ومن المجاز : إِذا فَعلَ شَيْئاً من المعروفِ ثم رجعَ عنه يقال : رَجَع إِلى مَحْكِدِه.
ومن الأَمثال «حُبِّبَ إِلى عَبْدِ [سَوْءٍ] (١) مَحْكِدُه».
[حلبد] : الحِلْبِدُ ، كزِبْرِج ، أَهمله الجوهريّ ، وصاحب اللسان ، وقال الصاغانيّ : هو من الإِبِل : القَصيرُ ، وهي بهاءٍ ، كما في العباب.
ويقال ضَأْنٌ حُلبِدَة ، كعُلَبِطة : ضخْمَة ، كما في التكملة.
[حلقد] : الحِلْقِد كزِبْرِج ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن الأَعرابيّ : هو السَّيِّئُ الخُلُقِ الثَّقِيلُ الرُّوحِ كالحِقْلِد. كذا في التهذيب ، والتكملة.
[حلد] : إِبلٌ مَحالِيدُ ، أَهمله الجوهريّ ، والجماعة ، أَي وَلَّت أَلبانُها.
قلت : وقد تقدَّم له هذا المعنى بعينه : إِبِلٌ مَجالِيدُ. فإِن لم يكن تَصحيفاً من بعض الرُّواةِ فلا أَدْرِي.
[حمد] : الحَمْدُ : نَقِيض الذَّمِّ ، وقال الِّلحيانيُّ : الحَمْدُ : الشُّكْرُ ، فلم يُفرّق بينهما.
وقال ثَعْلَبٌ الحَمْدُ يكون عن يَد ، وعن غير يَدٍ ، والشُّكْرُ لا يكون إِلّا عن يَد.
وقال الأَخفشُ : الحَمدُ لله : الثَّنَاءُ.
وقالَ الأَزهريُّ : الشُّكْر لا يكون إِلّا ثَنَاءً لِيد أَولَيْتَهَا ، والحمدُ قد يكون شُكْراً للصنيعةِ ، ويكون ابتداءً للثّناءِ على الرَّجل. فحَمدُ الله : الثَّناءُ عليه ، ويكونُ شُكْراً لِنِعَمه التي شَمِلَت الكُلّ. والحمْدُ أَعمُّ من الشُّكْر.
وبما تقدَّم عَرَفْت أَن المصنِّف لم يُخَالِف الجُمهورَ ، كما قاله شيخُنَا ، فإِنه تَبع اللِّحْيَانِيَّ في عدَمِ الفَرْقِ بينهما. وقد أَكثَر العلماءُ في شرحهما ، وبيانهما ، وما لَهُما ، وما بينَهما من النَّسب ، وما فيهما من الفَرْق من جِهة المتعلَّق أَو المدلول ، وغير ذلك ، ليس هذا محلَّه.
والحَمْدُ : الرِّضا ، والجزاءُ ، وقَضَاءُ الحقِّ وقد حَمِدَه كسَمِعَه : شَكَرَه وجَزَاه وقَضَى حَقَّه ، حَمْداً ، بفتح فسكون ومَحْمِداً بكسر الميم الثانِية ، ومحْمَداً ، بفتحها ، ومَحمِدَة ومحمدَةً بالوَجْهين ، ومَحْمِدَةٌ ، بكسرها نادرٌ. ونقلَ شيخُنَا عن الفناريّ في أوائلِ حاشية التّلويحِ أَن المَحْمِدةَ بكسر الميم الثانية مصدر ، وبفتحها خَصْلَة يُحْمَد عليها. فهو حمُودٌ ، هكذا في نسختنا. والذي في الأُمَّهات اللُّغَوية (٢) : فهو مَحمود ، وحَمِيدٌ ، وهي حَمِيدةٌ ، أَدخلوا فيها الهاءَ ، وإِن كانت في المعنَى مفعولاً ، تَشبيهاً لها برَشيدة ، شَبَّهوا ما هو في معنَى مفعولٍ بما هو في معنَى فاعِلٍ ، لتقاربِ المَعْنَيْينِ.
والحَمِيدُ ، من صفاتِ الله تعالى بمعنى المَحْمُودِ على كلّ حال ، وهو من الأَسماءِ الحُسْنَى.
وأَحْمَدَ الرَّجُلُ : صار أَمْرُهُ إِلى الحَمْدِ ، أَو أَحْمَدَ : فَعَلَ ما يُحْمَدُ عليه.
ومن المجاز يقال : أَتَيْتُ موْضِعَ كذا فأَحْمَدْتُه ، أَي صادَفْتُه مَحموداً موافِقاً ، وذلك إِذا رَضِيت سُكْناه أَو مَرْعَاه.
وأَحْمَدَ الأَرْض : صادَفَهَا حَمِيدةً ، فهذه اللُّغَةُ الفصيحة كحمِدَها ، ثُلاثيّاً. ويقال : أَتيْنا فُلاناً فأَحْمَدْنَاه وأَذْممناه ، أَي وَجدْناه محموداً أَو مذْموماً.
وقال بعضهم : أَحْمَدَ فُلاناً إِذا رَضِيَ فِعْلَهُ ومَذْهَبَه ولم يَنْشُرْهُ للنّاسِ ، وأَحْمَدَ أَمْرَهُ : صار عنده محْمُوداً.
وعن ابن الأَعرابيّ : رجُلٌ حَمْدٌ ومَنْزِلٌ حَمْدٌ ، وأَنشد :
وكانَتْ من الزَّوجاتِ يُؤْمَنُ غَيْبُهَا |
|
وتَرْتَادُ فيها العَيْنُ مُنْتَجَعاً حمْدَا |
وامرَأَةٌ حَمْدٌ وحَمْدَةٌ ومَنزِلةٌ حَمْدٌ ، عن اللِّحْيَانيّ : مَحْمُودةٌ مُوافِقةٌ.
والتَّحْمِيدُ حَمْدُ ك الله عزّ وجَلّ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّة ، وفي التهذيب : التَّحميد : كَثْرَةُ حَمْدِ اللهِ سبحانَه بالمحامد الحَسَنة ، وهو أَبلغُ من الحَمْدِ. وإِنَّهُ لحمَّادٌ للهِ عزَّ وجَلَّ.
ومنه أَي من التَّحميد مُحَمَّد ، هذا الاسمُ الشريف الواقعُ عَلَماً عليه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو أَعظم أسمائه وأَشهرُهَا كأَنّه حُمِدَ مَرَّةً بَعْدَ مَرّة أُخْرَى.
__________________
(١) زيادة عن اللسان. وهو مثل يضرب له ذلك عند حرصه على ما يهينه ويسوؤه.
(٢) مثل اللسان والصحاح والمجمل لابن فارس.