خالِصٍ ، من : ضَغَثَ الحديثَ ، إِذا خَلَطَ. فهو فِعْلٌ بمعنى مَفْعُول.
وكلام ضَغْثٌ [وضَغَثٌ] (١) لا خَيْرَ فيهِ ، والجمع أَضْغَاثٌ ، وفي التَّنْزِيل العَزيزِ : أَضْغاثُ أَحْلامٍ (وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ) (٢) هي رُؤْيَا لا يَصِحُّ تَأْوِيلُهَا ؛ لاخْتِلاطِهَا والْتِبَاسِها ، قاله ابنُ شُمَيْل.
وأَتانَا بضِغْثِ خَبَرٍ ، وأَضْغاثٍ من الأَخْبَارِ ، أَي ضُروب منه ، وهو مجاز.
وقال مُجاهِدٌ : أَضْغَاثُ الرُّؤْيَا : أَهاوِلُهَا ، وقال غيره : سُمِّيَتْ أَضْغاثَ أَحلامٍ ؛ لأَنّها مُخْتَلِطَةٌ ، فدخلَ بعضُها في بعضٍ ، ولم تَتَمَيَّزْ مَخارجُها ، ولم يَسْتَقِمْ تَأْوِيلُهَا.
ويقال للحالِمِ : أَضْغَثْتَ الرُّؤْيَا ، أَي جِئْتَ بها مُلْتَبِسَةً ، وهو مَجاز.
والتَّضْغِيثُ : ما بَلَّ الأَرْضَ والنَّبَاتَ من المَطَرِ ، يقال : أَصابَ الأَرْضَ تَضْغِيثٌ من مَطَرٍ.
وأَمّا الضَّاغِثُ (٣) للمُخْتَبِئِ في الخَمَرِ ، مُحَرَّكةً ، كذا ضُبِط ، وضَبَطَه شيخُنا بالكَسْر وصَوَّبه ، هو نَصُّ الجَوْهَرِيِّ وتَمَامُه : يُفْزِّعُ الصِّبيانَ بصَوْتٍ يُرَدِّدُهُ في حَلْقِه ، فهو تَصْحِيفٌ إِنما هو بالبَاءِ المُوَحَّدَة ، وقد سبَقَ بَيانُه ، وغَلِطَ الجَوْهَرِيّ ، وقد ذَكَره الأَزهريُّ (٤) وابنُ فارِس على الصِّحّةِ ، وتَبِعَهما الصّاغَانيّ.
* ومما يستدرك عليه :
الضَّغُوثُ : السَّنَامُ المَشْكُوكُ فيه ، عن كُراع.
وضَغَّثَ رَأْسَهُ : صَبَّ عليهِ الماءَ ثم نَفَشَه فجَعَلَه أَضْغَاثاً ؛ ليَصِلَ الماءُ إِلى بَشَرَتِه.
وفي حديث عائشةَ رضياللهعنها «كانَتْ تَضْغَثُ رَأَسَها» أَي تُعَالِجُ شعَرَ رأْسِها باليَدِ عندَ الغَسْل ، كأَنّهَا تَخْلِطُ بعضَه ببعضٍ ؛ ليَدْخُلَ فيه الغَسُولُ.
فصل الطّاءِ
المهملة مع المثلثة
[طبث] : * طابِثُ ، وهي قَريةٌ بالبَصْرةِ (٥) منها أَبُو الحَسَن الطَّابِثِيُّ ، من كبار العلماءِ ، قاله شيخُنا ، وقد أَهمله الجَماعة.
[طثث] : الطَثُّ والأَطَثُّ : لُغَتَان ذَكَرَهما اللَّيْثُ ، والأَوّل أَكْثَرُ وأَصْوَبُ ، وهو لَعَبَةٌ للصِّبْيَانِ يَرْمُونَ بَخَشَبَةٍ مُسْتَدِيرَةٍ عَرِيضةٍ يُدَقَّقُ أَحَدُ رَأْسَيْهَا نحو القُلَةِ تُسَمَّى المِطَثَّةَ ، بالكسر ، وعن ابنِ الأَعرابِيّ : المِطَثّة : القُلَةُ ، والمِطَثُّ : اللَّعِبُ بها ، قال الأَزهَرِيُّ : هكذا رواه أَبو عَمْرٍو ، والصّواب الطَّثُّ : اللَّعِبُ بها.
والطَّثَّةُ : خَشَبَةُ (٦) القَالَبِ.
وطَثَّ الشيْءَ يَطُثُّه طَثًّا ؛ إِذا ضَرَبَه بِرِجْلِه ، أَو باطِنِ كَفِّه حتى يُزِيلَه عن مَوضِعِه ، قال يَصفُ صَقْراً :
يَطُثُّهَا طَوْراً وطَوْراً صَكَّا |
|
حَتّى يُزِيلَ أَو يَكَادَ الفَكَّا |
يريد فَكَّ الفَمِ.
وطَثْطَثَ الشَّيْءَ : رَماهُ من يَدِهِ قَذْفاً ، كالكُرَةِ.
[طحث] : طَحَثَه ، كمَنَعَه أَهمله الجوهريّ ، وقال الصّاغَانِيّ : أَي دَفَعَه باليَد وضَرَبَه بكَفّه. يَمَانِيَةٌ.
[طخمرث] : طَخْمُورَثُ (٧) أَهمله الجوهريّ ، وأَخلاه عن الضّبط لاشْتِهارِه ، وهو بفتح فسكونٍ وضمّ الميم وفتح الراءِ ، وضبطه شيخُنا عن بعضٍ بضَمّ الأَول والخامِسِ ،
__________________
(١) زيادة عن اللسان.
(٢) سورة يوسف الآية ٤٤.
(٣) في القاموس : «الضاغب» بالباء الموحدة ، وأشار إلى رواية القاموس بهامش المطبوعة المصرية.
(٤) في التهذيب (ضغب) : الضاغب : الرجل يختبىء في الخمر فيفزع الإنسان بصوت مثل صوت السباع أو صوت الوحش ، فيقال : ضغب فهو ضاغب وأنشد :
يا أيها الضاغب بالغملول |
|
إنك غول ولدتك غول |
(٥) في معجم البلدان : بليدة قرب شهرايان من أعمال الخالص من نواحي بغداد.
(٦) في اللسان : خُشَيبة.
(٧) في القاموس «طحمورث» ، بالحاء المهملة. وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله طخمورث هو مرسوم بخطه بالخاء المعجمة وكذلك في التكملة ، وفي نسخة المتن المطبوع بالحاء المهملة ، وهو تحريف».