والمُصْمِتُ ، كمُحْسِنٍ : سَيْفُ شَيْبانَ النَّهْدِيّ ، نقله الصّاغانيّ.
والصِّمِّيتُ : السِّكِّيتُ زِنةً ومعْنًى ، أَي طويلُ الصَّمْتِ.
ويقال : ما ذُقْتُ صَمَاتاً (١) كسَحابِ : أَي ما ذُقْتُ شَيئاً.
وعن الكِسائِيّ : تقول العربٌ : لا صَمْتَ يَوماً إِلى اللَّيْلِ ، بفتح فسكون ، أَو لا صَمْتَ يَومٌ ، بالرّفع ، إِلى اللَّيْل ، أَو لا صَمْتَ يَوْمٍ ، بالخفضِ ، إِلى الليلِ. فمَن نَصبَ أَراد لا يَصْمُت (٢) يوماً إِلى الليل ، ومن رفع أَراد أَي لا يُصْمَت يومٌ تامٌّ إِلى الليل ، ومن خفض فلا سؤالَ فيه. وفي حديث عليٍّ ، رضياللهعنه : أَن النَّبيّ ، صلىاللهعليهوسلم ، قال : «لا رضاعَ بعدَ فِصالٍ ، ولا يُتْمَ بعدَ الحُلُم ، ولا صَمْتَ يوماً إِلى اللّيل».
ومن المَجَاز : جارِيَةٌ صَمُوتُ الخَلْخَالَيْنِ : إِذا كانت غلِيظةُ السَّاقَيْنِ ، لا يُسْمَعُ لهُمَا أَي لَخلْخَالَيْها حِسٌّ ، أَي صَوتٌ ، لِغُمُوضِه في رِجْلَيْها.
وأَصْمَتَتِ الأَرضُ : إِذا أَحالتْ آخِرَ حَوْليْنِ.
* وممّا يُستدرَكُ عليه : يُقالُ : لم يُصْمِتْهُ ذلك : أَي لم يَكْفِهِ ، وأَصله في النَّفْيِ ، وإِنّمَا يقالُ ذلك فيما يُؤْكَلُ أَو يُشْرَبُ. ويُقالُ للرَّجُل إِذا اعتَقَلَ لِسانُه فلم يَتكلّم : أَصْمَتَ ، فهو مُصْمِتٌ. وفي حديث أُسامَة بن زيْد قال : «لمَّا ثَقُلَ رسولُ اللهِ ، صلىاللهعليهوسلم ، هَبَطْنا وهَبَط النّاسُ ، يَعْنِي إِلى المَدِينةِ ، فدَخلْتُ إِلى (٣) رَسُولِ اللهِ ، صلىاللهعليهوسلم ، يَوْمَ أَصْمَتَ فلا يتكلّم ، فجَعَل يَرْفعُ يدَه إِلى السَّمَاءِ ، ثُمَّ يَصُبُّها عليَّ ، أَعْرِفُ أَنَّهُ يَدْعو لي قال الأَزهريُّ : قوله «يَومَ أَصْمَتَ» ، معناه : ليس بيني وبينه أَحدٌ (٤). ويحتمل أَن تكون الرِّوايةُ يوم أَصْمَتَ ، يُقال : أَصْمَت العَلِيلُ ، فهو مُصْمِتٌ ، إِذا اعتَقَل لِسانَهُ. وفي الحديث «أَصمَتَتْ أُمامَةُ بنتُ أَبي العاصِ» أَي اعتقَلَ لِسانُهَا. قال : وهذا هو الصَّحيح عندي ، لِأَنّ في الحديث يَوْمَ أَصْمَتَ فلا يتكلَّمُ. وردّهُ ابنُ منظورٍ ، وقال : وهذا يعني أَنَّهُ ، صلىاللهعليهوسلم ، في مرضه اعتقَلَ يَوْماً فلم يتكلَّمْ لم يَصِحَّ.
وَصَمَّتَ الرَّجُلَ : شكا إِليه ، فنزَعَ إِليه (٥) من شِكَايتِه ، قال : إِنّك لا تَشْكُو إِلى مُصَمِّتِ فاصْبِرْ على الحِمْلِ الثَّقِيل أَوْ مُتِ وفي التَّهذيب : ومن أَمْثالِهِم : «إِنَّك لا تشْكُو إِلى مُصَمِّت» (٦) أَي : لا تَشكو إِلى مَنْ لا يَعْبَأُ بِشَكْوَاك.
ويُقال بات فلانُ على صِمَاتِ أَمْرِه : إِذا كان مُعْتَزِماً عليه.
وهو بصِمَاتِه : إِذا أَشْرَفَ على قَصْدِه. قال أَبو مالكٍ : الصِّمَاتُ : القَصْدُ. وأَنا على صِمَاتِ حاجَتِي : أَي على شَرَفٍ من قَضائها ، يُقال : فُلانٌ على صِمَاتِ الأَمْرِ : إِذا أَشرف على قَضائه ، قال : وحاجَةٍ كُنْتُ على صِمَاتهَا (٧) أَي : على شرَفِ فضائِها. ويُرْوَى : بَتَاتِها.
وباتَ من القوم على صِمَاتٍ : بمَرْأًى ومَسْمَعٍ في القُرْبِ.
ويُقالُ لِلَّوْن البهِيمِ : مُصْمَتٌ.
ومن المَجَاز : فرَسٌ مُصْمَتٌ ، وخيْلٌ مُصْمَتَاتٌ : إِذا لم يكن فيها شِيَةٌ. وكانت بُهْماً. وأَدْهَمُ مُصْمَتٌ : لا يُخالِطُه لَونٌ (٨) غيرُ الدُّهْمَة. وفي الصِّحاح : المُصْمَتُ من الخيل : البَهِيمُ ، أَيَّ لوْنٍ كان ، لا يُخالِطُ لوْنهُ لونٌ آخرٌ.
وحَلْيٌ مُصْمَتٌ. إِذا كان لا يُخالِطُه غيرُهُ. وقال أَحمدُ بن عُبَيْدٍ : حَلْيٌ مُصْمَتٌ : معناه قد نَشِبَ على لابِسِه فما يَتحرَّكُ ، ولا يَتَزَعزعُ ، مثلُ الدُّمْلُج والحِجْلِ وما أَشبَهَهُما.
__________________
(١) هكذا ضبطت في التكملة ، وفي التهذيب بضم الصاد ، ومثله في اللسان ، وفي الكل ضبط قلم.
(٢) في التهذيب واللسان : لا تصمت.
(٣) في اللسان : «على» وعبارة النهاية : «دخلت عليه .. فلم يتكلم».
(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله ليس بيني وبينه إلخ هكذا بخط المؤلف وكذا في نسخة اللسان التي نقل منها المؤلف من غير تعرض لجرح ولا تعديل كما هو عادته اه وهبي ، كذا بهامش المطبوعة».
(٥) عن اللسان ، وبالأصل «فنزع له».
(٦) هذا ضبط اللسان ، وفي التهذيب : مصمت وكلاهما ضبط قلم.
وفي الأساس : وإنك لتشكو إلى غير مصمِّت.
(٧) البيت لأبي محمد الفقعسي كما في الأساس (أتى) وبعده :
أتيتها وحدي من مأتاتها وهو في التهذيب والصحاح واللسان بدون نسبة.
(٨) في التهذيب : لا يخالط لونه.