قال الأَصمعيّ : المِرْبَد : كلّ شيءٍ حُبِسَتْ به الإِبلُ والغنمُ ولهذا قيل مِرْبَدُ النَّعَمِ الذي بالمدينة. والمِرْبَد : الجَرِينُ الذي يُوضَع فيه التَّمْرُ بعد الجَدَاد لِيَيْبَسَ. قال سيبويهِ : هو اسم كالمِطْبخ (١).
وقال أَبو عُبيد : المِرْبَد ، بلُغةِ أَهلِ الحِجاز. والجَرِين لهم أَيضاً ، والأَنْذَرُ ، لأَهْلِ الشأْم. والبَيْدَرُ لأَهل العراق.
قال الجوهريُّ : وأَهلُ المدينةِ يُسَمُّون الموْضِعَ الذي يُجَفَّف فيه التَّمْرُ لِيَنْشَف : مِرْبَداً ، وهو المِسْطَح ، والجَرِينُ.
والمِرْبَد للتَّمْرِ كالبَيْدَرِ للحِنْطة.
وفي الحديث : «حتَّى يَقُومَ أَبو لُبَابَةَ يَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِهِ بإِزارِه» ، يعني مَوضِع تَمْرِه وبه سُمِّيَ مِرْبَدٌ : ع بالبَصْرَة ، وقيل : لأَنه كان تُحْبَسُ به الإِبِلُ.
والرُّبْدَة بالضّمّ الغُبْرَة ، أَو لَونٌ إِلى الغُبْرَةِ ، وقال أَبو عُبَيْدةَ : هو لَوْنٌ بين السَّوادِ والغُبْرَة ، وقد ارْبَدَّ ارْبِدَاداً (٢) وارْبَادَّ ارْبيداداً ، كاحمَرَّ ، واحْمَارَّ ، فهو مُرْبَدُّ ومُرْبَادٌّ.
ومنهالحديث. «وآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَدُّ كالكُوزِ مُجَخِّياً».
ومن المجاز : داهِيَةٌ رَبْدَاءُ. الرَّبْداءُ : المُنْكَرَةُ. والرَّبداءُ من المَعَزِ : السَّوْداءُ المُنَقَّطَةُ بِحُمْرةٍ ، وهي المُنقَّطة المَوْسومةُ مَوْضِعَ النِّطاقِ منها بحمرة ، وهي من شِيَاتِ المَعز خاصَّةً ، وشاةٌ رَبداءُ : منقَّطَةٌ بحُمْرة ، وبَياضٍ ، أَو سَواد.
والأَرْبَدُ : حَيَّةٌ خَبِيثةٌ ، وقيل ضَرْبٌ من الحَيَّاتِ يَعَضُّ (٣) الإِبِلَ.
والأَرْبَد : الأَسَدُ ، كالمُتَرَبِّدِ ، عن الصاغانيّ.
وأَرْبَدُ بن ضَابئٍ الكلابِيُّ (٤).
وأَرْبَدُ بنُ شُرَيْحٍ المازِنِيّ.
وأَرْبَدُ بنُ رَبِيعَةَ ، وهو أَخو لَبِيدٍ الشاعرِ (٥). شُعَراءُ.
وقال ابن شُمَيل : لمّا رآني تَرَبَّد لَوْنُه ، وتَرَبُّدُه : تَلَوُّنه ، تَراه أَحْمَرَ مرَّةً ، وأَصفَرَ مرَّةً ، وأَخْضَرَ مَرَّة ، ويَتَرَبَّدُ لَوْنُه من الغَضَبِ ، أَي يَتلوَّن. وتَرَبَّدَ وَجْهُه : تَغَيَّرَ ، وقيل : صارَ كَلَوْن الرَّمَادِ كارْمَدَّ. وإِذا غَضِبَ الإِنسانُ ترَبَّدَ وَجْهُه ، كأَنَّه يَسْوَدُّ منه مواضِعُ.
وفي الحديث : «كان إِذا نَزَلَ عليه الوَحْيُ ارْبَدَّ وَجْهُه» ، أَي تَغَيَّر إِلى الغُبْرَة.
وفي حديث عَمْرِو بن العاصِ : «أَنّه قام من عندِ عُمَرَ مُرْبَدَّ الوَجْهِ في كلامٍ أُسْمِعَه».
وتَرَبَّدَت السَّمَاءُ : تَغَيَّمَتْ ، وهي مُتَرَبِّدة : مُتغَيِّمة.
وتَربَّد الرَّجلُ تَعَبَّس.
وفي مَتْنِه رُبَدٌ ، الرُّبَدُ ، كَصُرَدٍ : الفِرِنْدُ ، هُذَلِيَّةٌ. قال صَخْرُ الغَيِّ :
وصارِمٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُهُ |
|
أَبْيَضُ مَهْوٌ في مَتْنِه رُبَدُ |
وسيْفٌ ذو رُبَدٍ إِذا كُنتَ تَرَى فيه شِبْهَ غُبَارٍ ، أَو مَدَبّ نَمْلٍ يكون في جَوهَرِه.
والرَّبِيدُ كأَمِيرٍ تَمْرٌ مُنَضَّدٌ في الجِرَارِ أَو في الحُبِّ ، ثم نُضِحَ عَلَيْهِ الماءُ.
وفي بعض الأُمَّهات (٦) : ثم نُضِحَ بالماءِ.
والرَّبِيدة بهاءٍ : قِمَطْرُ المَحَاضِرِ ، وهي السِّجِلَّاتُ.
والرَّابِدُ : الخازِنُ ، وقد رَبَدَ الرّجلُ إِذَا كَنَزَ التَّمْرَ في الرَّائِد ، وهي الكَرَاحَات (٧).
وقال أَبو عدنان : المُرْبَّدُ : كمُحْمَرّ : المُوَلَّع بسَوادٍ وبَياضٍ ، وقد ارْبَدَّ وارْبَادَّ ، كاحْمَرَّ واحْمَارَّ ، وتَرَبَّد ، كلّ ذلك إِذا احمَرَّ حُمْرَةً فيها سَوَادٌ.
وأَرْبَدَةُ ، بفتح فسكون ، وفي «التقريب» : بكسر فسكون ، ومُوَحّدة مكسورة ، أَوْ أَرْبَدُ ، بحذف الهاءِ ، التَمِيمِيُّ المُفَسِّر تَابِعِيٌّ صَدُوقٌ ، من الثالثة.
__________________
(١) عن اللسان وبالأصل : «المطبخ».
(٢) عن الصحاح وبالأصل «اربداد».
(٣) عن اللسان وبالأصل «بعض».
(٤) في المؤتلف للآمدي ص ٢٦ : «الكلبي» وسماه في معجم البلدان : (مادة سمنان) : يزيد.
(٥) انظر سياق نسبه في الأغاني والمؤتلف والمختلف للآمدي ص ٢٥.
(٦) وهي عبارة اللسان ، وفي الصحاح فكالقاموس.
(٧) في التهذيب الكراخات بالخاء ، وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله : الكراحات ، كذا باللسان أيضاً ولم أظفر به فيما بيدي من أصول اللغة ، ولعله الكراخات بالمعجمة جمع كراخة وهي الشقة من البواري كما في المجد ، فليحرر».