واللهْمَجُ : السابقُ السَّريعُ. قال هِمْيانُ :
ثُمَّتَ يُرْعِيها لها لَهامِجَا
ويقال : تَلَهْمَجه : إِذا ابتلَعه ، كأَنه مأْخوذٌ من اللهْمَة (١) أَو من تَلَمَّجَه ؛ كذا في اللسان.
[لوج] : لَوَّجَ بنَا الطَّريقَ تَلْويجاً : عَوَّجَ. واللَّوْجاءُ : الحاجَةُ ، عن ابن جنّي : يقال : ما في صَدْره حَوْجاءُ ولا لَوْجاءُ إِلّا قَضَيتُها.
واللُّوَيْجاءُ والحُوَيجاءُ ، بالمدّ. قال اللِّحيانيّ : ما لي فيه حَوْجَاءُ ولا لَوْجاءُ ، ولا حُوَيجاءُ ولا لُوَيجاءُ ، أَي ما لي فيه حاجَةٌ. وقد سبق في ح وج.
ويقال : ما لي عليه حِوَجٌ ولا لِوَجٌ.
وهما أَي اللَّوْجاءُ واللُّوَيجاءُ من لُجْتُه أَلُوجُه لَوْجاً : إِذا أَدَرْتَه في فيكَ وفي هذا إِشارةٌ إِلى أَنَّ المادّة واويّة.
وقد ذكر شيخنا هنا قاعدةً ، وهي : أَن الفِعْل المُسندَ إِلى ضمير المتكلِّم : إِذا فُسِّر بفعل آخرَ بعدَه مَقْروناً بإِذا وجب فتح التّاءِ مطلقاً ، وإِذا قُرِن بأَيْ تَبعِ ما قبلَه ، كما نبَّهَ عليه ابنُ هِشام والحَريريّ.
(فصل الميم)
مع الجيم
[مأج] : المَأْجُ : الأَحمقُ المُضْطَرِبُ ، كأَنء فيه ضَوًى ، كذا في التهذيب والمأْج : القِتالُ والاضْطرابُ ، مصدر مَأَجَ يَمْؤُجُ. والمَأْجُ أَيضاً : الماءُ الأُجاجُ ، أَي المِلْح. وفي التهذيب : مَؤُجَ ككَرُمَ يَمْؤُجُ مُؤُوجَةً فهو مَأْجٌ. وأَنشد الجوهريّ لابن هَرْمةَ :
فإِنّكَ كالقَريحةِ عامَ تُمْهَى |
|
شَرُوبُ الماءِ ثمَّ تَعودُ مَأْجَا |
قال ابن بَرِّيّ : صوابه «مَاجَا» بغير همزٍ ، لأَنّ القصيدةَ مُرْدَفة بأَلف ، وقبلَه :
نَدِمْتُ فلم أُطِقْ رَدًّا لشِعْري |
|
كمَا لا يَشْعَبُ الصَّنَعُ الزُّجَاجَا |
والقَرِيحةُ : أَوَّلُ ما يُستَنْبَطُ من البِئر. وأُمِيهَت البِئرُ : إِذا أَنْبَطَ الحافرُ فيها الماءَ. وعن ابن سيده : مَأَجَ يَمْأَج مُؤُوجةً.
قال ذو الرُّمَّة :
بأَرْضٍ هِجَانِ اللَّوْنِ وَسْمِيّة الثَّرَى |
|
عَذَاةٍ نَأَتْ عنها المُؤُوجَةُ والبَحْرُ (٢) |
ومأْجَجُ : ع ، وهو على وَزْن فَعْلَل عند سيبويه مُلْحَق بجَعْفر كمَهْدَد ، فالميم أَصليّة ، وهو قَليل. وخالَفَه السِّيرافيّ في شرح الكِتَاب ، وزعمَ أَنّ المِيمَ في نحوِ مَأْجَج ومَهْدَد زائدة ، لقاعِدَة أَنّها لا تكون أَصْلاً وهي متقدِّمةٌ على ثلاثةِ أَحرُفٍ. قال : والفَكّ أَخفُّ لأَنه كثير في الكلام بخلاف غيره. قال شيخُنا : وأَغفل الجوهريّ التكلُّمَ على هذا اللَّفْظِ وما هو مبسوط في مُصنَّفات التَّصريف ، وأَورده أَبو حَيَّانَ وغيرُه.
[متج] : سِرْنا عُقْبَةً ـ هكذا بضمّ العَين وسكون القاف عندنا في النُّسخ ، وفي بعضها (٣) مُحرَّكةً ، وهو الأَكثر مَتُوجاً ، بالفتح ، كما يَقتضيه قاعدةُ الإِطلاق : أَي بَعيدةً عن أَبي السَّمْيدَعِ (٤) قال : وسمعت مُدْرِكاً ومُبْتكِراً الجَعْفَرِيَّيْنِ يَقولانِ : سِرْنا عَقَبَةً مَتُوجاً ومَتُوحاً ومَتُوخاً : أَي بَعيدةً. فإِذاً هي ثلاثُ لُغاتٍ.
وبهذا عُلِمَ أَنَ ما ذكره شيخُنا من إِيراده على المصنّف في هذا التركيب وعَدم إِبدالِه بنحو «رَقينا» أَو «صَعدنا» مما يقال في العَقَبة ، وضبطَ مَتوج بالموحّدة عن بعضهم ، أَوْهَامٌ لا يُلتفَت إِليها ، لأَنه في صَدَدِ إِيرادِ كلامِ أَئمَّة اللُّغةِ كما نَطقوا واستعملوا ؛ فتأَمَّلْ.
ومِتِّيجَةُ (٥) ، كسِكِّينة : د ، بأَفْرِيقِيَّةَ وضَبَطها الصّابونيّ في التكملة بالفتح ، ونَسبَ إِليها أَبا محمّد عبدَ الله بنَ إِبراهيمَ بنِ عيسى ، تُوُفِّيَ سنة ٦٣٦ بالإِسكندريّة ، وولدهُ أَبو عبد اللهِ محمَّدٌ سَمِعَ بالإِسكندريّة من شيوخِ الثَّغْر والقادِمين عليه ، وحَدَّث ، وتُوُفِّيَ سنة ٦٥٩.
__________________
(١) عبارة اللسان : «النهمة ومن تلمّجه» وأشار بهامشه إلى رواية التاج.
(٢) بالأصل واللسان هنا : غداة. وما أثبت «عذاة» عن اللسان «عذا» والعذاة : الأرض الطيبة التربة الكريمة المنبت.
(٣) أي في بعض النسخ ، وهي رواية القاموس واللسان والتكملة.
(٤) عن اللسان وبالأصل : ابن السميدع.
(٥) في معجم البلدان : بفتح أوله وكسر ثانيه وتشديده ثم ياء مثناة من تحت ثم جيم.