ولا يَزَالُون يَتَنَابَثُون عن الأَسْرَارِ ، ويَتباحثون عنها (١).
وتقول : ظَهَرَتْ نَبَائِثُهم (٢) ، ولم تَخْفَ خَبائِثُهُم ، كل ذلك في الأَساس.
وفي النِّهايَة لابنِ الأَثِير : وفي حديث أَبي رافع : «أَطْيَبُ طَعَامٍ أَكَلْتُ في الجاهِلِيَّةِ نَبِيثَةُ سَبُعٍ» أَراد لَحْماً دَفَنَه السَّبُعُ لوَقْتِ حاجَتِه في موضِعٍ ، فاستخرجه أَبو رافِع فأَكَلَه.
وفي اللسان ـ عن ابنِ الأَعْرَابيّ : النَّبِيثُ : ضَرْبٌ من سَمَكِ البَحرِ.
قلت : وسيأْتي في آخر هذا الباب ، عنه أَيضاً ، أَنه اليَنْبِيثُ ، بتقديم التّحتيّة على المُوَحَّدَة ، وتقدّم أَيضاً في ـ ب ن ث ـ ما يتعلّق به ، فراجِعْه ، فإِمّا أَنّ أَحَدَهما تَصْحِيفٌ عن الآخر أَو لُغتانِ.
[نثث] : نَثَّ الخَبَرَ يَنُثُّه ، بالضّمّ ، ويَنِثُّه ، بالكسر ، نَثًّا ، إِذا أَفْشَاهُ.
والنَّثُّ : نَشْرُ الحَدِيثِ ، وقيل : هو نَشْرُ الحديثِ الذِي كَتْمُهُ أَحَقُّ من نَشْرِه ، ويُرْوَى قولُ قَيْسِ بنِ الخَطِيمِ الأَنْصَاريّ :
إِذا جَاوَزَ الإِثْنَيْنِ سِرٌّ فإِنّه |
|
بنَثٍّ وتَكْثِيرِ الوُشاةِ قَمِينُ |
ورَجُلٌ نَثّاثٌ ومِنَثٌّ. عن ثعلب.
وفي التّهْذِيب : أَما قولك : نَثَّ الحديثَ يَنُثُّه نَثًّا ، فهو بضمّ النُّون لا غيرُ ، وذلك إِذا أَذَاعَه. وفي حديثِ أُمِّ زَرْعٍ : «لا تَنُثُّ حَديثَنا تَنْثِيثاً» النَّثُّ كالبَثِّ. تقول : لا تُفْشِي أَسرارنَا ، ولا تُطْلِعُ الناسَ على أَحوالِنا.
والتَّنْثِيثُ مصدر تُنَثِّثُ ، فأَجراه على تَنُثُّ. ويروى بالباءِ الموحّدة.
ثم إِن شيخَنا أَنكر على المصنِّف إِتْيَانَ مضارعِ هذا الفعلِ بالوَجهينِ ، وذكرَ أَن الجَوْهَرِيّ اقْتَصَرَ على الضّمّ كابنِ مالكٍ وغيره ، وأَن ليس للمصنِّف فيه مُسْتَنَدٌ ، مع أَن الوَجهينِ مذكورانِ في اللِّسَان والمُحْكَم وغيرهما ، وأَيُّ مُسْتَنَدٍ أَعظمُ منهما؟ ونَثَّ الجُرْحَ : دَهَنَه ، كمَث وذلك الدُّهْنُ نِثَاثٌ ، ككِتَابٍ.
وفي التهْذِيب : ثَنْثَنَ ، إِذا رَعَى الثِّنَّ ، ونَثْنَثَ إِذا عَرِقَ عَرَقاً كَثِيراً.
ونَثَّ العَظْمُ نَثّاً : سالَ وَدَكُهُ.
ونَثْنَثَ الزِّقُّ إِذا رَشَحَ ما (٣) فِيه من السَّمْن كنَثَّ يَنِثُّ ، بالكسر ، نَثّاً ونَثِيثاً مثل : مَثَّ يَمِثُّ ، بالميم.
وفي حديث عُمَرَ ـ رضياللهعنه ـ «وأَنْتَ تَنِثُّ نَثّ الحَمِيتِ» وفي روايةٍ : نَثِيثَ الحَمِيتِ ، يقال : نَثَّ يَنِثُّ ، نَثِيثاً ومَثَّ يَمِثُّ ، إِذا عَرِقَ من سِمَنِه فرأَيت على سَحْنَتِه وجِلْدِه مِثلَ الدُّهْنِ.
وقال أَبو عُبَيْد : النَّثِيثُ : أَن يَعْرَقَ ويَرْشَحَ من عِظَمِه وكَثْرَةِ لَحْمِه.
ونَثَّ اليَدَ بالمِنْدِيلِ ، إِذا مَسَحَها كمَثَّ.
والنُّثَّاثُ ، كتُجَّارٍ : جمعُ نَاثٍّ ، عن أَبي عَمرٍو ، وهم المُغْتابُون للمُسْلِمين ، والذاكِرُون لمَساوِيهم.
والمِنَثَّةُ ، بالكسر ، كمِدَقَّةٍ : صُوفَةٌ يُدْهَنُ بها الجُرْحُ.
والنَّثِيثَةُ : رَشْحُ الزِّقّ أَو السِّقاءِ.
والنَّثُّ : الحَائِطُ النَّدِيُّ المُسْتَرْخِي. قال ابن سِيدَه : أَظُنّه فَعِلاً ، كما ذهبَ إِليه سيبويهِ في ضَبٍّ وَبرٍّ.
وكلامٌ غَثٌّ نَثٌّ إِتْبَاعٌ ، ومثله في اللّسان.
[نجث] : نَجَثَ الشيْءَ يَنْجُثُه نَجْثاً ، وتَنَجَّثَه : استَخْرَجَه ، وعن الأَصمعيّ : نَجَثَ عنه ، أَي عن الأَمرِ ، ونَبَثَ وبَحَثَ بمعنًى واحدٍ كتَنَجَّثَ الأَخبارَ : بَحَثَهَا ، فهو نَجَّاثٌ عن الأَخبارِ : بَحّاثٌ.
__________________
(١) كذا وبهامش المطبوعة المصرية «قوله ويتباحثون عنها كذا بخطه ، والذي في الأساس : ويتباحثون في الأخبار وهو من سجعاته» في الأساس المطبوع : عن الأخبار.
(٢) عن الأساس ، وبالأصل : منابثهم ، وأشير إلى رواية الأساس بهامش المطبوعة المصرية.
(٣) في اللسان : «بما».