وخُلُوداً ، كقُعُود : أَبْطَأَ عنه الشَّيْبُ وقد أَسَنَّ كأنما خُلِقَ ليَخْلُد.
وفي التهذيب : ويقال للرّجلِ إِذا بقِيَ سَوادُ رأْسِه ولِحْيتِه ، على الكِبَرِ ، إِنه لمُخْلِدٌ. ويقال للرّجل ، إِذا لم تَسقُط أَسنانُه من الهرَمِ : إِنه لمُخْلِدٌ. وهو مَجازٌ. وزاد في الأَساس : وقيل : هو بفتح اللّام ، كأَنّ الله أَخْلَده عليها.
وخَلَدَ بالمكانِ يخلُد خُلُوداً ، وكذا خَلَدَ إِليه ، إِذَا بَقِيَ وأَقام كأَخْلَدَ ، وخَلَّد ، فيهما. قال الصاغانيّ : خَلَدَ إِلى الأَرض خُلُوداً وَخلَّد إِليها تَخْلِيداً ، لُغتانِ قَلِيلتانِ في أَخْلَد إِليها إِخْلَاداً. وسَوَّى الزّجّاج بين خَلَّدَ وأَخْلَدَ ، يقال : خلَّدَه اللهُ تَخْلِيداً ، وأَخلَدَه إِخلاداً. وأَهلُ الجَنَّة خالِدونَ مُخَلَّدون ، وأَخلَد اللهُ أَهْلَ الجنَّة إِخلاداً.
وقوله تعالى : (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) (١) أَي يَعْمَلُ عَمَلَ مَن لا يَظُنُّ مع يَسارِه أَنه يموت.
والخَوالِدُ : الأَثَافِيُّ في مواضعها والخَوَالِدُ : الجِبَالُ والحِجَارَةُ والصُّخورُ ، لطولِ بَقائها بعد دُرُوس الأَطلالِ ، وقال :
إِلَّا رَمَاداً هامِداً دَفَعَتْ |
|
عَنْهُ الرِّياحَ خَوالِدٌ سُحْمُ |
قال الجوهريُّ : قيل لأَثافِيَ الصخور : خَوالدُ لطُولِ بقائِها (٢) بعد دُروس الأَطلالِ.
وعن ابن سيده : أَخْلَدَ الرَّجلُ بصاحبه : لَزِمَهُ ، وقال أَبو عَمرٍو : أَخْلَدَ به إِخلاداً ، وأَعْصَمَ به إِعصاماً ، إِذَا لَزِمَه.
ومن المَجَاز : أَخلد إِليه : مالَ وَرضِيَ به.
وفي حديث عليٍّ كَرّم الله وَجْهَه يذُمُّ الدُّنيا : «مَن دانَ لها وأَخْلَدَ إِليها» أَي رَكَنَ إِليها ولَزِمها. ويقال : خَلَدَ إِلى الأَرضِ ، بغير أَلف ، وهي قليلةٌ ، وعن الكسائيّ : خَلَدَ ، وأَخْلَدَ ، وخَلَّد إِلى الأَرض ، وهي قَليلة.
وقوله تعالى : (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ) وِلْدانٌ (مُخَلَّدُونَ) (٣) ، أَي مُقَرَّطُون بالخِلَدة ، وهي جماعة الحَلْيِ. وقال الزّجَّاج (٤) : مُحَلَّوْن ، أَو مُسَوَّرُون ، يَمانِيَةٌ ، قاله أَبو عُبَيْدة (٥) وأَنشد:
ومُخَلَّدَاتٌ باللُّجَيْنِ كأَنَّمَا |
|
أَعْجَازُهُنَّ أَقاوِزُ الكُثْبانِ |
أَو مُخَلَّدون لا يَهْرَمُون أَبداً ، يقال للّذي أَسَنَّ ولم يَشِبْ : كأَنه مُخَلّدٌ.
وقيل : معناه : يَخدُمهم وُصفاءُ لا يُجاوِزُونَ حَدَّ الوَصَافَة.
وقال الفَرَّاءُ في قوله : (مُخَلَّدُونَ) : إِنهم على سِنٍّ واحد (٦) لا يتَغيَّرون.
وخالِدٌ وخُوَيْلِدٌ وخَالِدَةُ ومَخْلَدٌ ، كمَسْكَنٍ ، وخُلَيْدٌ ، ويَخْلُدُ ، وخَلَّادٌ ، وخَلْدَةُ وخُلَيْدَةُ مثل زُبَيْرٍ ويَنْصُرُ وكَتَّانٍ وحَمْزَةَ وجُهَيْنَةَ ، أسماءُ.
ومَسْلَمَةُ بن مُخَلَّدٍ ، كمُعَظَّمٍ ابن الصّامِت الخَزْرَجِيّ السّاعِديّ ، صحَابِيٌّ ، وله رِواية يَسيرةٌ ، كذا في «التجريد».
والخالِدَانِ من بني أَسدٍ ، وهما : خالدُ بنُ نضْلة بنِ الأَشْتَرِ بن جَحْوَانَ بن فقْعَس ، وخالِدُ بنُ قَيْسِ بْنِ المُضلَّلِ بن مالِكِ بن الأَصغرِ بن مُنْقِذ بن طرِيف بن عمْرِو بن قُعيْنٍ ، قال الأَسودُ بن يَعْفُرَ :
وقبْليَ ماتَ الخالدانِ كِلاهُما |
|
عَمِيدُ بني جَحْوان وابن المُضلَّلِ (٧) |
* ومما يستدرك عليه :
الخالِديُّ : ضرْبٌ من المكايِيل ، عن ابن الأَعرابيّ.
__________________
(١) سورة الهمزة الآية ٦٣.
(٢) في الصحاح : خوالد لبقائها.
(٣) سورة الواقعة الآية ١٧ والآية ١٩ من سورة الإِنسان.
(٤) اللسان : الزّجّاجي.
(٥) اللسان : أبو عبيد.
(٦) كذا بالأصل واللسان وأصل التهذيب بتذكير السن وهو الصواب إِن أراد السّن على إِرادة العمر. والمعروف أن السنّ مؤنثة كما في الصحاح قال : السن مؤنثة وتصغيرها سنينة وقد يعبر بالسن عن العمر» ، وفي المصباح : السن مؤنثة والسن إِذا عنيت بها العمر مؤنثة أيضاً لأنها بمعنى المدة وفي القاموس : والسن ... مقدار العمر مؤنثة.
(٧) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله وقبلي الخ قال ابن بري صواب إِنشاده : فقبلي بالفاء لأنها جواب الشرط في البيت الذي قبله وهو :
فإِن بك يومي قد دنا وإِخاله |
|
كواردة يوماً إِلى ظمءِ منهلِ |
كذا في اللسان».