سيده : في أَرض يُرْجَى لها حَيَا الرَّبيع.
والرَّصَد أَيضاً : القليل من المَطَرِ ، كالرَّصْد ، بفتح فسكون ، وقيل : هو المطرُ يأْتِي بعد المَطَرِ ، وقيل : هو المطرُ يَقَع أَوَّلاً لما يأْتي بعدَه ، وقيل : هو أَوَّل المَطَر.
وقال الأَصمعيّ : من أَسماءِ المَطَرِ الرَّصْد. وعن ابن الأَعرابيّ : الرَّصَدُ : العِهَادُ تَرْصُد مَطَراً بعدَها ، قال : فإِن أَصابَها مَطَرٌ فهو العُشْب ، واحدتها عِهْدة (٢) واحدته رَصَدة ورَصْدة ، الأَخيرة عن ثعلب ج : أَرصاد ، عن أَبي حنيفة وفي بعض أُمَّهاتِ اللُّغة ، عن أَبي عُبيْدٍ : رِصَادٌ ، ككِتَابٍ.
ويقال : أَرْضٌ مُرْصِدَةٌ ، كمُحْسِنة : بها شيءٌ مِن رَصَدٍ ، أَي الكلإِ ، ويقال : بها رَصَدٌ من حَياً.
أو المُرْصِدة : هي التي مُطِرَتْ ، وتُرْجَى لأَنْ تُنْبِتَ ، قاله أَبو حنيفةَ (٣). ويقال : رُصِدَت الأَرضُ فهي مَرصودة أَيضاً : أَصابَتْهَا الرَّصْدةُ.
وقال ابن شُمَيْل : إِذا مُطِرت الأَرض في أَوَّل الشتاءِ فلا يقال لها : مَرْتٌ ، لأن بها حينئذٍ رَصْداً ، والرَّصْدُ حينئذ : الرّجاءُ لها ، كما تُرْجَى الحامِل (٤).
وقال بعض أَهلِ اللُّغَةِ : لا يقال مَرْصودَةٌ ولا مُرْصَدَة ، إِنما يقال : أَصابَها رَصْد [ورَصَدٌ] (٥).
ورُصِّدُ ، بضمّ الراءِ ، وسكون الصّاد المشدَّدة ، هكذا في النُّسخ. والصواب : كسر الصاد المُشَدّدة (٦) ، كما هو نصُّ التكملة : ة باليمين من أَعمال بَعْدَان.
* وممَّا يستدرك عليه :
الرَّصِيد : الحَيَّةُ الّتي تَرصُدُ المارَّةَ على الطَّرِيقِ لتَلْسَعَ.
وفي الحديث. «فأَرْصَدَ الله على مَدْرَجَتِهِ مَلَكاً» أَي وَكَّلَه بِحِفْظها.
وترَصَّدَ له : قَعَدَ له على طَرِيقه.
وراصَدَه : رَاقَبَه.
والمَرْصَد : موضع الرَّصْد. وقَعَد له بالمَرْصَد ، والمرتصَد ، والرَّصَد ، كالمِرْصاد. ومَرَاصِدُ الحَيّات مكَامِنُها.
وقال عرَّام : الرَّصائد والوصائد : مَصايدُ تُعَدُّ للسِّباع.
ومن المجاز قولُ عَدِيّ :
وإِنَّ المَنَايا لِلرِّجالِ بمَرْصَدِ (٧)
ومن المجاز أَيضاً : أَرصَدَ الجَيْش للقِتَال ، والفَرسَ للطِّراد ، والمالَ لأَدائه (٨) الحقَّ : أَعدَّه لذلك.
وارتَصدَ لك العقوبة.
ويَرْصُد الزكاةَ في صِلَة إِخوانه : يَضَعُهَا فيها على أَنَّه يَعْتَدُّ بصِلَتِهم من الزّكاة.
ولا يُخْطِئك منّي رَصَداتُ خَيرٍ أَو شَرٍّ : أَكافئك بما كان منك. وهي المَرَّات من الرَّصد الذي هو مصدر (٩) ، أَو جمع الرَّصْدة التي هي المَرَّة. كما في الأَساس.
ونقل شيخُنا عن العناية : وإِرصادُ الحِسَابِ : إِظهارُه وإِحصاؤُه أَو إِحضارُه ، انتهى.
ورُوِي عن ابن سِيرينَ أَنه قال : كانوا لا يَرْصُدون الثِّمارَ في الدَّيْنِ ، وينبغي أَن يُرْصَد العَيْنُ في الدَّينِ. وفسَّره ابنُ المبارك فقال : مَن عليه دَيْن ، وعِنْدَه من العَيْنِ مثلُه لم تَجِب عليه الزَّكاةُ ، وتَجب إِذا أَخرجتْ أَرضُه ثَمَرةً ، ففيها العُشْرُ.
__________________
(١) سورة الجن الآية ٢٧.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله واحدتها عهدة الخ في اللسان بعد قوله عهدة : أراد نبت العشب أو كان العشب ، قال : وينبت البقل حينئذ مقترحاً صلباً واحدته رَصَدة ورَصْدة اه.»
(٣) كذا بالأصل واللسان ، ونسبت العبارة في التهذيب لابن شميل.
(٤) في التهذيب : «الحاملة» وفي اللسان «الحائل».
(٥) زيادة عن اللسان.
(٦) وهي أيضاً بكسر الصاد المشددة في نسخة ثانية من القاموس.
(٧) صدره في ديوانه :
أعاذلُ إِن الجهل من ذِلّة الفتى
(٨) الأساس : لأداء الحقوق إِذا أعددته لذلك وجعلته يسيل منه.
(٩) الأساس : مصدر رصده بالمكافأة ، ويجوز أن يكون جمع الرَّصْدة وهي المطرة.