* ومما يُستدرك عليه :
الأَثْآدُ : العُيوب ، عن ابن الأَعرابيّ. وقال أَبو حنيفةَ : إِذا نَعَتَّ غُضُوضَةَ النَّباتِ قلْتَ : مَعَدَ وثَأَدَ وَنَاعَمَ (١).
[ثرد] : ثرَدَ الخُبْزَ : فَتَّه ثم بَلَّه بمَرَقٍ ثمّ شَرَّفَه وَسْطَ القَصعةِ (٢). وهو الثَّرِيدُ والثَّرِيدَةُ والثُّرْدَةُ ، كما في الأَساس ، كاتَّرَدَه ، واثَّردَه ، بالتاءِ المثنّاة الفوقيّة والثاءِ المثلّثَة على افْتَعَله ، أَي بتشديد التاءِ والثَّاءِ ، أَي اتّخذَه. كان في أَصْله اثْتَرده على افتَعَل ، فلما اجتمَعَ حَرفانِ مَخْرجاهما مُتقارِبانِ في كلمةٍ واحدةٍ وَجَبَ الإِدغام ، إِلّا أَن الثّاءَ لما كانت مهموسةً ، والتاء مجهورة (٣) لم يَصِحَّ ذلك ، فأَبدَلُوا من الأَول تاءً فأَدغموه في مثله. وناسٌ من العرب يُبدِلُون من التاءِ ثاءً فيُدغمون فيقولون : اثَّرَدت ، فيكون الحرف الأَصليّ هو الظاهر ، كما في الصّحاح.
وثَرَدَ الثَّوْبَ : غَمَسَه في الصِّبْغ. وثَوبٌ مَثرُودٌ : مَغموسٌ فيه ، عن ابن شُمَيل.
وفي حديث عائشةَ رضياللهعنها «فأَخَذَتْ خِمَاراً لها قد ثَرَدَته بزَعْفرانٍ» ، أَي صَبَغَتْه.
وثَرَدَ الخُصْيَة : دلَكَهَا مَكَانَ الخِصَاءِ ، نقله الصاغانيّ.
ومن المَجاز : ثَرَدَ الذَّبيحةَ ، إِذا قَتَلَهَا من غير أَنْ يَفرِيَ أَوْدَاجَها ، وذلك إِذا كانت مُدْيَتُه كالَّةً ففَتَّ ولم يَفْرِ. وفي بعض النُّسخ «يفدي» بالدال المهملة وفي أُخرى «يبري» بالمُوحدة والدَّاءِ ، وكلاهما تحريف ، كثَرَّدَهَا تَثريداً.
وفي الحديث : سُئِلَ ابن عبّاسٍ عن الذَّبيحةِ بالعُود فقال : «ما أَفْرَى الأَودَاجَ غير المثَرِّد فَكُلْ» وقيل التّثريد : أَن يَذبَحَ الذَّبِيحَةَ بشيْءٍ لَا يَنْهَرُ الدّمَ ولا يُسِيله. فهذا المُثرِّدُ. وما أَفْرَى الأَودَاجَ من حديدٍ أَو لِيطَة [أو ظُرَرٍ] (٤) أَو عُودٍ له حدٌّ فهو ذَكيٌّ غيرُ مُثرَّد.
والثَّرْد : الهَشْم والكَسْر. ثَرَدَ الخُبْزَ يَثْرُدُهُ ثَرْداً.
والمَثْرُودَة والثَّرُودَة ، بالفتْح ، وهذه عن الصّاغانيّ ، والأُثْرُدَانُ كعُنْفُوانٍ ، قال الفرّاءُ : هو على لفْظ الأَمر ثمّ زِيدت عليه أَلفٌ ونون ، فأَشبهَ الأَسماءَ وخَرَجَ من حَدِّ لفظِ الأَمر ، كلُّ ذلك اسمُ الثَّرِيدَة ، والاسم الثُّرْدة ، بالضّم.
وأَنشد الفرّاءُ :
أَلَا يا خُبْزَ يا ابْنَةَ أُثْرُدَانٍ |
|
أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدَكِ لا يَنَامُ (٥) |
قال : أُثْرُدَانٌ : اسمٌ كأُسحُلانٍ ، وأُلْعُبَانٍ ، فحكمه أَن يَنْصَرفَ في النَّكرة ولا ينصرف في المعرفة. قال ابن سيده :
وأَظنّ أُثْرُدانَ اسماً للثَّريد أَو المثرود معْرفةَ ، فإِذا كان كذلك فحُكْمه أَن لا ينصرف ، لكنْ صَرَفه للضّرورة. ورواية ابن الأَعرابيّ «يا ابنةَ يَثْرُدانٍ. قال : يَثْرُدان : غُلامانِ كانا يَثْرُدانِ ، فنَسَبَ الخُبزةَ إِليهما ، ولكنه نَوَّنَ فصرَفَ للضرورة ، والوجّه في مثْل هذا أَن يُحْكَى.
ويقال : أَكلنا ثَرِيدَةً دَسِمةً ، بالهاءِ على معنَى الاسم أَو القِطْعَة من الثَّريد.
وفي الحديث : «فَضْلُ عائِّشةَ على النِّسَاءِ كفَضْل الثَّرِيدِ على سائر الطَّعَام» قيل : لم يُرِدْ عَيْنَ الثَّرِيد وإِنما أَرادَ الطَّعَام المتّخذَ من اللَّحْم والثَّريد معاً ، لأَنَّ الثَّرِيد غالباً لا يكون إِلّا من لَحْم. ويقال : الثَّرِيد أَحدُ اللَّحْمَيْن.
والثَّرْد : المَطَرُ الضَّعيفُ ، عن ابن الأَعرابيّ. قال : وقيل لأَعرابيّ : ما مَطَرُ أَرضِك؟ قال : مُرَكِّكَة فيها ضُرُوس ، وثَرْدٌ يَذُرُّ بَقْلُه ولا يُقرِّحُ أَصلُه.
والثَّرْد : نَبْتٌ ضعيفٌ.
ومن المجاز الثَّرَد ، بالتحريك : تَشقُّقٌ في شفَتين.
وعن ابن الأَعرابيّ ثُرَدَ الرجلُ ـ بالتَّشْدِيد ، وفي بعض الأَمَّهات بالتخفيف ، كعَلِمَ (٦) ، وهو الصواب ـ مِنَ المَعْرَكَةِ : حُمِلَ منها مُرْتَثًّا ، نقلَه الصاغانِيّ.
ومَثْرُودٌ : جَدّ أَبي موسَى عيسَى بن إِبراهيمَ الغَافِقيّ ، روَى عن ابنِ عُيينة وابنِ وَهْبٍ وعدّة ، وعنه أبو داوود ،
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله ونَاعَم قال في التكملة : مثال فَاعَل مضبوطاً شكلاً بفتح العين».
(٢) في الأساس : الصحفة.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله والتاء مجهورة سبق قلم ، فإِنها أيضاً مهموسة» وفي الصحاح واللسان مجهورة أيضاً.
(٤) زيادة عن التهذيب ، والظرر : الحجر الحاد ، وفي اللسان : طرير ، وهو الحديد المسنون.
(٥) قوله أبي الحلقوم يعدك لا ينام ، لأن الحلقوم ليس وحده النائم ، وقد يكون خص الحلقوم ههنا لأن ممر الطعام إِنما هو عليه ، فكأنه لما فقده حنّ إِليه ، فلا يكون فيه على هذا القول حذف.
(٦) وهي عبارة التهذيب والتكملة واللسان.