والجَرْدُ ، بفتح فسكون : الفَرْجُ ، للذّكر والأُنثَى. وفي بعضِ النُّسخ «الفرخ» ، بالخَاءِ المعجمة ، وهو تحريف والذَّكَر. قال شيخُنا : من عطْف الخاصّ على العامّ والجَرْد : التُّرْسُ ، والبَقِيَّةُ مِنَ المال.
وفي التَّهذيب : قال الرّياشيّ : أَنشدني الأَصمعيُّ في النون مع الميم :
أَلَا لَها الوَيْلُ علَى مُبِينِ |
|
علَى مُبِينِ جَرَدِ القَصِيمِ (١) |
الجَرَد ، بالتَّحْرِيك : د ، هكذا في سائر النُّسخ. وفي الصّحاح : اسم مَوضعٍ ببلادِ تَمِيمٍ ، والقَصِيمُ نَبْتٌ ، وقيل مَوضعٌ بعَينه مَعروف في الرِّمال المتَّصلة بجِبالِ الدَّهْنَاءِ.
والجَرَدُ ، محرّكَةً : عَيْبٌ ، م ، أَي معروف في الدَّوَابِّ ، أَو هو بالذَّال المعجمة ، وقد حكى ذلك. والفِعل منه جَرِدَ جَرَداً. قال ابن شُميل : الجَرَدُ : وَرَمٌ في مُؤَخَّر عُرْقُوبِ الفَرَسِ يَعْظُم حتّى يَمنَعَهُ المَشْيَ والسَّعْيَ. وقال أَبو منصور (٢) : ولم أَسمعْه لغيره ، وهو ثِقَةٌ مأْمونٌ.
والجَارُودُ : المشئومُ ، بالهمزة ، وفي بعض النّسخ «المشتوم» من الشَّتْم. وهو مَجَاز ، كأَنّه يَجْرُد الخَيْرَ لشُؤْمه.
وفي اللِّسان : الجَرْدُ أَخْذُكَ الشيْءَ عن الشَّيْءِ حَرْقاً وسَحْقاً (٣) ، ولذلك سُمِّيَ المشئومُ جاروداً. والجارُودُ لَقَبُ بِشْرِ بن عَمرو بن حَنَشِ بن المُعَلَّى ، من بني عبد القيس العَبْديِّ الصحابيّ رضياللهعنه ، كُنْيته أَبو المُنْذر ، وقيل أَبو غِياث وهو أَصحُّ ، وضبطَه عبد الغَنيّ ، أَبو عتّابٍ ، وذكرهما أَبو أَحمدَ الحَاكم ، له حديث ، وقُتِلَ بفارِسَ ، في عقَبَةِ الطِّينِ سنةَ إِحدى وعِشرِين ، وقيل بنَهاوَنْدَ مع النُّعْمَانِ بن المُقرِّن ، سُمِّيَ به لأَنَّه فَرَّ بإِبلِهِ الجُرْدِ ، أَي الّتي أَصابَهَا الجَرَدُ إِلى أَخوالِهِ من بني شَيبانَ ففَشَا ذلك الدَّاءُ في إِبلِهِمْ فأَهْلَكَهَا. وفيه يقول الشاعر :
لقَدْ جَرَدَ الجارُودُ بَكْرَ بنَ وَائِلِ
ومعناهُ شُئِمَ عليهم ، وقيل : استأْصل ما عندَهم.
والجَارُودِيَّة : فِرْقةٌ من الزَّيْديَّة من الشِّيعَة نُسِبَتْ إِلى أَبي الجارودِ زيادِ بن أَبي زِيادٍ ، وفي بعض النُّسخ «ابن أَبي زِياد».
وأَبو الجارود هو الّذي سمَّاه الإِمَامُ الباقرُ سُرحُوباً (٤) وفَسَّره بأَنّه شيطانٌ يَسكْن البَحْرَ.
مِن مَذهَبِهِم النصُّ من النّبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على إِمامة عليٍّ وأَولاده ، وأَنَّه وَصَفَهم وإِنْ لم يُسمِّهم ، وأَنَّ الصحابَةَ رضياللهعنهم وحَماهم كَفَروا بمخالَفَتِه وتَرْكِهم الاقتداءَ بعليٍّ رضياللهعنه بعد النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم. والإِمامةُ بعد الحَسن والحُسين شُورَى في أَولادهما ، فمَنْ خَرَجَ منهم بالسَّيْف وهو عالمٌ شُجاعٌ فهو إِمامُ. نقله شيخُنَا في شرْحه.
ومن المَجاز : ضرَبَهُ بجريدةٍ. الجَريدَةُ هي سَعَفةٌ طَوِيلَةٌ رَطْبَةٌ ، قال الفارسيّ : أَو يابِسَة وقيل الجَريدةُ للنّخلة كالقَصِيب للشَّجرة ، أَو الجَريدةُ هي التي تُقَشَّرُ من خُوصِها كما يُقَشَّر القَضيبُ من وَرَقِه ، والجمعُ جَرِيدٌ وجرائدُ ، وقيل هي السَّعَفَة ما كانتْ ، بلُغةِ أَهْل الحِجاز. وفي الصّحاح : الجَريد : الذي يُجْرَد عنه الخُوصُ ، ولا يُسمَّى جَريداً ما دَامَ عليه الخُوصُ وإِنَّمَا يُسَمَّى سَعَفاً.
ومن المَجاز : الجَرِيدَة : خَيلٌ لا رَجَّالَةَ فيها ولا سُقّاط.
ويقال : نَدَبَ القائدُ جَرِيدَةً من الخَيل ، إِذا لم يُنْهِضْ معهم راجلاً. قال ذو الرُّمَّة يَصفُ عَيْراً :
يُقَلِّب بالصَّمَّانِ قُوداً جَرِيدةً |
|
تَرَامَى بهِ قِيعَانُه وأَخَاشِبُهْ |
ويقال جَريدةٌ من الخَيْل للجَماعةِ جُردَت من سائرها لوَجْهٍ ، كالجُرِد بالضّمّ.
والجَريدة : البَقيَّةُ من المال.
ومن المَجاز «أَشأَمُ من جَرَادَةَ» الجَرَادَةُ امرأَةٌ ، وهي قَيْنَةٌ كانت بمكّةَ ، ذكَرُوا أَنها غَنَّتْ رِجالاً بعَثَهُم عادٌ إِلى البَيت
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله ألا لها الخ قال ابن بري : البيت لحنظلة بن مصبح وأنشد صدره :
يا ربها اليوم على مبين
مبين اسم بئر ، وفي الصحاح : «اسم موضع ببلاد تميم» وفي التهذيب (قصم) : وأنشد ابن السكيت : يا ربها ...
(٢) تهذيب اللغة (جرذ) ١١ / ١٠.
(٣) كذا بالأصل واللسان ، وفي اللسان (جرف) : الجرف الأخذ الكثير ... وجرف الشيء يجرفه جرفاً ... والجرد أخذ الشيء عن الشيء عسفاً وجرفاً ومنه سمي الجارود وفي التهذيب : جزفاً وسحفاً.
(٤) بالأصل «سرخوبا» وما أثبت عن المطبوعة الكويتية.