وبالفَتْح مشدّداً ، أَبو القاسمَ عبد الرَّحْمن بن إِسحاقَ النّحويّ الزَّجَّاجيُّ صاحب الجُمَل ، بغداديّ ، سكَنَ دِمشقَ عن محمَّدِ بنِ العبَّاسِ اليَزِيدِيّ وابن دُرَيد وابنِ الأَنباريّ ، نُسِب إِلى شَيْخِه أَبي إِسحاقَ إِبراهيمَ بنِ السَّرِيّ بن سَهْلٍ النَّحْوِيّ الزَّجّاج ، صاحبِ معاني القرآنِ ، روى عن المبرّد وثَعْلَبٍ ، وكان يَخْرُطُ الزُّجَاجَ ، ثمّ تَرَكَه وتَعلَّمَ الأَدَبَ ، توفِّيَ ببغدادَ سنة ٣١١.
والمِزَجّ ، بالكسر : رُمْحٌ قصيرٌ كالمِزْراق ، في أَسفلِه زُجٌّ ، وقد استعملوه في السَّرِيعِ النُّفوذِ.
والزَّجَجُ ، محرَّكةً : رِقَّةُ مَخَطِّ (١) الحاجِبَين ودِقَّتُهما وطولُهما وسُبوغُهما واسْتِقْواسُهما. وقيل : الزَّجَج : دِقَّةُ الحاجِبَينِ في طُولِ وفي بعض النُّسخِ : دِقَّةٌ في الحاجِبينِ وطُولٌ. والنَّعْتُ أَزَجُّ. يقال : رجلٌ أَزَجُّ ، وحاجبٌ أَزَجُّ ، ومُزَجَّجٌ. وهي زَجَّاءُ ، بَيِّنَةُ الزَّجَجِ. وزَجَّجَه أَي الحاجبَ بالمِزَجّ ، إِذا دَقَّقَه وطَوَّله. وقيل : أَطالَه بالإِثْمِد. وقولهُ ؛
إِذا ما الغَانِيَاتُ بَرَزْنَ يَوْماً |
|
وزَجَّجْنَ الحَوَاجِبَ والعُيُونَا |
إِنما أَراد : وكَحَّلْن العيونَ.
وفي اللسان : وفي صفة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «أَزَجُّ الحواجِب».
الزَّجَجُ : تَقَوُّسٌ في النّاصية (٢) ، مع طُولٍ في طَرَفِه وامتداد.
والمِزَجّة : ما يُزجَّج به الحَوَاجِب.
والأَزَجُّ : الحاجِبُ : اسمٌ له في لغة أَهلِ اليَمنِ ، وفي حديث الذي اسْتَسْلَف أَلفَ دينارٍ في بني إِسرائيلَ : «فأَخَذَ خَشَبَةً فنَقَرَهَا وأَدخَلَ فيها أَلفَ دينارٍ وصَحيفةً ، ثم زَجَّجَ مَوْضِعَها» أَي سَوَّى مَوضِعَ النَّقْرِ وأَصلَحَه ، من تَزْجِيجِ الحواجب ، وهو حَذْفُ زَوائدِ الشَّعر. قال ابن الأَثير : ويحتمل أَن يكون مأْخوذاً من الزُّجِّ : النَّصْلِ ، وهو أَن يكونَ النَّقْرُ في طَرَفِ الخَشبةِ ، فتَرَكَ فيه زُجًّا ليُمْسِكَه ويَحْفَظَ ما في جَوْفِهِ.
والزُّجُجُ ـ بضمَّتينِ ـ الحَمِيرُ المُقَتَّلَة (٣) ، وفي بعض النسخ : المُقْتَتِلة (٤).
والزُّجُج أَيضاً : الحِرَابُ المُنَصَّلَةُ ، ظاهرُ صَنيعِه أَنه جمعٌ ولم يَذْكُرْ مُفْرَدَه.
وفي الحديث ذُكِرَ زُّجُّ لَاوَةَ ، وهو بالضّم : ع نَجْديّ بعثَ إِليه رَسُولُ الله صلىاللهعليهوسلم الضحّاكَ بن سُفيانَ يَدْعُو أَهلَه إِلى الإِسلام.
ومن المجاز : زِجَاجُ الفَحْلِ ، بالكسرِ : أَنْيَابُه ، وأَنشد :
لها زِجاجٌ ولَهاةُ فارضُ
وأَجْمَادُ الزَّجَاجِ (٥) ع بالصَّمّان ذكره ذو الرُّمَّة :
فَظَلَّتْ بأَجْمَادِ الزِّجاجِ سَواخِطاً |
|
صِياماً تُغَنِّي تَحْتَهُنّ الصّفائِحُ |
يعني الحميرَ سَخِطَتْ على مَرَاتِعها ليُبْسها (٦).
وازْدَجَّ الحاجِبُ : تَمَّ إِلى ذُنَابَى العَينِ.
والمَزْجُوج : المَرْمِيُّ به ، وغَرْبٌ لا يُدِيرونه ويُلاقُون بين شَفَتَيْهِ ثم يَخْرِزُونَه.
* ومما يستدرك عليه :
* زَجَّ : إِذا طَعَنَ بالعَجَلَة.
والزَّجّاجَة : الاسْت ، لأَنها تَزُجّ بالضَّرْط والزِّبْل.
والزَّجَج في الإِبل : رَوَحٌ في الرِّجْلَيْن وتَجْنِيب.
وازْدَجَّ النَّبْتُ : اشتدَّتْ خُصَاصُه (٧).
وفي الأَساس : «ومن المجاز : نَزَلْنَا بَوادٍ يَزُجُّ النَّبَاتَ
__________________
(١) في اللسان : محطّ.
(٢) عبارة النهاية : الزجج تقوس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداد.
(٣) القاموس والتكملة. وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله المقتلة كالمجربة وزناً ومعنى».
(٤) وهي عبارة التهذيب واللسان ، وفي نسخة من القاموس : المقبلة.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله وأجماد كذا بالنسخ كالتكملة ووقع في المتن المطبوع وأحماد بالحاد المهملة فليحرر» وما في القاموس المطبوع «وأجماد» بالجيم.
(٦) في التهذيب : «على مرتعها ليبسه».
(٧) قوله اشتدت بالشين المعجمة تحريف صوابه «استدت» بالسين المهملة من سد الخرق والخلل. وقوله خُصاصه بالضم وهو ضبط اللسان ، صوابه بالفتح جمع خصاصة أي الفرجة والخرق والخلل.