الحديثِ : «أَنَّه تَوَضَّأَ وُضُوءًا مَكِيثاً» أَي بَطِيئاً مُتَأَنِّياً غيرَ مُستعجِلٍ ، ورَجُلٌ مَكِيثٌ : ماكِثٌ.
والمَكِيثُ أَيضاً : المُقِيمُ الثَّابِتُ ، قال كُثَيِّرٌ :
وَعَرَّسَ بالسَّكْرَانِ يَوْمَيْنِ وارْتَكَى |
|
يَجُرُّ كما جَرَّ المَكِيثُ المُسافِرُ(١) |
[ملث] : المَلْثُ : تَطْيِيبُ النَّفْسِ بِكَلامٍ ، يُقَال : مَلَثَه بِكَلامٍ ، إِذا طَيَّبَ به نَفْسَه ، ولا وَفاءَ له (٢) ، وَملَذَه يَمْلُذُه مَلْذاً.
وفي الأَساس : وسأَلتُه حاجة فَمَلَثَنِي [مَلْثاً] ، أَي طَيَّبَ نَفْسِي بوَعْدٍ لا يَنْوِي به وَفاءً.
والمَلْثُ : الوَعْدُ بلا نِيَّةِ الوَفَاءِ. ابن سِيدَه : مَلَثَه يَمْلُثُه مَلْثاً : وَعَدَه عِدَةً كأَنَّه يَرُدُّه عَنْهَا ، وليس يَنْوِي له وفاءً.
وفي شرحِ نَهْجِ البلاغَة لابنِ أَبي الحَدِيد : المَلْثُ : الوَعْدُ الخَفِيّ. قال شيخُنا : وهذا غريبٌ.
والمَلْثُ : أَوَّلُ سَوَادِ اللَّيْلِ وهو حينَ اختِلاطِ الظُّلْمَةِ ، وقيل : هو بَعْدَ السَّدَفِ.
وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : المَلْثَةُ والمَلْثُ : أَوّلُ سَوادِ المَغْرِب ، فإِذا اشتَدّ حتى يأْتِيَ وَقْتُ العِشَاءِ الأَخيرةِ فهو المَلْسُ (٣) ، فلا يُمَيَّزُ هذا من هذا ؛ لأَنّه قد دخَلَ المَلْثُ في المَلْسِ.
ويُحَرَّكُ ، وسيأْتي قريباً ، كالْمُلْثَةِ ، بالضَّمِ ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ.
والمَلْثُ : الضَّرْبُ الخَفِيفُ وهو التَّلْتَلَةُ ، كالمَغْثِ ، وقد تقَدّم.
والمَلْثُ : الضَّعْفُ عن الجَرْيِ يقال : مَلَثَ السَّبُعُ والأَرْنَبُ ، إِذا ضَعُفَا عن الجَرْيِ.
والمَلِثُ بالكسرِ : مَنْ لا يَشْبَعُ مِنَ الجِمَاعِ ، وضبطه الصّاغَاني ككَتِفٍ.
ومَالَثَه بالكَلامِ مِلَاثاً : دَاهَنَه به وَلَاعَبَه ، قال الشّاعر :
تَضْحَكُ ذاتُ الطَّوْقِ والرَّعَاثِ (٤) |
|
مِن عَزَبٍ ليس بِذِي مِلاثِ |
كذا أَنشده ابنُ الأَعْرَابِيّ بكسر الميم.
ومُلِّثُ ، بضمّ الميم وتشديد اللّام المكسورة : ة بالعِرَاقِ من السَّواد ، نقله الصّاغَانيّ.
وقولهم : أَتَيْتَهُ مَلْثَ (٥) الظّلامِ ـ ومَلَسَ الظّلامِ ـ ويُحَرَّكُ وعند مَلْثِه أَي حِينَ اخْتَلَطَ الظّلامُ ، ولم يَشتَدَّ السّوادُ جِدًّا حتى (٦) تَقُولَ : أَخُوك أَم الذِّئْبُ ، وذلك عند صَلاةِ المَغْرِب وبعدَهَا.
وعن أَبي زَيْد : مَلَثُ الظَّلام : اختلاطُ الضَّوءِ بالظُّلْمَةِ ، وهو عند العِشَاءَ ، وعند طُلُوعِ الفَجْرِ.
وفي الأَساس [جِئتُه] (٧) مَلَثَ الظَّلامِ [وَمَلَسَ الظَّلامِ وهو حين] يَخْتَلِطُ. ورَبِيعَةُ تقولُ لصَلاةِ المَغْرِبِ. صَلاةُ المَلَثِ.
ومَلَثَه بالشَّرِّ : لَطَّخه [به].
وتقول : ما كان عَهْدُه إِلّا وَلْثاً ، ووَعْدُه إِلّا مَلْثاً.
[موث] : ماثَهُ أَي الشيْءَ يَمُوثُه مَوْثاً : مَرَسَه بيَدِه ، ويَمِيثُه لُغَةٌ ، إِذا دَافَه ، قاله ابنُ السِّكِّيت ، ومثله في التّوْشِيح.
وقال الهَرَوِيّ : ماثَه وأَماثَه ، أَي ثُلاثيًّا ورُباعيًّا ، وأَنكره ابنُ الأَثِيرِ.
وقال الجوهريّ : ماثَ الشَّيْءَ في الماءِ يَمُوثُه مَوْثاً ، ومَوَثَاناً ، محرَّكةً : خَلَطَه ودَافَه ، فانْماثَ هو فيه انْمِيَاثاً والكَلِمَة واويّة ويائِيّة.
ومن المجاز : لِبَنِي عُذْرَةَ قُلوبٌ تَنْمَاثُ كما يَنْمَاثُ المِلْحُ في المَاءِ.
[ميث] : المَيْثُ : المَوْثُ مَاثَ الشَّيْءُ مَيْثاً : مَرَسَه ،
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله بالسكران ، هو وادٍ بمشارف الشام كما في القاموس».
(٢) زيادة عن الأساس.
(٣) في اللسان «الملس» بالتحريك ضبط قلم.
(٤) بالأصل : الرغاث ، وما أثبت عن اللسان ، وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله : والرغاث كذا بخطه والصواب بالعين المهملة كما في اللسان ، قال الجوهري : الرعاث : القرطة ، واحدتها : رعثة».
(٥) الصحاح واللسان ، مَلَثَ ضبط قلم.
(٦) الأصل واللسان ، وفي الصحاح : حين.
(٧) زيادة عن الأساس.