وأَلَجَّت الإِبلُ والغَنمُ : صَوّتَتْ ورَغَتْ.
وعن ابن شُمَيلٍ : اسْتَلَجَّ مَتَاعَ فُلانٍ وتَلجَّجه : إِذا ادَّعاه. ومن المَجاز في الحديث : «إِذا اسْتَلَجّ أَحدُكم بيَمِينه فإِنه آثَمُ (١) وهو استَفْعلَ من اللَّجَاجِ ، ومعناه : لَجَّ فيها ولم يُكَفِّرْها زاعِماً أَنه صادقٌ فيها مُصيبٌ ؛ قاله شَمِرٌ.
وقيل : معناه أَنّه يَحْلِف على شيْءٍ ويَرَى أَنّ غيرَه خيرٌ منه ، فيُقيمُ على يَمِينه ولا يَحْنَثُ ، فذَاك آثَمُ. وقد جاءَ في بعض الطرق : «إِذا اسْتَلْجَجَ أَحدُكم» ، بإِظهارِ الإِدغامِ ، وهي لُغةُ قُريشٍ ، يُظهرونَه مع الجزم.
وتَلَجْلَجَ دَارَه منه : أَخَذَهَا ، هذه العبارةُ هكذا في نُسختنا ، بل وفي سائر النُّسخ الموجودة بأَيدينا ، ولم أَجِدْها في أُمَّهات اللُّغة المشهورة (٢). والذي رأَيت في اللسان ما نَصُّه : وتَلَجْلَجَ بالشَّيْءِ : بادر. ولَجْلَجَه عن الشَّيْءِ : أَدارَه ليأْخذَه منه. فالظاهر أَنه سَقَطَ من أَصْل المُسوَّدَة المنقولِ عنها هذه الفُرُوع ، أَو تصحيفٌ من المصنّف ، فليُنظَرْ ذلك.
وفي فُؤادِه لَجَاجَةٌ : خَفَقَانٌ من الجُوعِ.
وجَمَلٌ أَدْهَمُ لُجٌّ ، بالضَّمّ ، مُبالَغةٌ.
* ومما يستدرك عليه :
اسْتلجَجْتُ : ضَحِكْتُ ؛ عن ابن سيده ، وأَنشد :
فإِنْ أَنا لَمْ آمُر ولمْ أَنْهَ عنكُما |
|
تَضاحَكْتُ حتّى يَسْتَلِجَّ ويَسْتَشْرِي |
والْتَجَّ الأَمرُ : إِذا عَظُمَ واختَلَطَ ، وكذا المَوْجُ. والْتَجّ البَحرُ : تَلاطَمتْ أَمْواجُه. وفي الأَساس : عَظُمت لُجَّتُه وتَمَوَّجَ. ومنهالحديث : «مَنْ رَكِبَ البَحْرَ إِذا الْتَجَّ فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّةُ» ، هنا ذكرَه ابنُ الاثير ، وقد سبقَت الإِشارَةُ في «رَجّ». قال ذو الرُّمّة.
كأَنَّنا والقِنَانَ القُودَ تَحْمِلْنا |
|
مَوْجُ الفُراتِ إِذا الْتَجَّ الدَّيامِيمُ |
وفُلانٌ لُجَّةٌ واسِعةٌ : وهو مَجاز ، على التّشبيه بالبَحر في سَعَته.
والْتَجَّ الظَّلامُ : الْتَبَسَ واخْتَلَطَ والْتَجَّت الأَرضُ بالسَّرابِ : صارَ فيها منه كاللُّجّ. ومنه : الظُّعْنُ تُسْبَحُ في لُجِّ السَّرابِ.
وهُما من المَجاز. وقال أَبو حاتمٍ : الْتَجَّ : صارَ له كاللُّجّ (٣) من السَّرابِ.
وفي حديث الحُدَيْبِيَة : قال سُهَيلُ بن عَمْرٍو : «قد لَجَّت القَضيّةُ بيني وبينك». أَي وَجَبَتْ ؛ هكذا جاءَ مَشروحاً. قال الأَزهريُّ : ولا أَعرِف أَصْلَه.
ومن المَجاز : لَجَّ بهم الهَمُّ والنِّزاعُ.
وبَطْنُ لُجّانَ : اسمُ مَوضعٍ ، قال الرّاعي :
فقلتُ والحَرَّةُ السَّوْدَاءُ دُونَهُمُ |
|
وبَطْنُ لُجَّانَ لمَّا اعْتَادَني ذِكَرِي |
وفي تَميمٍ اللَّجْلَاجُ (٤) بنُ سَعْدِ بنِ سَعِيد بنِ مُحَمَّدِ (٥) بن عُطَارِدِ بن حَاجِبِ بن زُرَارَةَ ، بَطْنٌ ، منهم قَطَنُ بن جَزْلِ بن الَّلجْلَاج الجَيَّانيّ ، وَلَّاه الحَكَمُ بنُ هِشام (٦) بقُرْطُبَة ؛ أَوْرَدَه ابنُ حِبَّانَ. وفي الصَّحابَة المُسمّى باللَّجْلاجِ رَجُلانِ من الصَّحابَة (٧).
[لحج] : لَحِجَ السَّيفُ وغيرُه كَفرِحَ يَلْحَجُ لَحَجاً : نَشِبَ في الغِمْد فلم يَخْرُجْ ، مِثْل لَصِبَ.
وفي حديث عليٍّ رضياللهعنه ، يوم بَدْرٍ : «فَوَقَعَ سَيْفُه فَلحِجَ» أَي نَشِبَ فيه.
يقال : لَحِجَ في الأَمر يَلْحَجُ ، إِذا دَخَلَ فيه ونَشِبَ. وكذا لَحِجَ بينهم شَرٌّ ، إِذا نَشِبَ. ولَحِجَ بالمكان : لَزِمَه.
ومَكَانٌ لَحِجٌ ، ككَتِفٍ : ضَيِّقٌ من لَحِجَ الشيْءُ ، إِذا ضَاقَ.
ومنه المَلاحِجُ : وهي المَضايِقُ. والمَلاحِيجُ : الطُّرُقُ الضَّيِّقةُ في الجِبال ، ورُبما سُمِّيَت المَحاجِمُ مَلاحِجَ.
واللَّحْجْ ، بالسُّكون : المَيْلُ.
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله آثم هو أفعل تفضيل بدليل ما في اللسان فإنه آثم له عند الله من الكفارة» انظر النهاية والتهذيب.
(٢) وردت في التكملة.
(٣) اللسان : كاللَّجَجِ. وفي التهذيب فكالأصل.
(٤) عن جمهرة ابن حزم وبالأصل «اللجاج».
(٥) في جمهرة ابن حزم : محمد بن عمير بن عطارد.
(٦) عن جمهرة ابن حزم ص ٥٩ وبالأصل «الحكم بن فضالة» وفيه أنه كان من قضاة قرطبة (ص ٢٣٣) : بشر بن قطن بن اللجلاج ...
(٧) وهما : اللجلاج بن حكيم ، أخو الجحاف بن حكيم السلمي واللجلاج أبو العلاء العامري بن عامر بن صعصعة سكن دمشق (عن أسد الغابة).