بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَيْلِ نَهْدِ |
|
جَوادٍ لا أَحَقُّ ولا شَئيتُ |
قال ابنُ الأَعْرَابيّ : الأَحَقُّ : الّذي يَضَعُ رِجلَه موضِعَ يَدِه. والجمعُ شُؤُوتٌ ، قال الأَزهريّ : كذلك قال ابنُ الأَعرابيّ وأَبو عُبَيْدَة (١). وقد شرح الأَصمعيُّ بيت عَدِيّ بنِ خَرَشَةَ ، فقال الأَقْدَرُ الّذي يَجوزُ (٢) حافِرَا رِجْليْه عن حافِرَيْ يَدَيْه. والشَّئيتُ : الّذِي يَقْصُرُ حافِرَا رِجْليْه عن حافِرَيْ يَدَيْه. والأَحَقُّ : الّذي يُطَبِّقُ حافِرَا رِجْليْه حافِرَيْ يَدَيْه. ثم إِنّ قوله : «والَّذي يَقصر» إِلى آخره ، هكذا نصُّ عبارة الصِّحاح والمُحْكم واللّسان وغيرهم. قال شيخُنا : وفيه إِضافة التَّثْنية إِلى التَّثْنية ، وهو ممّا استقبحوه وعابُوه وصرَّحوا بأَنَّه لا يكادُ يُوجَدُ في كلام العرب ، كما في مُقرّب ابنِ عُصْفُور ، وغيرِه. فلو أَتى به مُفرداً وقصَدَ الجِنْسَ ، لكان أَجْرَى على ما رامَه من الاختصار. انتهى.
قُلْتُ : وهو تَبِعَ الجَوْهَرِيَّ ومَنْ سَبَقه ، فأَورَد العبَارَة بنصِّها ، ولم يُغيِّرْ.
[شبت] : الشِّبِتُّ ، كطِمِرٍّ : أَهمله الجوهريُّ ، وقال الصّاغانيّ : وهي هذِهِ البَقْلةُ المَعْرُوفةُ ، وقال أَبو حنيفة : نَبْتٌ ، وزعَمَ أَنَّ السِّبِتَّ (٣) ، بالسّين المهملة ، مُعَرَّبٌ عنه. قلتُ : وقد تقدّم أَنَّهما مُعَرَّبا شِوِذْ ، وأَنَّ الطّاءَ لُغةٌ فيه ، كما يأْتي إِن شاءَ الله تعالى.
* وممّا يُستدرَكُ عليه : شُبَيْتٌ ، كزُبَيْرٍ : جَدُّ شيخٍ بعضِ شُيوخنا أَبي عبد الله محمّد بن إِبراهيم بن محمّد بن محمَّد الشُّبَيْتِيّ الدِّمياطيّ ، روى عن أَبي عبد الله محمّد بن محمّد البديريّ.
[شبرت] : شُبْرُتُ ، كقُنْفُذ : أَهمله الجماعةُ ، وقال الصّاغانيّ : هي قَلْعَةٌ بالأَنْدَلُسِ من قِلاع السّاحل (٤).
[شتت] : شَتَّ شَعْبهم ، يَشِتُّ ، شَتًّا ، وشَتَاتاً ، وشَتِيتاً : أَي فَرَّقَ (٥).
وشتَّ أَيضاً : إِذا افْتَرَقَ. وأَمْر شَتٌّ : أَي مُتفرِّقٌ ، كانْشَتَّ جَمْعُهُم. وتَشتَّتَ : أَي تَفَرَّقَ ، قال الطِّرِمّاحُ :
شَتَّ شَعْبُ الحَيِّ بعدَ الْتِئامْ |
|
وشَجَاكَ الرَّبْعُ رَبْعُ المُقَامْ |
واسْتَشَتَّ ، مِثْلُهُ. وشَتَّتَهُ اللهُ ، وأَشَتَّهُ : بمعنى فَرَّقَه.
والشَّعْبُ الشَّتِيتُ : أَي المُفَرِّقُ المُشَتَّتُ. وعبارة الصِّحاح : المتفرّق ؛ قال رُؤبَةُ يصف إِبلاً :
جاءَتْ مَعاً وَاطَّرَقَتْ شَتِيتاً |
|
وهْيَ تُثِيرُ السّاطِعَ السِّخْتِيتَا (٦) |
وعن الأَصمَعِيّ : شَتَّ بقَلْبِي كذا وكذا : أَي فَرَّقه. ويُقَالُ : أَشَتَّ بِي قَوْمي : أَي فَرَّقُوا أَمْرِي.
ويُقال : شَتَّتُوا أَمْرَهُم : أَي فَرَّقُوه. وقد اسْتَشَتَّ ، وتَشَتَّتَ : إِذَا انْتَشَرَ.
ويُقَالُ : أَخافُ عليكُم الشَّتَاتَ : أَي الفُرْقَةَ. والشَّتِيتُ من الثَّغْرِ : المُفَلَّقُ المُفَلَّجُ ، قال طَرَفَةُ :
من شَتِيتٍ كَأَقاحِ الرَّمْلِ غُرْ (٧).
وقَوْمٌ شَتَّى : مُتَفَرِّقُونَ ، وأَشياءُ شَتَّى. قال شيخُنَا : قيل : إِنَّهُ جمعُ شَتِيتٍ ، كمَرْضَى وَمرِيضِ ، وقيل : مُفردٌ ، وبَسَطَ فيه الخَفَاجِيّ في العِنَايَة. انتهى. وفي الحديث : «يَهْلِكُونَ»
__________________
(١) يعني في كتاب الخيل.
(٢) عن اللسان ، وبالأصل «يطبق» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله يطبق كذا بخطه ، وهو سبق قلم. وبه يتحد معنى الأقدر والأحق. وعبارة الجوهري في مادة (حقق) : الأقدر : الذي يجوز حافرا رجليه حافري يديه اه وهي عبارة. الأصمعي بعينها».
(٣) في اللسان «الشبث» راجع ما مرّ في مادة سبت : فالسِّبَت والشّبث بمعنى.
(٤) زيد في معجم البلدان : بينها وبين طرطوشة يومان.
(٥) في التهذيب : أي تفرق جمعهم ، وهو قول الليث.
(٦) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله قال رؤبة إلخ. قال في التكملة : وليس لرؤبة على هذا الروي شيء وإنما هو من الأصمعيات والإنشاد والرواية :
جاءت معا وأطرقت شتيتا |
|
وتركت راعيها سبوتا |
قد كاد لما نام أن يموتا |
|
وهي تثير ساطعا سخيّتا |
(٧) وصدره ـ في الديوان ٦٥ :
بادن تجلو إذا ما ابتسمت عن شتيت