بذلك لأَنَّها أَي المَقْبُرةُ تَكْفِتُ. وفي نسخَة أُخرى : تَقْبِضُ النَّاسَ ، قال ابن السِّكِّيت : فإِن كان كما قَالَ فَكُلّ مَقَابِرَ في الدُّنْيَا كَفْتَة ، وأَي مَقَابِرَ لا تَقْبِضُ الناس؟ وليس ذلك كما ذكر ، وقد سأَلت من رأَيْتُ من المَدَنيِّين : لمَ سُمِّيَتْ كَفْتَة فقال : ـ وهو الذي أَتَى به المُصَنّف ـ أَو لأَنّهَا تأْكُلُ المَدْفُونَ سَرِيعاً لا تُبْقِي (١) مِن الإِنسان شَيْئاً من شَعَر ولا بَشَرٍ ولا ضِرْسٍ ولا عَظْمٍ إِلّا ذَهَبَ ، ذلك لأَنَّهَا سَبِخَةٌ فلا تَلْبَثُ أَنْ تأْكُلَ ما يُدْفَنُ فيها. كذا في التكملة ، وعبارَة اللسَانِ : لأَنَّهُ يُدْفَنُ فيه ، فيَقْبِضُ ويَضُمُّ. وقد عرفت ما فيها.
[كلت] : كَلَتَهُ ، وهو في نسخ القامُوس بالحُمْرَة ، وشَذّ شيخُنَا فقال : هذا ثابِتٌ في أُصولِ القامُوس بالسّوَاد ، والصّوَاب كَتْبُهُ بالحُمْرَةِ. قلتُ : وفي التّكملة : أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن فارس : كَلَتَهُ يَكْلِتُهُ كَلْتاً ، إِذا جَمَعَهُ ، كَكَلَدَهُ ، وامرأَة كَلُوتٌ : جَمُوعٌ.
وكَلَتَهُ في الإِنَاءِ : صَبَّهُ ، قال الأَزْهَرِيّ : سمِعْتُ أَعرابيَّا يقول : أَصَبْتُ (٢) قَدَحاً من لبَن فكَلَتُّه في قَدَحٍ آخرَ ، أَي صَبَبْتُه.
وعن أَبي محْجَن : صَلَتَ الفَرَسَ وكَلَتَه ، أَي رَكَضَهُ.
وكَلَتَ الشَّيْءَ : رَمَاهُ ، وعبارة الصاغانيّ : كَلَتَ به : رَمَى به.
وعن الثَّعْلَبِيّ : فَرَسٌ فُلَّتٌ كُلَّتٌ كسُكَّرٍ (٣) ويُخَفَّفانِ : سريعٌ.
وفي نوادرِ الأَعراب : إِنه لَفُلَتَةٌ كُلَتَةٌ (٤) كهُمَزَةٍ ، أَي كُفَتَةٌ وذلك إِذا كان يَثِبُ جَمِيعاً فلا يُسْتَمْكَنُ منه ، لاجتماعِ وَثْبِه.
وعن الفرَّاءِ : يُقَال : خُذْ هذا الإِنَاءَ فاقْمَعْهُ في فَمه ، ثمّ اكْلِتْهُ في فِيه فإِنّه يَكْتَلِتُه (٥) ، وذلك أَنه وَصَفَ رجُلاً يَشربُ النَّبِيذَ ، يَكْلِتُه كَلْتاً ، وَيَكْتَلِتُه ، والكَالِتُ : الصَّابُّ.
والاكْتِلاتُ : الشُّرْبُ والمُكْتَلِتُ : الشَّارِبُ.
والكَليتُ كَأَمِيرٍ وسِكِّينٍ : حَجَرٌ مُسْتَطِيلٌ كالبِرْطِيلِ يُسَدُّ به كذا عبارة ابنِ دُرَيْد ، وفي بعض النُّسَخِ : يُسْبَرُ به ، والذي في التكمِلَةِ : يُسْتَرُ بِه (٦) وِجَارُ الضَّبُعِ ثمّ يُحْفَرُ عنها حكاه ابنُ الأَعرابيّ ، وأَنشد لأَبي محمدِ الفَقْعَسِيّ :
وصاحِبٍ صاحَبْتُه زِمِّيتِ |
|
مُنْصَلِتٍ بالقَوْمِ كالكِلِّيتِ |
وفي التكملة : أَنشد الأَصمعيّ لأَبِي محمد أَيضاً :
ليسَ أَخُو الفَلاةِ بالهَبِيتِ |
|
ولا الّذي يَخْضَع بالسُّبْرُوتِ |
ولا الضَّعِيفِ أَمْرُه الشَّتِيتِ |
|
غيرَ فتًى أَرْوَعَ في المَبِيت |
مُبَرْطِسٍ في قَوْلِه بِلِّيتِ |
|
مُنْقَذِفٍ بالقَوْمِ كالكَلِيتِ |
يُرَاقِبُ النَّجْمَ رِقَابَ الحُوتِ
قال : والكُلْتَةُ ، بالضّمّ : النَّصِيبُ من الطّعامِ وغيرِه.
والكُلْتَةُ : النُّبْذَةُ من الشَّيْءِ.
وانْكَلتَ الشَّرَابُ انْصَبَّ.
وانْكَلَتَ الرَّجُلُ : انْقَبَضَ.
* ومما يستدرك عليه : رَجُلٌ مِصْلَتٌ مِكْلَتٌ ، إِذا كان ماضِياً في الأُمورِ ، كذا في التَّكْمِلَة واللِّسَان (٧).
وزاد في التّكملة : والكُلْتَةُ : الشِّدَّةُ.
قلت : ولعلّه تَصَحَّف عليه من الكُلْبَةِ ، بالمُوَحَّدَة ، وقد تَقَدَّم ، فلْيُنْظَر.
وكَلَّاتٌ ، كشَدّادٍ : قَلْعَةٌ على جَيْحُونَ ، خَرِبَتْ ، ومنها الفقيهُ محمودُ بنُ محمد الكَلَّاتِيّ البُخَاريّ الواعظ ، كان يَعِظُ بمَرْوَ ، وهو من رِفاقِ أَبي العُلا الفَرَضيّ.
[كمت] : الكُمَيْتُ كزُبَيْرٍ لَوْنٌ : ليس بأَشْقَرَ ولا أَدْهَمَ ، قَالَ أَبو عُبَيْدةَ : فَرْقُ ما بينَ الكُمَيْتِ والأَشْقَرِ في الخَيْلِ بالعُرْفِ والذَّنَبِ ، فإِن كانا أَحْمَرَيْنِ فهو أَشْقَرُ ، وإِن كانا
__________________
(١) في التكملة : لا يبقى.
(٢) التهذيب واللسان : أخذت.
(٣) في إحدى نسخ القاموس : «وصرد» وفي التهذيب : فلّت كلّت ، وفلت كلت إذا كان سريعاً.
(٤) في التهذيب : لكلتة فلتة.
(٥) عن التهذيب واللسان ، وبالأصل «يكلته».
(٦) ومثله في التهذيب واللسان.
(٧) والعبارة مثبتة في التهذيب.